قائمة الموقع

الاستيطان.. كابوس يغرق فتح في قعر المحيط

2010-12-02T16:39:00+02:00

غزة- ياسمين ساق الله        

لا زالت "اسرائيل" تمضي قدما في مشاريعها السرطانية في القدس والضفة رغم شعارات الشجب والادانة من كافة الأطراف المحلية والدولية، وذلك بالتزامن مع الجهود الأمريكية العربية لتحريك عملية التسوية بين رام الله و"اسرائيل" من جديد بعد توقفها بسبب الاستيطان.

وفي هذا الصدد يرى مختصون في الشأن الفلسطيني والصهيوني، أن تواصل الاستيطان يأتي في سياق تنفيذ خطط صهيونية استراتيجية طويلة الأمد وليس كردة فعل على تعثر المفاوضات, مشيرين  في أحاديث منفصلة "للرسالة" إلى أن  "إسرائيل" ستحصل على أثمان باهظة من العرب وأمريكا مقابل تجميد الاستيطان.

وصادقت لجنة التنظيم في بلدية القدس المحتلة الاثنين الماضي على بناء 130 وحدة سكنية جديدة بين الحي الاستيطاني ’جيلو’ وبيت صفافا إلى جانب عدة فنادق بالمنطقة.

فرض واقع

المختص بالشأن الإسرائيلي والفلسطيني د. وليد المدلل يشير إلى أن استمرار الاستيطان في ظل تعثر المفاوضات يعني أن "إسرائيل" غير مكترثة بعملية التسوية بالمنطقة وغير مهتمة للمواقف العربية والدولية المنددة بمشاريعه بالضفة ".

ويقول المدلل :" إسرائيل" تعتبر الاستيطان بمثابة حجر الزاوية في المشروع الصهيوني، لذا فهو سياسة إنشائية راسخة  لدي حكومة الكيان، لكن الغير طبيعي أن يقف الطرف الفلسطيني موقف الإدانة والاستنكار مما يدلل على أن سلطة فتح فقدت أوراق اللعب في الصراع مع الاحتلال.

ومضي يقول:" في حال جمد الاحتلال الاستيطان بالضفة وليس بالقدس سيكون مقابل أثمان أمنية وعسكرية باهظة ستدفعها سلطة فتح والعرب والإدارة الأمريكية".

أهداف الاستيطان

في حين يرى المختص بالشأن السياسي الفلسطيني خليل شاهين، أن الاحتلال يحاول فرض أمر واقع يتماشى مع موقفه الرافض للانسحاب من الضفة والقدس، لأنه يعتبر الاستيطان من المكونات الثابتة لسياسة حكومته القائمة حاليا في "إسرائيل".

ويقول شاهين: "اسرائيل" تحاول حسم معركة القدس ديموغرافيا وجغرافيا قبل البدء بأي مفاوضات محتملة، وهي لن تتراجع عن مخططاتها ما تتعرض لضغوط تجبرها على القيام بذلك".

ويضيف: المشكلة ليس في رفض الاحتلال لتجميد الاستيطان بل في تشويش وتخبط الموقف الفلسطيني الذي ما زال يراهن على إمكانية العودة للمفاوضات، متابعا:" هناك مؤشرات لإمكانية قبول سلطة فتح لمبدأ الدولة ذات الحدود المؤقتة مما يثير مخاوف حول  تراجع رام الله عن مواقفها بشكل يمس بعض الثوابت الوطنية". 

الاحتلال يعتبره شرعي

 بينما يؤكد المختص بالشأن الفلسطيني توفيق أبو شومر، أن "إسرائيل" استطاعت إقناع واشنطن بشرعية الاستيطان بالقدس، وبالتالي فان تجميده  باطل لأنه شرعي وقانوني، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول حسم معركة القدس ديموغرافيا وجغرافيا قبل البدء بأي مفاوضات محتملة ".

ويقول أبو شومر : المفاوض الفلسطيني ضعيف منذ بداية المفاوضات ولا يمتلك أسلحة للدفاع عن مواقفه، بل مجبر من وجهة النظر الإسرائيلية على الدخول بالمفاوضات سواء جمد الاستيطان أو لم يجمد ".

 وشدد على أن حكومة الاحتلال غير معنية بتحقيق انجازات بالمفاوضات بقدر اهتمامها بقضية استمرار الاستيطان بالقدس وتفريغ الفلسطينيين منها ".

وطرحت الولايات المتحدة على "إسرائيل" سلسلة إجراءات محفزة مقابل تجميد الاستيطان مجددا، لكنها لم تتلق ردا عليها حتى الآن من دولة الاحتلال.

ادانة فتحاوية

وفي ذات السياق ادانت حركة فتح مصادقة اللجنة التنظيمية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس على بناء 130 وحدة استيطانية جنوب القدس.

وقال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي في بيان صحافي :"إن الحكومة الإسرائيلية بهذه القرارات تقوض كافة الجهود الدولية وخاصة الأمريكية الرامية لاستئناف عملية السلام المتوقفة أصلا بسبب سياسة الاستيطان", مضيفا:" إسرائيل تسابق الزمن في سياستها الاستيطانية بهدف خلق وقائع جديدة على الأرض لتحويلها إلى حقائق، ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي والنداءات من كافة أطراف ومؤسسات المجتمع الدولي ".

