قائمة الموقع

عائلات الأسرى: لعل أحداً يأتينا بخبر يطمئن القلب

2021-09-11T08:29:00+03:00
عائلات الأسرى: لعل أحداً يأتينا بخبر يطمئن القلب
غزة - الرسالة نت

 أصعب ما يسكن أهالي الأسرى في هذه الأوقات هو القلق، والترقب، عقب الأخبار الواردة من السجون بقمع الأسرى والتضييق عليهم، وإعادة اعتقال الاحتلال أربعة من الأسرى الستة الذين نجحوا في الفرار من سجن جلبوع الاثنين الماضي.

محمود ومحمد عارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي، أعاد الاحتلال اعتقالهم الجمعة ليلا، وفجر السبت، بينما بقي الأسيران أيهم كمنجي ومناضل النفعان في عالم المجهول، غائبان عن أي خبر أو أي صورة، والغائب يغيب العقل معه انتظاراً ولوعة وترقباً.

أم الأسير محمود عارضة ترقد على كرسي الشيخوخة وهي لم تر ابنها من خمس سنوات لضعف مقدرتها على الزيارة والحركة، كانت تسأل بين دقيقة وأخرى عن خبر من جلبوع، لعل هناك من يطمئنها عن ابنها ورفاقه.

أشقاؤه ينظرون بعين الفخر والخوف معاً إلى ما حدث لأمير حركة الجهاد في جلبوع، الذي اعتقل في بداية التسعينات بشكل متقطع، كان آخرها عام 1995، وقد قضى منذ ذلك الوقت حياته خلف القضبان حتى وضع الخطة المحكمة التي وصلت به وزملائه إلى الحرية، قبل أن يعاد اعتقاله.

يقول شقيقه: "محمود شرس لا يخاف، كل ما فعله من عمليات نضالية طوال حياته لم نعرف عنها شيئًا، قد تفاجأنا بما فعله، وحتى الآن لا زلنا ننتظر أي خبر عن مصيره بعد إعادة اعتقاله".

شقيق محمود يقول: الرسالة الأولى من هذه العملية هي للمفاوض الفلسطيني، الذي يجب أن يصل إلى حقيقة واحدة، الاحتلال لا يفهم لغة المفاوضات، يفهم لغة القوة فقط".

أهالي أسرى جلبوع ينتظرون الآن بعد منعهم كلياً من الزيارة بقرار من الاحتلال، ويقرؤون كل الرسائل التي تلقوها مع الحدث الذي أعاد إليهم الأمل وأرعب الاحتلال فقلب السجون إلى ثكنات عسكرية.

وكان الاحتلال قمع عائلة الأسير محمد العارضة، حينما اعتقل والده وشقيقه كما اعتقل والد الأسير نفيعات أيضاً.

ويقول شقيقه: "محمد أعزب ومعتقل من عشرين عاماً، وكان عمره في ذلك الوقت 19 عاما، ومن حقه أن يعيش بحرية، لكن تنتابنا حالة خوف وقلق، نحتاج أي ضغط على الحكومة الإسرائيلية حتى لا تمس حياة شقيقي".

والد الأسير أيهم كممجي الذي لا يزال حرا كانت صدمته خليطاً من الفرح والخوف من المجهول يعبر قائلاً: "كل يوم أترقب وأركض على رنة هاتف، وأتابع الأخبار أولاً بأول، وكلي خوف، يكفي ابني أعوام السجن الماضية أرجو أن يعوض الله ابني تلك الأيام القاسية التي مر بها".

يعلم والد أيهم أن ابنه لن يكلمه، ولن يصل إليه، ولكنه يتمنى أن يسلمه الله وأن يصل الى أي مكان ليستنشق الحرية التي لطالما تمناها له.

قلق كبير سيطر على ملامح والدة الأسير مناضل نفيعات الذي يقضي حكماً بالسجن للمرة الخامسة، وليس لديها أي رسالة سوى: "لم أزره منذ فترة طويلة، ولم أكلمه، ولكني في هذه اللحظة لا أستطيع النوم، ولا الأكل ولا الشرب، أنا قلقانة على ابني، أجلس كل يوم مع صورته وذكرياته وأرفع رأسي، لم يستطع أحد أن يفعل كما فعل ابني وأصدقاؤه، وليست المرة الأولى، ابني سيرة طويلة من البطولة".

عقب فرار الأسير زكريا الزبيدي، افترشت عائلته باب البيت مستقبلين الزيارات، ولكن خيمت حالة القلق على العائلة من جديد، بعدما أعاد الاحتلال اعتقال زكريا فجر اليوم.

الأسير المحرر جمال الزبيدي عم الأسير زكريا الزبيدي المعتقل من سنتين ومتزوج وأب لثلاثة قال: "جميعنا ينتظر، حالة القلق تسيطر علينا"

وقفت "إسرائيل" جاحظة العينين أمام ما فعله الستة من عمل لا يخلو من الإعجاز، ورغم إعادة اعتقال أربعة منهم، الا أنها لا تزال تصب بقايا قهرها على الأسرى داخل سجن جلبوع في أعقاب عملية الهروب، حيث نقلت نحو 70 سجينًا تابعًا لحركة الجهاد الإسلامي إلى عدة سجون، قبل أن تغلق معتقل جلبوع نهائياً.

حرق الأسرى غرفهم، وتصدوا للقمع.. مُنعوا من وجباتهم، ومُنعت عنهم زياراتهم، وعلّمهم ما فعل زملاؤهم الستة أن العمر الذي سرق بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

اخبار ذات صلة