قائمة الموقع

سيناريوهات الاحتلال وكابوس السلطة

2021-09-10T19:38:00+03:00
أ.إبراهيم غازي قويدر


مرت أكثر من  ٤٨ ساعة على فرار الثوار ولم يتمكن الاحتلال من الحصول على  طرف خيط حول وجهتهم التي توجهوا اليها، أو الطريقة التي يتنقلون بها في ظل استمرار التحقيقات الحثيثة حول كيفية فرارهم وهل تلقوا مساعدة من الداخل أم لا ؟
السيناريو الأول
يركز الاحتلال الان في عمليات البحث على مناطق الداخل المحتل على أمل ألا يكون المحررين قد استطاعوا الوصول الى مناطق الضفة  وفي هذه الحالة يعول المحتل على امكانية  كبيرة للعثور عليهم واعادة اعتقالهم  دون مواجهة قد تؤدي الى استشهاد أحدهم أو جميعهم وبالتالي يؤدي ذلك الى توتر الاوضاع. 
السيناريو الثاني 
وهو الأخطر لدى الاحتلال وهو بأن يكون المحررين الستة قد نجحوا في الوصول الى احدى  مناطق الضفة والحديث يدور عن مدينة جنين التي تشكل مركز  ثقل كبير  لرجال المقاومة في الضفة،  وبالتالي نجاحهم  في التزود بالسلاح، وفي هذه الحالة سيصعب على الاحتلال مهمة اعتقالهم دون احتكاك مع اهالي الضفة أو اشتباك مسلح مع المحررين الذي بكل تأكيد لن يسمحوا أن يعاد اعتقالهم مرة أخرى، وبالتالي سيواجهون هذه العملية بكل قوة حتى لو كلف ذلك استشهادهم ، وهذا السيناريو الذي لو تم فانه بكل تأكيد سيفتح خطوط مواجهة واسعة ستمتد من شمال فلسطين المحتلة الى جنوبها،  بل قد يؤدي الى مواجهة عسكرية مع قطاع غزة خاصة مع تهديدات  الفصائل وتحذيراتها  المتكررة من مغبة المساس بحياة الاسرى المحررين.
يضاف الى ذلك حالة التوتر والغليان التي تشهدها السجون والتي قد تكون سببا في اندلاع مواجهة جديدة مع الاحتلال  بعد ورود أنباء مؤكدة من داخل السجن  عن عمليات الانتقام التي باتت شرطة السجون تنفذها بحق الاسرى الابطال خلف القضبان .
الاحتلال بات يعلم جيداً وحسب ما يُنقل له من معلومات عبر الوسطاء بأن قضية الاسرى ليست أقل أهمية من قضية القدس  التي على اثرها فتحت المقاومة معركة سيف القدس، وبالتالي فان المقاومة جاهزة لدخول معركة جديدة في سبيل قضية الأسرى وخاصة المحررين الستة،  وهذا ما يصعب الأمور لدى الاحتلال في الوقت التي تبحث فيه حكومة بينت عن انقضاء فترة الأعياد بهدوء واستقرار الأوضاع الأمنية كي تستقر الحكومة المتضعضعة أصلا بسبب عدم رضا الجمهور الصهيوني عن أدائها وتعاملها مع الأحداث منذ عملية قتل القناص على حدود غزة.  
السيناريو الثالث
سيناريو قيام السلطة  باعتقال الاسرى المحررين في حال لجوئهم الى مناطقها  وارد جدا خاصة مع الكم الهائل من التسريبات والتصريحات المتعلقة بكثافة الاتصالات بين الاحتلال ورموز في السلطة حول المساعدة في عمليات البحث عن الاسرى 
ولكن في هذه الحالة لو تم هذا السيناريو  سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وستكون السلطة قد أطلقت على نفسها رصاصة الرحمة  لأن الشعب الفلسطيني  بفصائله المقاومِة لن يتسامح في هذا الأمر و لن يتهاون مع قضية الاسرى خاصة هؤلاء المحررين الستة الذين باتوا يشكلون أيقونة يتحدث عنها  الصغير قبل الكبير ، العدو قبل الصديق ،لذا فان ذلك سيكون كابوسا يطارد  السلطة الأمنية في رام الله لأنها بذلك ستكون قد اختارت المواجهة مع الشعب.
عموما ما زالت قضية الأسرى المحررين  تشكل ضغطاً كبيراً على الاحتلال لما أصابه من نكسة أمنية كبيرة وتداعيات سياسية ما زالت  تتواصل بتواصل عمليات البحث عنهم
كذلك فان هذه القضية  على وجه الخصوص وقضية الأسرى في سجون الاحتلال كانت وما زالت تشكل ضغطاً كبيراً على  الفصائل الفلسطينية حول كيفية التعامل مع الأوضاع  سواءً  قرر الاحتلال قتل الأسرى الذين باتوا أحراراً ، أو زيادة  الاجراءات العقابية وعمليات  التنكيل بحق الأسرى داخل السجون  وباعتقادي في كلا الحالتين  لن تقف الفصائل موقف المتفرج وسيكون للمقاومة كلمتها  التي يفهمها المحتل جيداً.

اخبار ذات صلة