الرسالة نت – رائد أبو جراد
عاد الأمل لنفوس جنود الاحتلال الصهيوني المتمركزين على حدود غزة عندما شاهدوا وزيرهم "أيهود باراك" يتجول على مواقعهم المحاذية للحدود الشرقية لغزة بعدما كان الخوف والقلق هاجساً كبيراً يسيطر على نفوسهم ويشكل زعزعة في صفوفهم استعداداً لمواجهة المقاومة في أي حرب قادمة.
"باراك" زار الجنود ليوقظهم ويشد من معنوياتهم الهابطة، بالعبارة السابقة أدرج متابعون للشأن العسكري الصهيوني في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" سبب زيارة وزير جيش الاحتلال للجنود المتمركزين على الحدود الشرقية المتاخمة لقطاع غزة.
وتعد جبهة قطاع غزة إحدى الجبهات الساخنة المتاخمة لحدود الكيان الصهيوني الذي يعتقد على نطاق واسع بأنه يجهز لحرب واسعة في المنطقة لإعادة رسم الخارطة السياسية في الشرق الأوسط.
مؤقت وهش
وليرفع رصيداً إضافياً من معنويات جنوده وجه باراك رسالة لغزة بقوله إن "الهدوء الذي يسود منطقة قطاع غزة بعد مرور عامين على عملية "الرصاص المصبوب" ليس كاملاً ومستقراً وقد يكون مؤقتاً وهشاً".
وفي هذا الصدد، يقول المختص في متابعة الشأن الإسرائيلي توفيق أبو شومر :"علينا أن ننظر للزيارة في إطار التصريحات والتهديدات المتزايدة لقادة الاحتلال"، وعدَ الزيارة تأتي "ضمن إطار مهم جداً لجنود الاحتلال المتمركزين على الحدود مع غزة".
وأوضح أن هدف باراك من الزيارة إيقاظ الجنود دون الإشارة لعمل أي إجراءات جديدة قد تستهدف فيها "إسرائيل" غزة.
وشنت "إسرائيل" شتاء العام 2008-2009 الماضي عدوناً مدمراً استهدف قطاع غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء استمر على مدار 22 يوماً.
وبحسب أبو شومر، فإن باراك يهدف من تكرار زياراته لجنوده المرابطين على حدود القطاع بث الروح المعنوية في نفوس الجنود التي شابها هاجس حرب جديدة على غزة وان يستمد شهرته الإعلامية كقائد وجندي سابق في جيش الاحتلال وتهيئة الجنود لاستقبال أي مواجهة قادمة مع المقاومة.
في حين، صنف اللواء يوسف الشرقاوي المختص في الشأن العسكري زيارة باراك ضمن سلسلة جولات متتابعة يهدف القادة الصهاينة من وراءها لاسترداد روح العزيمة المفقودة لدى جنود الاحتلال والاستماع لشكواهم من تعاظم قوة مقاومة غزة.
مؤشرات تخلخل
ويعتقد الخبير في الشئون العسكرية وجود مؤشرات تؤكد انتشار حالة تخلخل في صفوف الجيش الصهيوني وأن الجنود باتوا غير قادرين ومن المستحيل لهم مواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وفشلت "إسرائيل" خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة في شتاء العام 2008-2009 والتي أسمتها "الرصاص المصبوب" من تحقيق أي أهداف تذكر من عدوانها الغاشم على سكان القطاع المدنيين.
ويشير أبو شومر إلى أن شن الكيان الصهيوني حرب جديدة على غزة ليس بالأمر السهل والهين، مرجعاً السبب في ذلك لتصاعد انتهاكات جنوده في ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين بعد تقرير غولدستون الأممي الذي دان "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب.
ويتابع :"إعادة احتلال غزة ليس في المنظور القريب لما له من مخاطر على الاحتلال بعد خسارتها كثيراً في الحرب الأخيرة التي شنتها على القطاع في عدة أشكال تضمنت استنكاراً عالمياً بحجم الهجوم العدواني".
فيما يؤكد اللواء الشرقاوي أن الحرب القادمة على غزة ستكون قاسية على "إسرائيل" لعدم استحالتها في حال نفذتها مواجهة المقاومة أو الانتصار على تكتيكاتها.
وتشهد الحدود الشرقية لقطاع غزة، توغلات مستمرة وإطلاق نار كثيف، بين الحين والآخر الى جانب تحليق مكثف لطائرات الاحتلال المروحية والحربية في أجواء قطاع غزة.