قائمة الموقع

سبع سنوات على رحيل "توأما المقاومة" العطار وأبو شمالة

2021-08-21T07:55:00+03:00
الرسالة نت - غزة

يوافق يوم الحادي والعشرين من أغسطس الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد "توأما المقاومة" رائد العطار ومحمد أبو شمالة، برفقة القائد محمد برهوم من الرعيل الأول للقسام.

مسيرة جهادية زاخرة بالتضحية والعطاء ختمت بالشهادة بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال الحربية بعدة صواريخ منزلاً بحي تل السلطان بمدينة رفح خلال معركة العصف المأكول عام 2014.

وعلى مدار سنوات طويلة، ساهم "توأما المقاومة" في إحداث نقلة نوعية في أداء كتائب القسام وتطوير قدراتها العسكرية والأمنية والاستخبارية، حتى غدت اليوم أقوى شكيمة من ذي قبل، وقادرة على تحقيق معادلة الردع مع الاحتلال الإسرائيلي.

الباكورة الجهادية للقائدين رائد العطار ومحمد أبو شمالة كانت في فعاليات الانتفاضة الأولى من خلال رشق دوريات الاحتلال بالحجارة والكتابة على الجدران وتنظيم المظاهرات والإضرابات، كما كان لهما البصمة في عشرات العمليات الجهادية وملاحقة العملاء وتصفيتهم.

وفي عام 1995 مع قدوم السلطة إلى قطاع غزة اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لها القائدين العطار وأبو شمالة، بتهمة التدريب على أسلحة غير مشروعة، وأمضيا في سجونها قُرابة الثلاث سنوات.

ليس هذا فحسب، ففي مارس عام 1999م، حكمت محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة ظلماً بالإعدام على القائد رائد العطار، والسجن المؤبد مع الأعمال الشاقة على القائد محمد أبو شمالة، على خلفية مقتل شرطي أثناء مطاردته ثلاثة من المجاهدين، إلا أنها تراجعت عن الحكم بتدخل من الرئيس الراحل ياسر عرفات؛ إثر احتجاجات شعبية واسعة ضد الحكم.

البداية الأولى

وكان للقائدين العطار وأبو شمالة السبق مع الرعيل الأول لكتائب القسام، إذ أشرفا على إعادة ترتيب صفوف الكتائب في مدينة رفح مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000م، بعد أن عملت أجهزة السلطة على تفكيكه، فغدى العطار قائداً للواء رفح في كتائب القسام، وعضواً في المجلس العسكري العام، في حين أصبح أبو شمالة قائداً لدائرة الإمداد والتجهيز، وعضواً في المجلس العسكري العام للكتائب.

عمليات نوعية

وفي العمل الجهادي شارك القائدان وأشرفا على عشرات العمليات النوعية والاستشهادية، أبرزها سلسلة عمليات الأنفاق خلال انتفاضة الأقصى، مثل عملية براكين الغضب و"محفوظة" و"حردون" و"ترميد" والتي أدت إلى مقتل أكثر من عشرين جندياً "إسرائيلياً" وإصابة أكثر من 70 آخرين بجراح متفاوتة.

الوهم المتبدد

وفي كبرى عمليات القسام "الوهم المتبدد" والتي أسر خلاها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من داخل دبابته، وقتل قائد الدبابة ومساعده عام 2006، كانت بصمات العطار وأبو شمالة جلية فيها، إذا شكلت العملية تطوراً نوعياً في مسار المقاومة في غزة، بعد الانسحاب "الإسرائيلي" منها، فقد امتازت بالدقة والتخطيط وبراعة التنفيذ.

وكان الإنجاز الأبرز للقائدين المشاركة الفاعلة في إتمام صفقة وفاء الأحرار في 18 تشرين أول/أكتوبر 2011م والتي أفرج بموجبها عن 1027 أسيراً من ذوي الأحكام والمؤبدات، بعد الاحتفاظ بالجندي الإسرائيلي لمدة 5 أعوام في قطاع غزة.

الحروب الثلاث

حنكة القائدين العطار وأبو شمالة تجلت في قيادة العمل العسكري لكتائب القسام خلال معارك الفرقان، وحجارة السجيل، والعصف المأكول من خلال التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة براً شرق مدينة رفح، من خلال التخطيط المحكم والإعداد والتجهيز المسبق.

ومن أبرز العمليات التي قادها رائد العطار عملية صوفا في معركة العصف المأكول، وكذلك إيقاع العدو في العديد من الكمائن، أبرزها كمين أبو الروس الذي فقد خلاله الضابط " الإسرائيلي" هدار غولدن" خلال معركة العصف المأكول صيف عام 2014 شرق رفح.

توأما المقاومة

انطلق القائدان -العطار وأبو شمالة- في مسيرة المقاومة معاً، وعرفا معاً في البدايات كما في النهايات، فشاركا في تأسيس بنية الكتائب في محافظة رفح، وقادا العديد من العمليات الجهادية ضد الاحتلال في الانتفاضة الأولى عام 1987م. تظهر بصماتهما واضحة في الإشراف على العديد من العمليات الكبرى في انتفاضة الأقصى، مثل عملية براكين الغضب و"محفوظة" و"حردون" و"ترميد" والوهم المتبدد، كما كانا من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.

 كما تزينت صورة النصر الكبير للمقاومة في صفقة وفاء الأحرار، بصورة العطار إلى جانب الجعبري وهما يسلمان شاليط للجانب المصري.

 فيما نشرت كتائب القسام صوراً تظهر أبو شمالة وشاليط أسيراً في قبضة وحدة، ليلقي ذلك الضوء على دور القائدين في تمريغ أنف الاحتلال في التراب وإثبات فشله الاستخباري الفادح.

عرفتهما رفح بشوارعها وحاراتها، بكبارها وصغارها، إذا ما ذُكر أحدهما سُئل عن الآخر، كيف لا وهما رفيقا الطفولة والمقاومة، وشريكا السلاح والدم.

يوم الشهادة

 فجر يوم الخميس 21/08/2014م هزّت مدينة رفح عدة انفجارات ضخمة نتج عنها تدمير منزل في حي تل السلطان غرب مدينة رفح وتضرر عدة منازل محيطة به، استشهد القادة الثلاثة وخمسة مواطنين آخرين، وأصيب نحو أربعين.

12 صاروخا من الطائرات الحربية كانت كفيلة بتسوية المنزل المكون من ثلاثة طوابق بالأرض، وعلى الرغم من أجواء الحرب المجنونة إلا أن رفح خرجت عن بكرة أبيها في وداع الشهداء، في مشهد قل نظيره، لتكون رسالة واضحة للمحتل أن إرادة شعب مقاوم لا تنكسر باستهداف قادته.

وتأكيداً على مواصلة المقاومة واستمرار النهج، أطلقت كتائب القسام على صاروخين حديثين من تصنيعها أسماء القائدين العطار وأبو شمالة، لتشحذ ترسانتها القتالية للمعركة بصاروخي (SH) و(A)، ولتبقى أشباحهما تطارد الاحتلال حتى اندحاره عن الأرض والمقدسات. 

اخبار ذات صلة