الجزائر- الرسالة نت
أكد الدكتور أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أهمية توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات التي تستهدف الشعب الفلسطيني وأرضه المباركة.
وتحدث بحر باستفاضة في حوار مع صحيفة الشروق الجزائرية ونشرته اليوم السبت حول المعيقات التي تقف حائلا دون المصالحة، كما طالب الفصائل الفلسطينية بالعمل الدؤوب من اجل اسر جنود إسرائيليين " لكي نستطيع تحرير أسرانا " مؤكدا أن " القرارات الدولية والنشاط الدولي لم يحرر لنا أسرانا " .
واعتبر ، بحر، قضية الأسرى أقدس من مكة المكرّمة، مشدّدا على ضرورة مساهمة القادة العرب في تحريرهم لأنها تتعلق بالنفس البشرية.
ولم ينف بحر مسؤولية المجلس عن متابعة هذه القضية قائلا: "هي من أولوياتنا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقد عقدنا عدّة جلسات حول ما يقوم به الاحتلال في حق الأسرى، لذا فنحن نعمل بمقولة الدكتور عزيز الدويك علينا التشديد على المقاومة إلى غاية تحرير جميع الأسرى " .
وطالب نائب رئيس المجلس التشريعي القادة العرب بالضغط على الكيان الصهيوني من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين، الذي هم من المفروض أن يكونوا اهتمام الأمة بأكملها.
واستشهد بحر بالمؤتمر الدولي للأسرى الفلسطينيين مشددا على أن "احتضان الجزائر له أكبر دليل على اهتماماها البالغ بالقضية"، وقال: "نريد الوصول إلى الوسائل الحقيقية لتحرير الأسرى ونقف وراءهم إلى غاية تحقيق الهدف المنشود".
واعترف النائب الفلسطيني أن الحل في ملف الأسرى بيد المحتل "فالكرة في ملعب الكيان الصهيوني، لأنه متعنّت ولا يريد أن ينساق لشروط المقاومة التي أسرت الجندي شاليط، كما أنها لا تريد أن تعطي اعترافا بالنجاح السياسي لحماس".
وأضاف أن "إسرائيل اطمأنت على حالة الجندي شاليط منذ فترة من خلال شريط تأكد من خلاله نتنياهو من أن جنديه بخير، وتم تحرير20 أختا ".
وانتقد بحر المقارنة بين الأسير شاليط وبقية الأسرى الفلسطينيين "فشاليط أخذ وهو على متن دبابته يدمر ويقتل بها العزّل من الشعب الفلسطيني، بينما الأسرى الفلسطينيون اختطفوا من منازلهم ومن أهاليهم".
وبشأن توحيد الجهود في متابعة الملف، قال بحر: "نؤكد للعالم على أن الفصائل الفلسطينية تجنّد لجنة من تحرير أسراها، لأنه لا يمكن أن يحصل ذلك إلا إذا أسرنا أكثر من شاليط ".
وأوضح بحر بأنه: "يفترض أن يكون هناك وفد وأن تكون كلمتنا جامعة، فالمسألة تعقدت الآن في الظروف الحالية، فالكل يدلو بدلوه، ولا يجب أن نتفرق لأنه كلّنا لنا أسرى على اختلاف مشاربنا، فهي قضية عامة تخصنا جميعا".
ولم يغفل البرلماني الفلسطيني أهمية المقاومة في الضغط على القوات الإسرائيلية لتحرير المزيد من الأسرى، ولأنها اللغة الوحيدة التي تفهم بها إسرائيل الصوت الفلسطيني .
نفى أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالنيابة، وجود قرار يمنع قيادات من حركة فتح من مغادرة قطاع غزة للمشاركة في المؤتمر الدولي للأسرى الفلسطينيين .
وقال الدكتور بحر إنه "لا يتصور أن الحكومة (الحكومة المقالة في غزة) تمنع أحدا يريد أن يشارك في هذا المؤتمر بصفته مواطنا فلسطينيا" وذلك في رده على سؤال بشأن موقفه من قيادات من حركة فتح من مغادرة القطاع الذي تسيطر عليه حماس نحو الجزائر.
وكانت حركة فتح قد نددت الأربعاء بقرار منع عدد من قياداتها، يتقدمهم وزير الأسرى السابق هشام عبد الرازق من مغادرة القطاع للمشاركة في المؤتمر .
وقال بحر إن " هناك تهويلا في هذا الموضوع " ولا يوجد حسبه قرار بمنع أي شخص وجهت له الدعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي للأسرى الفلسطينيين بالجزائر .
ودافع القيادي في حركة حماس عن الحكومة بقيادة إسماعيل هنية، وقال "لا يمكن أن تمنع حكومة غزة قيادات من أي جهة كانت من مغادرة القطاع لأنها في النهاية حكومة للوحدة الوطنية وتمثل كل الفلسطينيين".
