يلتف أطفال مخيم الشابورة برفح حول الستيني توفيق شناعة أمام باب منزله ليستمعوا لألحان عوده الأثري منبهرين بجمال الآلة وصوتها.
بدأ توفيق حبه للعود منذ شبابه، حيث يروي قصته مع العود ويقول: "كنت أهوى سماع العود، حين كان رجل كبير بالسن يعزف عليه في فندق كنت أقيم به في عمان، فأجلس بجانبه استمع وأطرب أذني بأنغامه".
تعلم توفيق عزف العود سريعاً، وما لبث أن اقتنى واحداً واعتاد أن يعزف عليه كل يوم في أوقات فراغه وأصبح هوايته المفضلة.
عاد توفيق الى غزة حاملاً شغفه بالعود، فاقتنى واحداً جديداً وتعلم أساسيات العزف والسلم الموسيقي بسرعة، وبقي على موهبته يطورها ويبدع فيها.
" يا ديرتي حملوا.. يا ديرتي شالوا.. يا ديرتي وأشعلوا.. في القلب نيراني!.."، أغاني يسترجعها الحاج شناعه برفقة الصبية والجيران ويعيد أمجادها على مسامعهم ويخاطبهم باللغة التي يفهمها ويحبها الجميع باعثاً فيها التفاؤل والحب.
يحتفي توفيق بحبه للعود فيجعل من ألحانه سبباً لتجمع الناس حوله في أوقات الشتاء الممطرة، وفي الإجازات الصيفية مكوناً مشاهد مبهجة لكل المارين بجانبه والمستمعين لعزفه.
يرى توفيق في عزفه على العود رسالة سعادة للأطفال الذين يعايشون انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة لأكثر من ثماني ساعات يومياً ويشعرون بالملل والضيق، فلا يجدون مهرباً إلا بالجلوس بجانب توفيق والاستمتاع بعزف العود.
شناعة موظف حكومي، ولديه أربعة أولاد وثلاثة بنات، نشأوا على حب الأغاني الوطنية فورث منه ابنه البكر هذا الشغف فأصبح يغني معه في التجمعات العائلية ويشاركه في العزف، كي يورثوا هذا الفن للأجيال المقبلة من العائلة.
يستمر توفيق في إيصال رسالته فيقول في لقاء له "أعزف من أجل نشر الأمل لأخفف من المعاناة والقهر والحصار الذي نكابده في غزة، مُؤكداً أنّ هذه الظروف تدفع "الإنسان للبحث عن شيء يسعده".