قائمة الموقع

الرقص مقابل المال.. السلطة تحول محراب "مراد" الى ملهى

2021-08-29T09:07:00+03:00
الرسالة نت – مها شهوان

لم ينس الفلسطينيون بعدُ الانتهاك الذي جرى في مقام النبي موسى جنوب أريحا أواخر العام الماضي، حين أقيم حفل موسيقي صاخب، في اعتداء واضح على المقدسات الدينية. اليوم وبشكل علني وتحت حماية أجهزة السلطة الأمنية، أقيم حفل آخر في برك سليمان التي تضم محراب ومسجد قلعة مراد، بقرية أرطاس جنوب غرب مدينة بيت لحم.

الانتهاك الجديد كشفه نشر الكثير من فقرات الحفل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث الرقص والخمور.

ما وقع في برك سليمان ومحرابها ومسجدها وقلعتها، أثار غضب أهالي قرية أرطاس، ودفعهم إلى إصدار بيان أكدوا فيه على خطوات سيشرعون بها ضد ما أسموه "المجون والخمور في أرض الوقف الإسلامي"، وأنهم سيستمرون في حراكهم، وسيقومون بالإجراءات العملية حتى تحقيق مطالبهم كاملة.

وبدلاً من أن تحتفظ السلطة الفلسطينية بأهمية الأماكن الدينية القديمة وتجعلها مزاراً للسياح للاطلاع على أصالتها وعبق تاريخها، تحولها بين ليلة وضحاها إلى "مرقص وبار" لتحقيق أطماع مادية.

ويعد ما حدث انتهاكاً واضحاً بحق وقف إسلامي وجبت حمايته، بحسب الأهالي.

وبعد تحرك المواطنين لوقف ما جرى، منع أمن السلطة أداء الصلاة في مسجد قلعة مراد بعد فضيحة تحويله لمرقص.

وبعد التدقيق والتحري تبين أن منطقة برك سليمان القانوني، بما تحتويه من قلعة السلطان مراد، ومسجد للقلعة، وثلاث برك ضخمة وأحراش واسعة، تم عقد تأجيرها من وزارة الأوقاف بالضفة المحتلة لشركة خاصة بمبلغ زهيد.

وطمست الشركة معالم المسجد، وحولت القلعة لمرقص وحانة خمر، وسيجت الأحراش، وأغلقتها في وجه أهل فلسطين، وتركتها نهباً للمستوطنين، وذلك دون أن يعرف أحد حقيقة العقد المُبرم بين شركة "CCC" التي استحوذت على كل هذا الوقف الإسلامي، وبين الأوقاف.

وتعتبر المنطقة مهددة بالمصادرة، ومع ذلك تتم إماتتها بدلاً من تعميرها، وفتحها للناس، بالإضافة إلى أن الشركة قامت ببناء سوق تجاري في الوقف، ومع ذلك لم تقم بتشغيله.

التفاصيل السابقة أثارت الشبهات حول قضية برك سليمان القانوني، فبحسب سكان قرية أرطاس هناك ثقب أسود ستتبين خفاياه قريباً، متسائلين كيف يمكن تأجير هذا الصرح التاريخي والأثري والديني والمهدد بالمصادرة لشركة خاصة؟!

وشبه متابعون الواقعة التي جرت في محراب ومسجد مراد بما كان يفعل الاحتلال الإسرائيلي في المساجد حين احتل فلسطين سنة 1948، مؤكدين على أن السلطة تسخّر كل جهودها لمحاربة الفضيلة.

وعبر منصات التواصل الاجتماعي اعتبر النشطاء الفلسطينيون أن قضية برك سليمان وتحويل المسجد والقلعة والمحراب إلى بار ليست قضية أهالي قرية أرطاس بل كل عربي مسلم حر عليه الدفاع عن المواقع الأثرية ضد الانتهاكات ووضع حد لها.

عبر تويتر غرد الكاتب الفلسطيني ماجد الزبدة: "لا يخجل قادة السلطة من نشر الرذيلة وتحويل المساجد والبقاع المقدسة إلى ملاهٍ ليلية في الضفة المحتلة، بعد فضيحة تحويل مسجد النبي موسى إلى مرقص يأتي الدور على محراب ومسجد قلعة مراد في قرية أرطاس ببيت لحم حيث حولته سلطة العار إلى مرقص ليليّ وبار.. سلطة تُسخّر كل جهودها لمحاربة الفضيلة".

وتهكم الصحافي علاء الريماوي عبر تويتر بتغريدة له: "هل يجوز يا وزارة الأوقاف إقامة حفل غنائي في الساحة الخاصة بمسجد قلعة مراد في قرية أرطاس، رأيكم الشرعي لو سمحتم؟".

في حين كتب الإعلامي محمود العمودي عبر صفحته الفيسبوك "بعد مسجد النبي موسى، سلطة عباس تحول محراب ومسجد قلعة مراد في قرية أرطاس ببيت لحم إلى بار ومرقص، أعتذر عن تنزيل الصور لأنها مخزية".

وتساءل مجدي كامل: "هل يجوز يا وزارة الاوقاف إقامة حفل غنائي في الساحة الخاصة بمسجد قلعة مراد في قرية أرطاس، نعم يجوز لأن حركة فتح تريد ذلك وفتح فوق كل شيء!".

اخبار ذات صلة