قائمة الموقع

تنويه أميركي بجهود قطر وتعاون طالبان في عمليات الإجلاء

2021-09-10T11:16:00+03:00
طالبان.JPG
الرسالة نت- وكالات

نوهت واشنطن بالدور القطري وبتعاون حركة طالبان في إجلاء الأميركيين والرعايا الغربيين من أفغانستان، بعد تسيير أول رحلة تجارية من كابل إلى الدوحة الخميس، في حين دعت عدة جهات وشخصيات إلى تسريع العمل الإنساني وعدم ربطه بالتطورات السياسية.

ورحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بتسهيل حركة طالبان إجلاء مواطنين أميركيين وأجانب ضمن التزامها بالسماح لكل من يرغب بمغادرة أفغانستان، واعتبر مغادرتهم من مطار كابل مساء أمس الخميس على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية إلى الدوحة "ثمرة للتعامل الوثيق مع شركاء الولايات المتحدة، وخاصة دولة قطر".

وقال بلينكن "أكدنا على أن خطوات إضافية مماثلة من قبل طالبان ستلقى نظرة إيجابية من المجتمع الدولي"، وأضاف "فريقنا في الدوحة وممثلنا الخاص زلماي خليل زاد كانوا على اتصال دائم مع مسؤولي طالبان في الأيام الأخيرة".

وتابع وزير الخارجية الأميركي "رسالتنا لمن بقي في أفغانستان من الأميركيين هي أننا سنساعدهم على المغادرة إذا رغبوا في ذلك".

أول رحلة تجارية

ويوم أمس الخميس، حطت في مطار حمد الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة أول رحلة تجارية دولية تنطلق من مطار كابل منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان نهاية الشهر الماضي.

ووصل على متن الطائرة التابعة للخطوط الجوية القطرية 200 راكب، بينهم أميركيون وأفغان من حاملي بطاقات الإقامة الأميركية الخضراء، بالإضافة إلى جنسيات أخرى.

وكان مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري، قد أعلن أمس الخميس أن مطار حامد كرزاي بات جاهزا للملاحة الدولية.

ووصف المبعوث القطري الرحلة التي أقلعت من كابل الخميس بأنها رحلة منتظمة وليست عملية إجلاء، وأضاف أن رحلة أخرى ستقلع اليوم الجمعة.

وثمّن وكيل وزارة الإعلام الأفغانية ذبيح الله مجاهد الدور القطري في إعادة تشغيل مطار كابل وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.

وقال "نشكر الإخوة القطريين الذين ساعدونا في تشغيل مطار كابل وإيصال المساعدات الإنسانية التي تقدر بـ50 طنا من المساعدات الدوائية والغذائية. كما نوجه الشكر لباقي الدول التي قدمت المساعدة".

وأضاف أن الفريق الفني القطري "بذل مشكورا جهودا ليستعيد المطار قدرته على القيام بمهامه"، وطمأن العالم بأن أعمال الصيانة ستنتهي قريبا.

واضطلعت قطر بدور الوسيط الرئيسي بين طالبان والمجتمع الدولي في السنوات القليلة الماضية، ونقلت العديد من الدول -ومن بينها الولايات المتحدة- سفاراتها من كابل إلى الدوحة، في أعقاب استيلاء طالبان على العاصمة الأفغانية.

تنسيق وثيق

وفي وقت سابق الخميس، رحّب المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بتعاون طالبان وتسهيلها الرحلة التجارية التي نظمتها الخطوط الجوية القطرية من كابل في اتجاه الدوحة.

وقال برايس إن بلاده تعمل وتنسق بشكل وثيق على مدار الساعة مع قطر لتسهيل المغادرة الآمنة للأميركيين والأفغان المعرضين للخطر، شاكرا قطر على جهودها لتسهيل العمليات في مطار كابل.

من جهة أخرى، قال برايس إن الحكومة التي شكلتها طالبان غير شاملة ولا تعكس ما كانت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يأملان في رؤيته، وأضاف أن طالبان لم تف بما وعدت به في حكومتها الانتقالية، وقال إنه من المهم تشكيل حكومة جديدة شاملة.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن قطر وسيط مهم بين الولايات المتحدة وطالبان. وفي مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي" (MSNBC)، قالت ساكي إن الولايات المتحدة تعمل مع قطر لتشغيل مطار كابل وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

كما قالت ساكي خلال مؤتمرها الصحفي اليومي في البيت الأبيض، إن طالبان "كانت متعاونة وسهلت مغادرة مواطنين أميركيين ومقيمين دائمين وأفغان ساعدوا الولايات المتحدة في معركتها على مدار السنوات العديدة الماضية".

