قائمة الموقع

أبطال نفق الحرية أثبتوا "كرتونية" المنظومة الإسرائيلية

2021-09-12T15:23:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت – مها شهوان

بمعلقة معدنية كسر ستة أبطال عتمة سجنهم حين حفروا نفقاً أخرجهم من باطن الأرض لينعموا بحريتهم ويكسروا شوكة محتل دوماً يتغنى بمنظومته الأمنية والتكنولوجية التي تصنف في المراتب الأولى عالمياً.

بقي الجيش الإسرائيلي خمسة أيام مستنفراً للبحث عن أبطال نفق الحرية الذين وصل ضيت عمليتهم "نفق الحرية" إلى العالم، وحين ألقي القبض على أربعة منهم قابلوا تلك الأسلحة بابتسامة تحدٍ كسرت المنظومة الأمنية مرة ثانية.

صور الأسرى الأربعة الذين ألقي القبض عليهم وهم محمد ومحمود العارضة، وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري، تحكي أن حلم الحرية مرة أخرى ليس بعيداً.

ويفسر الأسير المحرر ياسر صالح -62 عاما-  صاحب تجربة فرار من السجن، بأن نظرات الأسرى توحي بالأمل لكسر قيدهم مرة أخرى، ويدركون جيداً هشاشة المحتل رغم امتلاكه الإمكانيات والخبرات التي لا تضاهيها أي منظومة في العالم.

ويرى صالح أن فرار الأسرى فيه الكثير من الإنجازات رغم إلقاء القبض عليهم، ومنها سجن جلبوع الذي بني في 2004 وسمي بـ "الخزنة الحديدية" لشدة تحصينه وإجراءات الأمن المتبعة داخله ويضم الأسرى الخطرين وفق وصفهم، إلا أنهم كسروا نظرية الأمن الإسرائيلي ببناء النفق.

كما ذكر صالح "للرسالة نت" أن هناك إنجازاً آخر لابد أن يدرس وهو إخفاء عملية الحفر لشهور طويلة عن مصلحة السجون والتخلص من الرمال، وفي ذلك قدرات كبيرة كسرت المنظومة التكنولوجية والأمنية التي لم تتمكن من كشفهم طيلة عملهم في النفق.

ومن الإنجازات التي تسجل لأبطال نفق الحرية الستة، أن أربعة منهم بقوا خمسة أيام يتنقلون من مكان لآخر واستنفر الكيان الإسرائيلي طاقاته البشرية والتكنولوجية في البحث عنهم دون إيجادهم بسرعة كما يروج لمنظومته، فيما بقي اثنان منهم حرين حتى اللحظة، مما يعد انتصاراً كبيراً أثبت هشاشة إمكانياته.

ويؤكد صالح أن ما يدور في عقول الأربعة الذين ألقي القبض عليهم في الوقت الحالي هو الفرار مرة أخرى، مستذكرا محاولاته في الفرار وكل مرة كان يتعرض بها للعقاب لا يكترث لشيء سواء تكرار العملية وبقي 15 عاما وهو يحاول، لافتا إلى أن أبطال عملية النفق أعطوا ثقة للفسطينيين بأن الكيان إلى زوال.

أما المقدسية هنادي الحلواني والتي أبعدت عن المسجد الأقصى كثيرا، واعتقلت أكثر لردعها عن الرباط، كتبت على صفحتها الفيسبوك:" نعم، أُلقي القبض على أربعة من أبطالنا، ولكنّ هذا لا يغيّر من بسالة المشهد وعظمة البطولة المكتنفة فيه.

وتؤكد الحلواني أن المشهدَ الحقيقي هو أن هناك ستة من العُزل خرقوا منظومة أمنِ لكيانٍ يرى نفسه الدولة الأقوى، وجيشاً لا يقهر، لافتة إلى أن ستة من الأبطال أثبتوا أن هذه القوّة التي تروّج لنفسها الخرافات ما هي إلا قوّة كرتونيّة هشّة تكسر بإرادة مناضلٍ واحد.

وبحسب قولها فإن ستة من الأبطال علموا الاحتلال درسا لن ينساه، وعلموا شعبهم ألف درس في النضال والبسالة واليقين والمقاومة، داعية بعدم جعل الاحتلال أن يزحزح عظمة هذه الصورة.

مشهد حفرة النفق لاتزال تسيطر على الصحف العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا إجابة للتساؤلات حول كيفية الحفر والفرار، لكن المعلومة الوحيدة التي يدركها الجميع أن أسرى معزولين داخل سجن شيد بتقنيات تكنولوجية عالية تمكنوا من اختراقها بأدوات بسيطة.

 

اخبار ذات صلة