اعتاد السياسيون على الظهور عبر الشاشات ليعبروا عن مواقفهم تجاه القضايا الساخنة، غير أن الطفل عمر الغصين الملقب بـ"السياسي الصغير" قد كسر القاعدة إذ يستخدم جهازه اللوحي من داخل مسكنه الواقع غرب مدينة غزة، ليعبر عن مواقفه السياسية.
عمر (14 عاماً) ليس عضوا في أي من التنظيمات السياسية المحلية، لكن ذويه اكتشفوا أن لديه القدرة على التعليق على المواقف السياسية من خلال نافذة اليوتيوب.
يستخدم هذا الطفل أدوات بسيطة لإنتاج حلقاته التي قال إنه يوجهها إلى الجمهورين المحلي والعربي، ليس لقلة حيلة ولكن لأنه في نظره لا يحتاج أكثر من جهاز لوحي ومهارات بسيطة في تصوير الفيديو والمونتاج.
هكذا بدأت
تشكلت الخلفية السياسية للطفل عمر من خلال متابعته الحثيثة للأخبار عبر الفضائيات، ولذلك أكد أن قرار دخوله على هذه العالم المليء بالعديد من المحتويات المتنوعة لم يكن بالأمر السهل، حيث استغرق معه ذلك وقتا طويلا من التفكير في محتوى جديد ومميز يحقق به نجاحًا واسعًا عبر منصة اليوتيوب وجميع مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد دراسة أهدافه ومتابعة العديد من البرامج السياسية قرر الانطلاق في فكرة برنامج "السياسي الصغير".
يقول عمر: "بالنسبة لإعداد الحلقات من ناحية أفكار وكتابة سيناريو فأنا أجهزها بنفسي وقد استعين بأحد أفراد عائلتي كوالدي أو أحد أصدقائي ولكن بالنسبة لبقية الأعمال من تصوير ومونتاج وإخراج فأنا أتولى المهمة.
المتابع للفيديوهات يلمس قدرة عمر على الابتكار وخلق شخصية “الشيخ الكبير" التي يقوم بتأديتها لإضفاء نوع من الكوميديا على برنامجه الذي ينهيه بحكمة للتأثير على جمهوره المستهدف.
أنتج من مصروفي
يستكمل حديثه: "بالنسبة للتكاليف استعين بأهلي ومن خلال مصروفي الشخصي البسيط بحمد لله استطعت توفير بعض المعدات".
يتابع "دائما أقوم بتكرار هذه الجملة في عقلي لتساعدني على عدم الاحباط، وهي: (أنت توجه رسالة معينة مفيدة فاستمر ولا تحبط لأنك في يوم من الأيام ستصل).
يبين عمر أنه حقق إنجازات عديدة خلال عمله من البداية حتى هذه اللحظة، حيث يتقدم كل يوم بعدد المتابعين، وهناك عدد كبير من المتشوقين الذين ينتظرون دومًا الحلقات القادمة، فذلك يعد بحد ذاته نجاحاً وتميزاً للمحتوى الذي يقدمه.
عند سؤاله عن سبب ارتداء الكوفية الفلسطينية مع الطربوش ابتسم قائلا: "أقوم بدمج قصة حدثت في الماضي بقصة حديثة وفي نهاية الحلقة أطلق جملتي الشهيرة "اعلم أن الحر يأبى ذلة وأن اللبيب بالإشارة يفهم".
دور الأهل
ويشير إلى دور الأهل الذين يعتبرون الداعم الحقيقي لعمر، فهم أساس نجاحه في هذا العمل، مؤكدًا أنه أخذ موافقتهم قبل عمل البرنامج وتصويره وتقديمه على اليوتيوب ليحقق هذا النجاح بعد مساندتهم ودعمهم المتواصل له.
ووفق عمر فإنه ينشر الحلقات عبر منصات التواصل الاجتماعي بجانب قناته عبر اليوتيوب، فضلاً عن مساعدة الأهل والأصدقاء في نشر حلقات البرنامج عبر حساباتهم على هذه المواقع الشهيرة لتحقيق المزيد من المشاهدات.
يؤكد عمر أنه ينظم مواعيده جيدًا كي لا يؤثر عمله في هذا البرنامج على دراسته، حيث تساعده عائلته في رسم معالم الطريق للسير بخطوات واضحة دون تعثر في مستقبله التعليمي، فهو لا يهمل دراسته ويستمر في الوقت ذاته بهذا العمل.
في النهاية أراد عمر توجيه رسالة لجميع المتابعين والمحبين، مشيرًا إلى ضرورة المحافظة على تقديم كل شيء مفيد للمجتمع حتى تزيد من محبة الناس حولك ويفتخر أهلك بك ولرسم صورة جميلة.