قائمة الموقع

لماذا يخشى الاحتلال التصعيد ضد غزة؟

2021-08-23T10:09:00+03:00
غزة- شيماء مرزوق

"رسالة ما حدث أمس واضحة.. إســـرائيل مستعدة لفعل كل شيء حتى لا تذهب إلى التصــعيد، وحـــماس عادت وأصبحت من يحدد شكل الحياة في غلاف غزة"، هكذا انتقد مراسل القناة 13 العبــرية أداء حكومته أثناء التصعيد الذي جرى على حدود قطاع غزة السبت الماضي.

اشتعلت الصحافة العبرية غضباً على حكومة الاحتلال التي تهرب من التصعيد مع غزة، وفي الوقت ذاته تعجز عن قراءة المشهد الفلسطيني وتقدير موقف حول أين تتجه المقاومة الفلسطينية في تصعيد أدواتها للضغط على الاحتلال.

وصل الحد إلى درجة تساؤل يوني بن مناحيم الضابط السابق في الاستخبارات "الإسرائيلية" والباحث في مركز القدس للشؤون العامة عما يحدث هل هو غباء المخابرات الإسرائيلية؟ أم غباء صناع القرار؟ كيف لا يقرؤون الصورة الحقيقية لنوايا حماس؟ أم هو تفضيل دفن الرأس في الرمال؟

مراسلون عسكريون لدى الاحتلال انتقدوا الرد "المخجل" على إصابة الجندي عند حدود قطاع غزة خلال مظاهرات السبت، خاصة أنه أصيب من خلف الجدار الذي استثمر فيه الاحتلال عشرات المليارات لتأمين الجنود ويتم اختراقه من مواطن فلسطيني بسهولة، وذلك بعد ثلاثة شهور على معركة سيف القدس التي خرج الاحتلال فيها بنتائج صفرية، ما يرى فيه الاحتلال ضرراً استراتيجياً.

الموقف "الإسرائيلي" الذي يتجنب التصعيد في غزة له مبرراته بالنظر إلى الوضع الداخلي والمحيط الإقليمي للاحتلال وذلك لعدة أسباب:

أولاً: يخشى الاحتلال أي تصعيد في غزة عقب معركة سيف القدس حيث لم يتمكن من تحقيق أي أهداف له، وعلى العكس فقد تكبد هزيمة وخرج بنتائج صفرية تسببت بضرر استراتيجي للاحتلال، بعدما استطاعت المقاومة الفلسطينية تغيير معادلة الردع، وبالتالي فإن أي تصعيد قادم قد يؤدي للمزيد من الانتكاسات الأمنية والعسكرية للاحتلال.

ثانياً: عملية الربط بين "غزة- القدس" التي نجحت المقاومة في تعزيزها خلال معركة سيف القدس تشكل خطورة بالغة على الاحتلال، حيث يخشى أي معركة جديدة مع غزة قد تفجر الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، وقد صرح وزير حرب الاحتلال بيني غانتس أن الأوضاع في الضفة بعد سيف القدس ليست كما قبلها.

وخلال ثلاثة شهور ارتقى قرابة 50 شهيداً في الضفة الغربية واشتعلت المواجهة في عدة مدن خاصة جنين وطوباس، بينما بيتا ما تزال تتمسك بالمقاومة الشعبية ضد الاحتلال على جبل صبيح.

ولا يمكن فصل الأحداث السابقة عن المقاومة في غزة ومشاهد البطولة التي حركت الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم لمقاومة المحتل، وهو ما يحاول الاحتلال احتواءه وإعادة الأوضاع للسابق.

ثالثا: الوضع الداخلي للاحتلال والائتلاف الحكومي الذي قد يسقط في أي لحظة يتجه فيها بينت نحو التصعيد، وهي الحكومة التي زاودت على سابقتها بقيادة نتنياهو، وتحاول أن تسترضي المكون اليميني فيها والذي ينتمي له بينيت نفسه، ولكن الحكومة أضعف من أن تستمر بهذه السياسة حتى نهايتها في ظل تنوع تشكيلها وتضارب المواقف فيها.

ولا يمكن إغفال موقف الطرف الآخر في معادلة الحكومة المتمثل "بالقائمة العربية الموحدة" بزعامة منصور عباس، حيث هدد النائب مازن غنايم، أحد النواب الأربعة عن القائمة، بإسقاط حكومة بينيت إذا أقدمت على شن حرب على قطاع غزة.

رابعاً: زيارة بينت المرتقبة الخميس المقبل إلى الولايات المتحدة لمناقشة الأوضاع الإقليمية في مقدمتها الملف الإيراني والشأن الفلسطيني، حيث من المتوقع أن تناقش القضايا الحاسمة المتعلقة بالأمن الإقليمي والعالمي، بما فيها الملف الإيراني.

وتعد الزيارة الأولى التي يقوم بها بينت منذ توليه منصبه، وسعى كثيراً لتسريعها خاصة عبر التحضيرات التي جرت مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز.

وقد برر وزير شؤون الشتات "نحمان شاي" الانتقادات التي وجهت لحكومة الاحتلال لتعاملها مع غزة بالقول: أعدكم بأنه سيكون هناك رد على هذا الحدث، لكن لا يمكن لرئيس الحكومة أن يتوجه إلى الولايات المتحدة بعد ثلاثة أيام في ظل حرب في الجنوب.

خامساً: الوسيط المصري والعلاقات التي تربط الطرفين، حيث من المتوقع أن يزور بينيت مصر ويلتقي السيسي عقب عودته من الولايات المتحدة، بعدما تلقى دعوة رسمية من الرئيس المصري.

وتوجد عدة ملفات مشتركة بين الطرفين منها الأوضاع في غزة والوساطة المصرية، وملف الأمن في سيناء إلى جانب السياحة الإسرائيلية داخل مصر التي من المتوقع أن تزداد بعد سنة من القيود التي فرضت نتيجة كورونا، وهو ملف مهم لمصر التي تسعى إلى تطوير السياحة لدعم اقتصادها الذي يعتمد بدرجة كبيرة عليها. 

أما الاحتلال فهو مهتم بالشراكة مع مصر وتعزيز العلاقات معها أمنياً وعسكرية، إلى جانب أهمية استمرارها في لعب دور الوسيط بينه وبين المقاومة الفلسطينية.

اخبار ذات صلة