وأضاف الدكتور بحر أن الوفود المشاركة في المؤتمر من كل التوجهات السياسية في فلسطين لذلك، فالحديث عن منع وفد حركة فتح بقيادة الوزير السابق هشام عبد الرازق من المغادرة حسبه أمر فيه مبالغة .
أوضح أن زيارة الوفد البرلماني الفلسطيني للجزائر في إطار مؤتمر الأسرى الدولي، ينتظر منها الكثير، في مقدمتها تحريك قضية الأسرى والقضية الفلسطينية عامة لدى كل المنظمات الحقوقية والقانونية في العالم.
وأضاف رئيس المجلس التشريعي بالنيابة أن زيارة الوفد البرلماني للجزائر حاليا تحمل برنامجا متنوعا افتتحت بزيارة لرئيس المجلس الشعبي الوطني وعدة مؤسسات إعلامية، إضافة إلى زيارة لبعض ولايات الوطن، لإيصال صوت فلسطين لكل أصقاع العالم، ولكي تبقى القضية الفلسطينية حاضرة إعلاميا وشعبيا، و " لو أنها لا تحتاج لإيصال صوتها في الجزائر فهي حاضرة دائما رسميا وشعبيا " ، يقول أحمد بحر .
وعن أهمية مؤتمر الأسرى الذي ستحتضنه الجزائر هذه الأيام والذي يعتبر الأول من نوعه، فقد قال عنه إنه يرجو أن لا يكون مثل باقي المؤتمرات، وأن يطبق قراراته ومقرراته وتنفذ توصياته ميدانيا، كما ينتظر منه تشكيل ضغط على الحكومات من أجل تقديم دعم وتشكيل ثقل ووزن للقضية الفلسطينية، على رأسها القدس الشريف الذي يتعرض للهدم الصهيوني، مضيفا أن أهم نقطة سيتم التركيز عليها هي تحسين الأداء الإعلامي للضغط على إسرائيل عبر اللجان والمنظمات الحقوقية، من أجل تقديم بعض التنازلات.
وفي رده على سؤال حول إمكانية اعتراض الوفد عراقيل وصعوبات أثناء عودتهم لغزة عن طريق رفح، خاصة وأنه خرج منها بحجة تأدية فريضة الحج وشارك بعدها في عدة مؤتمرات، فقد قال إن الوفد يأمل ألا يقع له أي شكل من الصعوبات، وأنه يستبعد ذلك لأنهم يحملون دعوة رسمية من الجزائر، تماما كما لبوا مؤخرا دعوة رسمية من الخرطوم، مضيفا حيث وقعوا أوراقا تقريرية لمؤتمر الأسرى وكذا لكل مشاركة سيشاركون فيها هذه الأيام .
من جهة أخرى، انتقد بحر، تصريحات رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، التي أدلى بها للشروق في حوار حصري نشر منذ يومين. واعتبر تحميل حركة حماس عرقلة المصالحة الفلسطينية برفضها الإمضاء على الوثيقة المصرية رغم توقيعه وتحديه للضغوط الأمريكية نوعا من المزايدة لأن الحقيقة - حسبه - "أن ورقة المصالحة الفلسطينية التي اتفق عليها في القاهرة أخضعت للتغيير، حيث استبدل النص بآخر وعوضت عبارة "تشكيل اللجنة الانتخابية بالتوافق الفلسطيني الفلسطيني" بعبارة "تشكيل اللجنة الانتخابية بالتشاور الفلسطيني الفلسطيني " أي أن محمود عباس هو من سيقرر بعد عملية التشاور ولهذا السبب رفضت حماس التوقيع " .
وأكد في نفس السياق انه لا مجال للشك بأن مصر مرجعية وأنها حاضن للقضية الفلسطينية، ولكن حماس من حقها الرفض لمصلحة الشعب الفلسطيني، وقال مدافعا عن موقف الحركة "عندما زار عمرو موسى أبو العبد وقدم له هذا الأخير ورقة "فلسطينية فلسطينية" لتكون جزءا من الورقة المصرية، و هو الأمر الذي باركه عمرو موسى ورحبت به الجامعة العربية. وعليه نستغرب التغيير الذي طرأ على وثيقة المصالحة ونؤكد أن حركة حماس تملك من المرونة والتنازل ما يكفي من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني".
وفي رده عن ماهية هذه التنازلات الكبرى وطبيعتها في ظل رفض الإمضاء بسبب استبدال كلمة بأخرى. قال بحر "محمود عباس أمضى تحت املاءات أمريكية ونستغرب لماذا لم يمضي منذ خمس سنوات عندما توصلت الأطراف إلى مصالحة بقرار فلسطيني فلسطيني وبعد الاتفاق على جملة من القضايا وتكوين هيئة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية. أو عندما أمضى عزام الأحمد في اليمن ثم أمضى في المقابل موسى أبو مرزوق ثم تفاجأ العالم دقائق بعد الاتفاق بتبرؤ سلطة أبو مازن من الاتفاق. وعليه اكرر أننا مستعدون لأي تنازلات تكون في صالح الشعب الفلسطيني".