ناشدت عائلة الأسير المضرب عن الطعام لليوم الـ 18 على التوالي، للتدخل العاجل والتحرج من أجل إنقاذ نجلها ومساندته في إضرابه عن الطعام.
وقالت أم علاء، والدة الأسير الأعرج، أن نجلها كان طوال حياته من المتفوقين، وأنه كان أحد العشر الأوائل في الثانوية العامة، ودرس في البداية الطب لكن بسبب ظروف الاعتقال المتكررة قرر دراسة الهندسة، وكان الأول على قسم الهندسة حين تخرجه.
وأوضحت زوجة الأسير علاء الأعرج، أسماء قزمار، أن زوجها اعتقل خمس مرات، بدايتها عام 2007م، وتكررت الاعتقالات، وبعد الزواج اعتقل 5 سنوات ونصف.
لم يعش المهندس علاء الأعرج مع زوجته وطفله خلال سنوات الزواج التي قاربت على 7 سنوات سوى سنة وأربع شهور، فيما أمضى بقية حياته الزوجية داخل سجون الاحتلال، ومنها أن ولد نجله محمد وهو خلف القضبان، كما أوضحت زوجته.
أما محمد، وبكلماته البسيطة تمنى أن يفرج الاحتلال عن والده حتى يتمكن من رؤيته وحضنه، وحتى يشتري له الألعاب.
وعن اعتقال علاء، وصفت أسماء عملية الاعتقال بالوحشية، حيث تم تفجير الباب والدخول للمنزل بشكل همجي، حتى وجدهم فوق رأسه في غرفة نومه، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، ما شكل حالة من القهر لدى زوجها.
ولفتت أم علاء إلى أن نجلها اعتقل عام 2019 وعانى من الاعتقال الإداري لمدة 20 شهرا، واليوم يعود للاعتقال الإداري من جديد، ما حدا به للإعلان عن الإضراب عن الطعام حتى ينتزع حريته من براثن الاحتلال.
وعبّرت أم علاء عن مخاوفها من مواصلة نجلها الإضراب، وأن الإضراب يؤذي جسد المضرب، وكلما زادت فترة الإضراب زادت المخاوف من الأمراض وإجهاد الجسم وأعضائه.
ودعت أم علاء الأعرج شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته الوقوف مع قضية نجلها وقضية الأسرى المضربين عن الطعام، والتحرك العاجل لإنقاذهم وتأمين الإفراج عنهم.
وكان الأسير الأعرج من بلدة عنبتا شرق طولكرم قد شرع بالإضراب المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري المتجدد.
وينضم الأسير علاء إلى عدد من الأسرى المضربين عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري ولعزلهم الانفرادي، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس من دورا بالخليل، المضرب عن الطعام منذ 42 يوما.
ولم يكمل الأسير عاما خارج السجن حتى أعادت قوات الاحتلال اعتقاله في 30/6/2021 وفرض الاعتقال الإداري عليه لستة أشهر قابلة للتجديد، ما حدا به أن ينتفض على ظلمه هذا ويعلن إضرابه المفتوح عن الطعام.
وأمضى الأعرج أكثر من خمس سنوات ونصف متفرقة في سجون الاحتلال؛ وهو والد طفل وُلد وهو في سجن مجدو، حيث لم يقض معه سوى عام ونصف؛ والبقية رآه فقط من خلف زجاج الزيارات.
ليس ذلك فحسب؛ بل توفي والده وهو معتقل ولم يتمكن من وداعه؛ وقضى معظم الأعياد وأشهر رمضان في المعتقلات.
ورغم أن الأسير أنهى درجة البكالوريوس في الهندسة بتسع سنوات بسبب الاعتقالات في فترات الامتحانات إلا أنه أنهاه حاصلا على الدرجة الأولى على كلية الهندسة؛ وأبدع كذلك في شهادة الماجسيتر بمعدل 96.3، ولكن الاحتلال يجعله يدفع ضريبة هذا التفوق وثمن حقد ضابط المخابرات الذي قال له "اللي زيك مش لازم يكون برا السجن!".
ولا يزال الاحتلال يحاسب علاء على قضية انتهت في عام 2014 بدعوى الملف السري؛ رغم أنه أمضى محكوميته البالغة 38 شهرا على تلك القضية، ليسرق الاحتلال منه أجمل سنوات عمره وشبابه في السجون.
اليوم يخوض علاء معركة الأمعاء الخاوية وكله أمل أن يعود لطفله وزوجته وعائلته وأن يتحرر من هذا الظلم المسمى بالاعتقال الإداري.