سارت عملية اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات مباغتة بعد أن اقتحمت طائرة مراقبة سماء جنين بعد منتصف الليل، وبعدها اقتحمت المدينة وحدات خاصة (إسرائيلية) تركب سيارات بلوحات فلسطينية تشبه تلك التي تقل المسافرين، والهدف منها إغلاق المنطقة بصورة كاملة.
انتشرت الجرافات (الإسرائيلية) لاحقاً حول منزل الشاب عبد الرحمن أبو جعفر، وهددوا بهدم المنزل المؤلف من عدة طوابق، وسلم الأسيران نفسيهما حتى لا تتعرض عائلة أبو جعفر للأذى أكثر وحقناً للدماء.
أطلق الاحتلال النار على البيت وبعض البيوت المجاورة واعتقلوا الشاب عبد الرحمن برفقة الأسيرين وشقيقه محمود رضوان أبو جعفر وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي الوقت الذي ضاقت فيه صدور أهالي جنين، بسبب التضييق على المقاومين وسياسة التنسيق الأمني التي تحل محل الاحتلال اعتقالا وتنكيلا، خرج عبد الرحمن أبو جعفر ليتصدر المشهد، ويضيف رقماً آخر لقائمة الأسرى الطويلة.
حينما تكون محاصرا بالموت، مسلوب الحرية، أعزل بدون أي سلاح، يحاصرك التخابر مع المحتل من كل اتجاه، ولك باب واحد تنجو منه، حتما ستنجو بنفسك.
وهكذا كان عبد الرحمن أبو جعفر، أمامه باب واحد فقط، أدخل منه أسيرين، في محاولة أخيرة وهو يعلم أنها فاشلة!
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الشاب الفلسطيني عبد الرحمن أبو جعفر "29 عاما" الذي احتضن الأسيرين الفارين من سجن "جلبوع" وهو شقيق أحد قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن عبد الرحمن ينحدر "من أسرة فتحاوية مناضلة أهلته لاستضافة من تبحث عنهم الشرطة الإسرائيلية معرضاً نفسه للاعتقال وهو العريس الذي احتفل بزفافه في الأول من سبتمبر الحالي".
أبو جعفر عريس جديد، كان يعمل تاجرا فلسطينيا، ولم يمنعه احتفاله بزفافه من احتضان الأسيرين بعد فرارهما من السجن، ونجاحهما في الوصول إلى مخيم جنين، وهكذا يمكن لأي فلسطيني ألا يعير حسابات العالم أي اهتمام، وتبقى حسبة واحدة فقط، هو أن يغيث ابن وطنه حتى لو كان ثمن ذلك أن يكمل فرحة زواجه معتقلا داخل السجون.