وبدورها، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إميلي هورن -في بيان- إن "طالبان كانت متعاونة في تسهيل مغادرة المواطنين الأميركيين وحاملي الإقامة القانونية الدائمة في رحلات للطيران العارض"، وإن الحركة "أظهرت مرونة ونهجا عمليا واحترافيا في تعاملها في هذا الموضوع".

مساعدات بلا شروط

وفي باكستان، أعرب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن شكر بلاده لحركة طالبان على السماح بتسيير رحلات مدنية من مطار كابل.

وأضاف في مؤتمر صحفي بإسلام آباد مع نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي، أن تسيير هذه الرحلات يعني أن لدى أفغانستان معبرا حرا للناس، يسافرون منه ويعودون كما يشاؤون. كما دعا إلى فصل المساعدات الإنسانية لأفغانستان عن التطورات السياسية.

وقال المسؤول القطري "نشكر طالبان لأنهم جعلوا المطار يعمل لخدمة المسافرين، فقد استطعنا اليوم تسيير أول رحلة محملة بالمسافرين، ونحن نشكرهم على تعاونهم، وهذا ما كنا نتوقع منهم، أن نرى أقوالهم الإيجابية تترجم إلى أفعال".

واعتبر أن "هناك الكثير مما ينبغي عمله"، وقال "نشجع طالبان على أن تكون أكثر تشاركية وتجمع جميع الأفغان تحت مظلة واحدة".

من جانبه، أكد قرشي في المؤتمر الصحفي وجوب عدم ربط تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان بأي اشتراطات سياسية، ودعا المجتمع الدولي إلى تجنب حدوث كارثة إنسانية في أفغانستان، وحذر مما سماها "حربا بالوكالة".

وقال إن "العمل الإنساني يجب أن يتواصل دون قيود"، معتبرا أن "العالم يشاهد ما يحدث في أفغانستان ويتابع الملف السياسي ويصر على تطابق أفعال وأقوال طالبان".

من جهته، أشاد رئيس وزراء باكستان عمران خان بدور قطر في دعم عملية السلام في أفغانستان. وقال في بيان عقب اجتماعه مع وزير الخارجية القطري في إسلام آباد، إن "الدور القطري كان فعالا في أفغانستان".

كما دعا عمران خان المجتمع الدولي للتضامن مع الشعب الأفغاني والمشاركة إيجابيا في إيجاد سلام دائم وتحقيق الاستقرار في أفغانستان، وفق تعبيره.

تحذير أممي من كارثة إنسانية

وفي السياق ذاته، قالت ديبورا ليونز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأزمة الأفغانية، إن المنظمة الأممية "ممتنة كثيرا لجهود حكومتي تركيا وقطر من أجل استعادة العمل في مطار كابل حتى يصبح مؤهلا لتسيير الرحلات".

وحذرت ليونز خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي من أن قطع المساعدات الاقتصادية عن أفغانستان سيؤدّي إلى "ركود اقتصادي قد يغرق ملايين الأشخاص في الفقر والجوع، وقد يؤدّي إلى موجة لجوء كبيرة (…) ويعيد أفغانستان أجيالا عدة إلى الوراء".

من جهتها، أعلنت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ كاني وينياراجا الخميس أن أفغانستان -البلد الفقير في الأصل- مهدّد بالغرق أكثر في الفقر إذا لم تُتخذ تدابير سريعة.

وأوضحت في مؤتمر صحافي أن 72% من الشعب الأفغاني يعيشون حاليا تحت خطّ الفقر (أي بأقلّ من دولار واحد في اليوم)، وقد تصل هذه النسبة إلى 97% بحلول منتصف العام المقبل.

وقالت "نحن نواجه انهيارا كاملا للتنمية إضافة إلى أزمات إنسانية واقتصادية" تضرب أفغانستان. وأشارت إلى أن دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تظهر "أننا على طريق تدهور سريع وكارثي لحياة الأشخاص الأكثر ضعفا".

ويرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن أسباب هذا الوضع المقلق تتمثل في: وباء كورونا والانتقال السياسي في ظلّ تجميد الاحتياطات بالعملات الأجنبية في الخارج والضغوط المتزايدة على النظام المصرفي، فضلا عن ارتفاع نسبة الفقر.

المصدر : الجزيرة + وكالات

اخبار ذات صلة