قائمة الموقع

فصول الحرمان والابتلاء تلاحق أم العبد وأبنائها

2010-12-02T14:39:00+02:00

الرسالة نت - كمال عليان

تتلاحق فصول المعاناة على أسرة الأربعينية أم العبد، فمن فقر ومرض، إلى فقد الزوج مصدر رزقه، وليس انتهاء بخروج بعض أبناءها من المدرسة لعدم قدرتها على دفع مصروفاتهم، ليصبح تدبر أمور الحياة حملا ثقيلا على عاتق الزوجة، التي تقف عاجزة أمام وضع معيشي مترد.

في غرفتين اتشحت جدرانهما بسواد الفقر بمنطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ترزح أم العبد وزوجها وأولادها الأحد عشر، يترقبون يوما جديدا تحت وطأة الفقر والحرمان، أو رأفة فاعلي الخير.

معاناة أم العبد بدأت إثر فقد زوجها مصدر رزقه بعد إغلاق مصنع البلاط الذي كان يعمل فيه بعد فرض الحصار عام 2006.

وتقول أم العبد وعلى لسانها غصة ومرارة العيش، أنها في بعض الأحيان لا تجد العلاج ولا "بامبرز الأطفال" أو حتى 10 شيكل تركب بها إلى المستشفى.

المنزل الذي تقطنه أم العبد وعائلتها منذ سنوات طويلة يتكون من غرفتين فارغتين من الأثاث تفوح منهما رائحة الرطوبة، باستثناء ثلاث فرشات وبعض البطانيات التي لم يعرف لونها من كثرة اتساخها، وبعض الملابس التي لا تكاد تذكر، في صورة رسمها الفقر كشبح يطارد آمال عائلة أم العبد في عيش حياة كريمة.

وأما سقف "الزينكو" فقد عفا عليه الزمن واهترأ من الصدأ واخضرَّ لونه من قلة دخول التهوية والشمس، مع مطبخ صغير لا تتعدى مساحته مترين مربعين ولا يرقى لأن يكون مطبخا صالحا للاستخدام الصحي.

مرض الضغط وتضخم في القلب، تلاهما نسبة دهون عالية على الكبد، فضلا عن مرض الروماتيزم، ومجموعة أمراض أخرى، نخرت جسد أم العبد، التي ما انفكت تعاني الآلام.

وبينما كانت الحسرة والمرارة تطغيان على ملامحها تضيف " في عيد الأضحى لم أستطع شراء ملابس لأبنائي ، حتى أنني لم أستطع أن أفرحهم مثل باقي الأطفال، فقد كنت مريضة، مشيرة إلى أن قلة "الحال والحيلة" تمنعها من تأمين المبالغ المطلوبة لمتابعة علاجها من أمراضها.

وبعينين مغرورقتين تتابع أم العبد "لا أطلب شيئا من الدنيا سوى تمكين أطفالي من العيش بكرامة في بيت يصلح للعيش وإكمال حياتهم بشكل طبيعي".

وترزح عائلة أم العبد تحت وطأة "الفاقة والفقر"، مترنحة بين المرض وقلة الحيلة و"الأموال" التي من شأنها تمكين هذه الأسرة من تأمين حياة محتملة كباقي البشر لا أكثر ولا أقل كما تقول أم العبد.

 

اخبار ذات صلة