شارك مئات المقدسيين في صلاة الجمعة اليوم داخل خيمة الاعتصام المركزية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وأدى المواطنون صلاة الجمعة داخل خيمة الاعتصام، كما نظموا وقفة ضد الهدم والتهجير بعد الصلاة مؤكدين على ثباتهم في وجه مخططات الاحتلال التهويدية.
وخلال خطبة الجمعة أشاد الخطيب بصمود أهالي بلدة سلوان مطالبا إياهم بالصمود في وجه المؤامرات كافة التي تستهدفهم وتطال ممتلكاتهم ويراد منها النيل من عزائمهم وقوتهم.
وحذر الخطيب من مغبة التفريط بأي عقار في بلدة سلوان ومدينة القدس وأضاف: "كل من باع وسرب عقاراً .. لا تقبل له توبة ولو تعلق في ستار الكعبة".
ووجه رسالة إلى بلدية الاحتلال في القدس قائلا: "أوامركم ظالمة وشرعيتكم باطلة لا تقتلوا ولا تغالوا الأمل من أطفالنا وإلا فان الانفجار قادم".
وأشار الخطيب الى أن ما يجري من هدم لا يستند إلى أي مستند قانوني بل لمنطق القوة والإجرام وسيواجه أهالي سلوان كل تلك الخطط والمؤامرات مهما كانت النتيجة.
ويواصل أهالي بلدة سلوان في القدس المحتلة الصمود والثبات في أراضيهم التي يحاول الاحتلال وما يسمى "سلطة الطبيعة" التابعة له الاستيلاء عليها منذ ما يقارب العام.
ويتهدد 6 أحياء في سلوان خطر هدم منازلهم بالكامل، بدعوى البناء دون ترخيص، أو بإخلائها وطرد سكانها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وسلمت طواقم بلدية الاحتلال 6817 أمر هدم قضائي وإداري لمنازل في أحياء البلدة، بالإضافة إلى أوامر إخلاء لـ53 بناية سكنية في حي بطن الهوى لصالح المستوطنين.
ولكي يضيق الاحتلال الخناق على الفلسطينيين ويمنع البناء غير المرخّص، دخل في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2017، التعديل 116 لقانون التخطيط والبناء حيّز التنفيذ، وهو المعروف باسم قانون "كامينتس"، أحد القوانين العنصريّة الكثيرة ضد الفلسطينيين.
ويشكّل هذا التعديل خطرًا كبيرًا على الوجود الفلسطينيّ وأراضيهم، ذلك أنّه يزيد من شدّة العقوبات وصرامتها، وسرعة تنفيذها من خلال أوامر وغرامات إداريّة، وذاك دون تقديم للمحاكمة.
ومن العواقب الوخيمة لهذا القانون، دفع مبالغ باهظة الثمن قد تصل مئات آلاف أو ملايين الشواكل، وإيقاف استخدام المبنى أو إغلاقه، ومطالبة القاطنين بإخلاء بيوتهم أو محالهم، أو إصدار أمر هدم.
ويمتد حي البستان على 70 دونما ويسكنه 1550 نسمة، ومنذ عام 2005 تسعى سلطات الاحتلال لهدم منازله، البالغ عددها أكثر من مئة منزل، بحجة بناء حديقة مكانه.
وفي شهر ٢-٢٠٠٩ أصدرت بلدية الاحتلال في القدس أوامر بإخلاء ٨٨ عقاراً في حي البستان، كانت تضم ١٣٤ عائلة وقدر عدد سكانه في ذلك الوقت بنحو ١٥٠٠ مقدسي ومنذ ذلك الحين أقيمت خيمة الاعتصام في حي البستان لمواجهة قرار الإخلاء.
وتعتبر بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها، حيث يحاول اليوم تخريب مقبرة باب الرحمة وتجرفيها.
ويخضع المقدسيون اليوم لما يقارب 33 ألف قرار هدم، في مقابل بناء مئات آلاف الوحدات السكنية والاستيطانية، في حين يهجر حوالي نصف سكان مدينة القدس إلى خارجها بسبب منعهم من استصدار رخص بناء، وهدم ومصادرة منازلهم وأراضيهم.