وطالب المتحدث باسم الحركة المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالخروج من سياسة التنديد بالسياسات والإجراءات الإسرائيلية إلى سياسة إلزام "إسرائيل" بالقانون الدولي، مشددا على أن مصداقية القانون الدولي وقرارات المؤسسات الدولية المختلفة على المحك أمام ’الجرائم والخروقات الإسرائيلية’.

كما وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. محمد اشتيه :" إن ’إسرائيل غير جدية في موضوع المفاوضات، وإنها تولي الأولوية  للموضوع النووي الإيراني، ولا تولى الموضوع الفلسطيني ذات الأهمية، فضلا عن كون "إسرائيل" مهتمة في استمرار الوضع الراهن’.

وأضاف: ’إسرائيل لا تدفع ثمن احتلالها لا محليا ولا دوليا، وبالتالي فهي غير معنية في التوصل إلى تسوية، من شأنها أن تحد سيطرتها على الأرض الفلسطينية ومواردها، فهي تسعى لتحقيق سلام اقتصادي، لا سلاما سياسي ينهي الاحتلال’.

ولفت إلى أن الواقع الذي تفرضه "إسرائيل" على الأرض الفلسطينية بات يجرف حل الدولتين، وفي ظل عدم استعدادها لإنجاح المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، أصبح من الضروري البحث عن آليات جديدة لإنهاء الاحتلال.

كما ودعا المجتمع الدولي إلى أن يلعب دورا أكبر في الضغط على "إسرائيل" لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، والوقف الكامل للاستيطان في جميع المناطق وعلى رأسها القدس، مؤكدا أن هذه العناصر هي التي من شأنها أن تعيد الثقة لاستكمال عملية المفاوضات.

وكانت الحكومة الصهيونية قد أقرت خطة لتهويد ساحة حائط البراق وخصصت لهذه الغاية 85 مليون شيكل في خطة مقسمة على مجموعة من المشاريع الاستيطانية لتوسيع الباحة المحيطة بحائط البراق، باتجاه الشرق والجنوب والشمال داخل البلدة القديمة وخارجها.

مجزرة

في ذات السياق أكد المحامي أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس في رام الله، أن مجزرة ترتكب بحق الأرض الفلسطينية في القدس، في ظل المشاريع الاستيطانية المتتابعة التي أعلن عنها الشهرين الماضيين.

وأضاف الرويضي، أن آخر المشاريع كان المصادقة على بناء 130 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة ’جيلو’ وأراضي بلدة بيت صفافا جنوب القدس المحتلة، إضافة إلى الشروع في  تنفيذ ثلاثة مخططات استيطانية جديدة لتوسع مستوطنات: ’راخس شعفاط’ و ’رمات شلومو’ و ’بسغات زئيف’ شمال القدس، وتشمل بناء 716 وحدة استيطانية.

وقال في تصريحات صحفية: "إن هذه الوحدات هي جزء من 20 ألف وحدة استيطانيه تخطط "إسرائيل" لإقامتها في القدس ومحيطها حتى نهاية العام 2020، باستقطاب آلاف المستوطنين للإقامة بهده المستوطنات، ما يعنى قلب حقيقة المدينة من عربية مسيحية إسلامية إلى يهودية، وتدريجيا تغيير تركيبتها الديموغرافية  بالكامل ".

ولفت إلى أن "إسرائيل" تخطط لهدم البعد العربي للمدينة، وإقامة مدينة ذات طابع جديد يهودي يحمل صفات إرث يهودي مصطنع، ما يعني أن "إسرائيل" غير معنية بالمفاوضات السياسية أيا كان مستواها أو أنها مباشرة أو غير مباشرة، بإصرارها على استمرار البناء الاستيطاني في الضفة وخاصة في القدس المحتلة.

وحذر من أن الشهور الأربع القادمة حبلى بمشاريع الاستيطان وهدم المنازل وطرد المواطنين ومصادرة العقارات في القدس، مستندا  على تصريحات متتابعة تصدر عن المسؤولين الإسرائيليين، وقرارات الإبعاد التي بدأت تطول بعض القيادات الشعبية في المواقع المختلفة وخاصة في بلدة سلوان، مشيرا إلى تخطيط إسرائيلي لهدم حي البستان خلال الشهور القادمة.

وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد أعلنت عزمها إقامة أول مدخل جديد للمدينة القديمة منذ أكثر من مئة سنة في إطار خطة اشمل لتغيير معالم القدس القديمة تحت عنوان (وجه القدس) حسب التصور الاستيطاني و إمكانية الوصول إلى المدينة القديمة وتعزيز الجانب الاستيطاني وربط البلدة القديمة بشبكة من الطرق والإنفاق بالقدس الغربية والحي اليهودي بسلسلة منشآت سياحية في حائط البراق وسلوان والبستان ومنها إلى رأس العامود والطور.

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00