قائمة الموقع

السلطة تركض وراء "مفاوضات" يرفضها الاحتلال!

2021-09-05T10:53:00+03:00
عباس والسيسي وملك الأردن
الرسالة- محمد عطا الله

تُصر قيادة السلطة الفلسطينية على الاستمرار في مسار "التسوية" والسعي وراء محاولات إحياء الخيار الذي ثبت فشله وترفضه حتى حكومة الاحتلال الإسرائيلية.

وأكد رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بأن العلاقة بينهم وبين السلطة أمنية ولن يكون معها أي حل سياسي، ورغم ذلك تركض السلطة وراء وهم المفاوضات من أجل المفاوضات، مع استحالة إمكانية التوصل لحل، لاسيما وأن الوقائع على الأرض وسرقة الأراضي وتهويد المقدسات تشير إلى أن الوصول لأي تسوية بات ضرباً من الخيال.

وتحاول بعض الدول العربية ومن خلفها الولايات المتحدة بذل جهودها، سعياً منها لإحياء هذا المسار، من خلال عقد القمة الثلاثية في القاهرة والتي جمعت رئيس السلطة محمود عباس بالرئيس المصري والملك الأردني الخميس الماضي.

وبحسب مراقبين فإن القمة تأتي في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها القضية الفلسطينية، وقبل انعقاد اجتماع الأمم المتحدة لبلورة رؤية سياسية موحدة لإعادة دفع عملية التسوية بين السلطة وحكومة الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية.

في المقابل؛ فإن حكومة نفتالي بينت ترفض إجراء أي لقاءات سياسية مع السلطة أو حتى العودة لخيار المفاوضات، وهو ما يطرح التساؤل حول إصرار الأخيرة وبعض الأطراف العربية على التمسك بخيار ترفضه "إسرائيل" من الأساس!

 محاولات يائسة

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن الرهان على مسار التسوية ليس رهان السلطة وحدها وإنما أيضاً أنظمة عربية تصر أن يكون هناك تفاوض وفق الرؤية الصهيونية الأمريكية.

ويوضح الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن لقاء القمة لم يكن تلقائيا أو من ذات الدول وإنما وفق رغبة أمريكية لعقده؛ من أجل تشجيع الجانب الفلسطيني على المضي قدماً في مشروع التصفية للقضية الفلسطينية.

ويستبعد أن يكون هناك أي استجابة من الاحتلال الصهيوني حتى ولو كان التفاوض من أجل التفاوض "وهم يدركون أن العلاقة بينهم وبين السلطة علاقة أمنية والسلطة تدرك ذلك لأن اللقاء الأخير الذي جرى بين عباس وغانتس هو أمني بحت ولا علاقة له بالتفاوض".

ويبين الصواف أن ما يجري محاولات يائسة لن تحقق أي شيء سواء على الصعيد الفلسطيني أو المستوى العربي، مشدداً على أن المحاولات الامريكية لإنقاذ السلطة من ورطتها ومن قربها للنهاية.

ويلفت إلى أن القضية الفلسطينية ستمضي قدماً كون أن هناك جزءاً كبيراً من أبناء الشعب الفلسطيني يرفضون خيار التسوية والتصفية ويدرك الشعب أن مقاومته هي الأساس.

إبقاء الجمود

ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمود مرداوي أن بينت يبدي قدراً ملحوظاً من الاستخفاف بأهمية التوصل إلى حل سياسي مع الجانب الفلسطيني، وقد سارع إلى إبداء مؤشّرات عدة تظهر أنه "يربأ" بنفسه عن الخوض في هذه المسألة أو الانشغال بها، باعتبارها مسألة معيبة في الوعي الصهيوني الأشدّ يمينية.

ويضيف مرداوي في مقال له أن "بينت يتّجه إلى رفض التعامل السياسي مع المستوى الفلسطيني بصورة تامة، والاستعاضة عنه ببحث الشؤون المدنية والاقتصادية، وبالطبع الأمنية، بين مسؤولين منخفضي المستوى من الجانبين.

ويعتقد مرداوي أن بينيت لا يفعل شيئاً سوى استئناف سياسة سلفه نتنياهو في إغلاق الملف التفاوضي، وطرح مطلب إقامة دولة فلسطينية جانباً.

ويرى أن بينت يحاول تعويد كل من يعنيه الأمر بأن أجندة الحكومة لا تشمل الانشغال بكسر الجمود، بل على العكس إدامته وتصليبه، تحت تسمية المحافظة على الاستقرار، وهو استقرار للاحتلال الاستيطاني والعسكري حصراً، وليس للطرف الرازح تحت الاحتلال".

 

 

 

اخبار ذات صلة