قائمة الموقع

ذاكرة تُقى عالقة بين اعتقال إداري وآخر سياسي!

2021-08-24T20:13:00+03:00
الأسير ماهر الأخرس وابنته
الرسالة نت-أمل حبيب

لا وجه إلا وجه تُقى، في كل معركة تجدها الحاضر الأول على أبواب المعتقل، عنيدة هي كوالدها!
أبواب موصدة في وجهها، وقفت أمامها تعاند القهر، مرة مع الاعتقال الإداري، ومرة أخرى مع الاعتقال السياسي!

تعرف جيدًا شكل الأصفاد حول المعصمين، هذه الصغيرة التي لم تتجاوز الخمس سنوات كانت قد حررت والدها ماهر الأخرس 50 عامًا من اعتقال إداري عند السلطات الإسرائيلية قبل عام، لكنها لم تفهم بعد أن تحقق حرية جديدة من ضابط فلسطيني!

في العراء كانت تُقى أمام مركز شرطة البالوع في رام الله، تجلس على الرصيف مع والدتها وأهالي المعتقلين السياسيين للمطالبة بالإفراج عن ذويهم، لم ترفع لافتة، لم تصرخ، لم تفهم لماذا.

بدي بابا!

تُقى بين مشهدين، تبدو صورة أحدهما ضبابية، لم تفهم بعد لماذا يعتقل الفلسطيني شقيقه الفلسطيني الآخر، ما أدركته فحسب أن عليها المبيت في الشارع، ومطالبة رجال الأمن "بدي بابا يرجع على البيت"!

مقطع فيديو قبل عام، لا يمكن لأحدنا أن ينساه، ترفع فيه الصغيرة صورة لوالدها أمام مستشفى كابلان "الإسرائيلي" ذُيل أسفلها "لا لسياسة الاعتقال الإداري".

ألقت رأسها على صدره، غمرته بشدة نحوها، كانت تبكي وتضحك معًا، الحضن الأول بعد الانتصار كان مختلفًا، بعد أن استطاعت تُقى أن تنهي إضراب والدها عن الطعام الذي استمر نحو 103 أيام في سجون الاحتلال احتجاجًا على اعتقاله الإداري.

مع أول ملعقة من الحساء وضعتها بيديها الصغيرتين في فمه، ضحكت، وعاشت أملًا جديدًا، حتى تسربت هذه الضحكة في أرجاء المشفى، حاولت بفعلها أن تنسى مشهد الجنود وهم يسحبون والدها من بيتهم، تحقق الحلم وقتها، تُقى في حضن أبيها!

وحشية وأصفاد جديدة!

لم تدرك ابنة ماهر الأخرس أنها ستعود لتقاوم من جديد لأجل حرية أبيها، ستعبّر مرة أخرى عن رفضها لهذا القهر، لصوت الأصفاد، هذه الطفلة تصبح جيشًا لوالدها ولكن من أمام مركز شرطة "البالوع" في رام الله.

الاعتقال مجددًا في حياة الصغيرة تُقى، بعد توجه والدها من قريته سيلة الظهر جنوب مدينة جنين إلى رام الله، للمشاركة في اعتصام للمطالبة بمعاقبة قتلة المعارض السياسي نزار بنات.

تضاربت المفاهيم عند هذه الصغيرة، رجال بلباس مدني يضربون والدها ورجال الأجهزة الأمنية يوجهون الركلات على وجهه، وبابا ماهر يفقد الوعي لأربع ساعات!

اعتقال سياسي بطريقة وحشية، علق في ذاكرة الصغيرة، بكت كثيرًا هذه المرة، نامت على الرصيف أملًا بإدراك ما يحدث حولها، أين أبي؟ لا إجابة!

قمع للحريات، واعتقال بلا سبب، دفع تُقى لخوض تجربة جديدة بالاعتصام مع عائلتها أمام مركز الشرطة الفلسطينية، ممارسة ما يشبه الحياة، ويشبه التمرد على الظلم!

حضن أخير بعد اعتقال سياسي لماهر، تستقر تُقى بين ضلوع والدها، تستمع لنشرات الأخبار مع عائلتها، صورة أبيها وخبر على الشريط العاجل "محكمة رام الله تُفرج عن 7 معتقلين بينهم الأسير المحرر ماهر الأخرس"، تحاول فك طلاسم المشهد، الفصائل تدين الاعتقال وتصفه بــ "عمل مخزٍ"، تغمض تُقى عينيها وتغط في نوم عميق دون أن تفهم لماذا!

اخبار ذات صلة