السلطة تحيل العشرات من مناهضي الفساد للمحاكم

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- محمود هنية

شنّ أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من النشطاء المناهضين للفساد، تضمن اعتداء جسدياً على عدد من النخب الفكرية والسياسية والوطنية.

واستبق أمن السلطة خروج المظاهرات المنددة بالفساد والمطالبة بمحاكمة قتلة نزار بنات، بحملة اعتقالات واسعة بحق النشطاء، عرف منهم البروفيسور عماد البرغوثي عالم الفضاء المعروف.

كما اعتقلت أجهزة السلطة القيادي في الجبهة الديمقراطية وعضو مكتبها السياسي إبراهيم أبو حجلة.

وحولت الأجهزة الأمنية ساحتي المنارة والشهيد ياسر عرفات إلى ثكنه عسكرية عبر نشر المئات من رجال الأمن وعشرات السيارات والآليات العسكرية؛ للحيلولة دون تنظيم الوقفة.

وإثر الاعتداء الهمجي عليه، جرى نقل الأسير المحرر ماهر الأخرس لقسم الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي بعد أن اعتدى عليه بالضرب المبرح عناصر الأمن.

وعلمت الرسالة أن قرابة 21 ناشطًا جرى الاعتداء عليهم، منهم "ماهر الأخرس، وغسان  السعدي، وجهاد عبدو، وعماد البرغوثي، ويوسف شرقاوي، وإبراهيم أبو حجلة، وحمزة زبيدات، ومعين البرغوثي، وعمر عساف، وعلي أبو دياب، وعبادة القواسمي، وموسى أبو شرار، وأبو أيمن شمسية، وعبادة بسام القواسمي، وأبي عابود".

مهند كراجة رئيس لجنة "محامون لأجل العدالة"، أوضح أن هؤلاء المعتقلين تمت إحالتهم إلى النيابة، بغرض عرضهم للمحكمة في وقت لاحق.

وأكدّ كراجة أن اعتقال أجهزة أمن السلطة للنشطاء برام الله يُعبر عن استمرار نهج القمع والتخويف لكل المدافعين عن حقوق الإنسان والحالة تسوء أكثر فأكثر".

أما هند شريدة زوجة المعتقل السياسي أُبَيْ عابود، فقد أكدّت أن زوجها أحيل للنيابة للتحقيق معه على خلفية رفضه قضايا الفساد.

عدالة مجيرة!

وتعليقاً على إحالة المعتقلين للنيابة والمحاكمات، أكدّ الناشط السياسي فايز السيوطي، المعروف بنشاطه في مكافحة الفساد، إن العدالة "مسيسة ومجيرة" في الضفة المحتلة من رئيس السلطة محمود عباس وفريقه السياسي الذي يحكمها بقوة الأمر الواقع.

وأكدّ السويطي لـ"الرسالة نت" أنّ إجراءات أمن السلطة من قمع واعتقال يهدف لترهيب المعتقلين والنشطاء، والدفع بهم للصمت إزاء قضايا الفساد التي تمس قيادات السلطة.

ويشير السويطي إلى دور أجهزة عباس الأمنية في حماية "المستوطنين أكثر مما تحمي شعبها بل تقمع شعبها بوحشية لدرجة التصفية الجسدية.

ورأى أن إجراءات السلطة جعلت الاحتلال الأقل تكلفة في العالم، إضافة إلى ترسيخه لصلاحيات وسن قوانين جديدة لديوان الرئاسة لتكريس نظام ديكتاتوري يخدمه فقط.

وفي الوقت الذي عمل فيه رئيس السلطة على حل المجلس التشريعي وسيّس القضاء والإعلام والرقابة، عمل على تمكين أولاده من الثراء الفاحش على حساب المواطن من خلال منحهم امتيازات ووكالات تجارية، حسب قول السويطي.

شيء مخزي!

نائب رئيس لجنة الحريات بالضفة خليل عساف، علق على الأحداث بـالقول: "لا يريدون لأحد أن يرفع رأسه(..) ما يجري شيء مخزٍ للأسف لتمرير ما يريدون".

وأضاف عساف لـ"الرسالة نت": "تم اعتقال الشخصيات قبل وصولها للفعالية أصلاً، رغم تقديمها بلاغاً للمحافظ والشرطة عن الفعالية".

وأوضح أن من ينبغي ملاحقته واعتقاله هو من تجاوز القانون باعتقاله هؤلاء الأشخاص.

وأكدّ عساف أن وضع الضفة متجه للمجهول في ضوء ما يجري، "وإذا استمرت الأمور دون مساءلة فهذا يعني أننا ذاهبون لخراب البيت الفلسطيني".

وأوضح عساف أن ما يحدث سيجعل الناس تبحث عن الهجرة، متابعاً: "إن لم تستطيعوا أن تحرروا الأرض ولن تستطيعوا فعلى الأقل ألا تهجّروا الناس!"

 

البث المباشر