قائمة الموقع

الأسير عارضة: "عطش الحرية روته مرارة الزيتون وحلاوة الصبر"

2021-09-16T12:54:00+03:00
العارضة
رشا فرحات

في منتصف ليلة الثلاثاء، وعبر الزجاج، وفي مكالمة مراقبة من السجان الإسرائيلي، قابل المحامي خالد محاجنة الأسير المعاد اعتقاله محمد عارضة، بعد أيام من تأجيل الاحتلال ذلك اللقاء.

كان اللقاء الأول بعد أربعة أيام من العزل، والمنع من الطعام والشراب والضرب والتعذيب، ولم تكن هذه العذابات لأيام أربعة قد محت متعة الحرية التي قضاها الأسرى لخمسة أيام بين حقول مرج ابن عامر، الأرض التي حرّمها الاحتلال على أصحابها.

 بين الطرقات التي لم يرها عارضة لأكثر من عشرين عاما، بين الأشجار التي لم يقطف ثمارها ولم يتذوق حلوها ومرها عاش أسبوعاً مع رفيقه زكريا الزبيدي.

حتى الزيتون المر المعلق على الأشجار في موسم قطافه كان حلوا على لسان الأسير محمد عارضة، والذي تذوقه ولا زال طعم مراره الحلو في فمه يحكيه كخبر قد يمر مرور الكرام على صغار الحقول، ولكنه عند محمد كان فرحا من أفراح الحرية.

ورغم الفرار، والنوم بين الطرقات، والخوف من أي كشف لحقيقة كل منهم حاول أربعتهم عدم الدخول إلى مناطق الداخل المحتل واللجوء لأحد ما حتى لا يعرضوا أيا من الفلسطينيين هناك لخطر، أما الضفة الغربية، لم تكن ضمن الخيارات كما قال الأسير عارضة، رغم شوقه لرؤية أمه.

ولكن وعلى ما يبدو أن خطة التنسيق الأمني التي تسري على قدم وساق، يعرفها أسرانا الستة جيدا، وقد أفقدتهم أي ثقة بالسلطة الفلسطينية هناك.

 وعند الناعورة، تفرق الأسرى الستة، كل اثنين في طريق بعدما دخلوا مسجد يتلمسون بعضا من الراحة هناك، ولم تعلم كل مجموعة ما حل بالآخرين.

وتناقلت الألسن خبر تخابر أحد من الناصرة، وكثرت الثرثرات على مدار الأيام الخمسة الماضية حتى نفاها عارضة "تم اعتقالنا صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال".

خمسة أيام من الضرب والسحل والتجويع، حتى أن عارضة وزميلة زكريا الزبيدي قد قبض عليهما بعد 48 ساعة من العطش والبحث عن الماء.

وحينما وصلا زنازين العزل اكتمل المشهد مع خمسة أيام من التعذيب والتجويع، وتعريتهم وضربهم، ومنعهم من الصلاة وحتى الأكل، فلم يسمح لعارضة بالأكل إلا بعد أربعة أيام من العزل والتعذيب،  قبل نقل الأربعة  إلى مركز الجلمة.

ويبتسم عارضة في حديثه للمحامي محاجنة، وهو يقول له: "أكلت الصبر، إلى عشرين سنة ما ذقته، كان نفسي أشوف أمي، بس ما عرفت".

رغم ضرب وقسوة وعنف ما تعرض له عارضة وزملاؤه، إلا أن شيئا لا يزال عالقا في ذاكرة مدتها خمسة أيام من الحرية تؤكد كل يوم للأسرى، بأن حرية انتزعت انتزاعا، دون اذن من السجان، لا يمكن أن تنسى!.

اخبار ذات صلة