قائمة الموقع

حملات التضامن هل تنجح في التخفيف من معاناة الأسرى؟

2021-09-06T19:29:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-رشا فرحات

حققت الحملة الواسعة للتضامن مع الأسيرة أنهار الديك نتائج غير مسبوقة وساهمت في الإفراج عن الأسيرة الحبلى بعد أن تقررت ولادتها داخل السجون، بعد اعتقالها منذ ستة أشهر وهي في بداية حملها.

أفرج عن أنهار الديك مساء الخميس الماضي بكفالة مالية قدرها 41 ألف شيكل بالإضافة إلى فرض الإقامة الجبرية، فهل ساهمت الحملة التضامنية على صفحات السوشيال ميديا في وصول قضية أنهار إلى العالمية، والتأثير على قرارات الاحتلال؟

م. سمير النفار متحدث باسم المركز الشبابي الإعلامي يرى أن حملات التضامن مع الأسرى تعنى بشؤون الأسرى بشكل دائم والضغط لصالحهم لتنفيذ بعض المطالب، لافتاً إلى أن هناك حملات برزت في الفترة الأخيرة وكان لها تأثير واضح لأنها تحمل حالة إنسانية بحتة، وخاصة في حالات أسرى الاعتقال الإداري.

ويسترجع النفار حملة "الحرية للغضنفر"، و"أنقذوا انهار الديك"، والحملة للمطالبة بعلاج الأسيرة إسراء الجعابيص وحملات مي وملح، وكلها، على حد تعبيره، كان لها تأثير جيد وإسناد للأسرى بالدرجة الأولى.

وذكر أن الأسرى يعرفون كل كلمة تكتب على منصات التواصل الاجتماعي ويسعدهم أن المجتمع ونبض الشارع متضامن معهم ويساندهم ليواصلوا مسيرتهم.

وللحملات تأثير كبير أيضاً على عائلاتهم فيقول النفار: "الدعم أيضا يطال أهالي الأسرى وكلما كانت الحملة أوسع شعر هؤلاء بأن أبناءهم في الذاكرة، وفي نفس الوقت حينما تتوسع الحملة أو تبرز، تلزم الحكومات والدول أن يكون لها موقف إنساني ولا يمكن لأحد أن يهمل السوشيال ميديا، فهي غيرت حكومات".

ويضيف النفار: "الاحتلال لديه خوف مفرط من كل الحملات على منصات التواصل ويحاول الرد على كل منشور يثيره أو يخيفه، كما أن لديه أربع فرق ترصد نبض السوشيال ميديا بشكل دقيق لتنقل لحكومته ما يحدث كل يوم، لذلك فأنا أرى أن التضامن مع قضايا الأسرى هو واجب طالما أن الصوت يصل إلى الاحتلال.

ويفصل النفار لافتاً إلى أن الاحتلال منذ عام 2015 استحدث وزارات ووحدات خاصة لمراقبة المحتوى الفلسطيني، كوحدة السايبر التابعة لوزارة القضاء،  ووحدة لاهاف 433 (وحدة جرائم السايبر الوطنية) ووحدة ACT.IL التابعة لمركز هرتسيليا متعدد التخصصات، بالإضافة إلى وحدة رابعة وهي 4IL.org.il تابعة لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، وكل ذلك لمراقبة المحتوى الفلسطيني، وخاصة حملات التضامن ضد سياسات الاحتلال الإرهابية المختلفة.

وفي الوقت الذي تقترب فيه الأسيرة الفلسطينية أنهار الديك من وضع مولودها الثاني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، خرجت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذها وتحريرها من سجون الاحتلال حتى تضع مولودها، وكان لهذه الحملة تأثير دولي واسع ووصول قضية الاعتقال الإداري لدى الاحتلال لأوسع انتشار.

وقد أطلق متضامنون بالفعل حملة للتضامن مع الأسيرة إسراء جعابيص لعل ذلك يساعد في الضغط على الاحتلال لإعطائها حقها في العلاج، وتوفير عمليات جراحية تحتاجها لتستعيد جزءاً من حياتها الطبيعية.

الحملة الجديدة القديمة، والتي تطالب بحق إسراء في العلاج فقط وأن تكون قضيتها وحاجتها للتدخل الطبي على سلم أولويات الحكومة ومؤسسات حقوق الإنسان، فهي بحاجة ماسة إلى أكثر من ثماني عمليات جراحية لتستطيع العودة إلى ممارسة حياتها بشكل شبه طبيعي.

ويرى النفار أن الحملة تكون قوية بقدر الإصرار والاستمرارية، ولا يجب أن تتراجع بأي حال، كما أن مواصلة الضغط بأكثر من اتجاه قد يساهم في إنقاذ حياة الأسيرة إسراء، مضيفاً: "العمل تكاملي بين منصات التواصل الاجتماعي والمؤسسات الحقوقية والدولية، ونجاح الحملة مرتبط بمدى قدرة النشطاء على إيصالها للمستوى الدولي ومواصلة النشر".

ثائر شريتح القائم بأعمال مدير عام هيئة شؤون الأسرى يرى أن نجاح حملة أنهار الديك كان بسبب الإصرار والتوسع بالحملة والصبر، وخاصة أن حالتها إنسانية تستدعي التضامن وتحرج الاحتلال.

وحول توقعه لتحقيق تقدم في الحملة الخاصة بإسراء الجعابيص لفت شريتح إلى أن وضع إسراء الصحي محرج وتحتاج لعمليات جراحية لا توجد سوى بألمانيا، وأنها تحتاج إلى حملة أكبر وأكثر صموداً واستمرارية، لأن معظم حملات التضامن مع إسراء كانت لا تصمد ولا تكمل حتى تحقق أهدافها.

ويرى أن حملة أنهار نجحت لأن الاحتلال خاف من تدهور صحتها وصحة جنينها، وكان هناك إصرار على فضح ممارسات الاحتلال، قائلا: "لذلك أفرج عنها، ويمكن أن ندعم الأسيرة إسراء بنفس الطريقة ولكن يجب أن يكون لدينا نفس عميق لتحقيق أهداف أي حملة تضامنية مع الأسرى".

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00