قائد الطوفان قائد الطوفان

"مسالمة" أيقونة للصبر ورحيله تصفية متعمدة!

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-أمل حبيب

للمرة الأولى يتمكن حسين مسالمة من إغماض عينيه، يرحل نحو راحة أبدية، لا أصفاد، ولا أنين دون دواء، ولا سجان يلقي إليه بحبة مسكن.

في كل مرة كنا نهرب من نظرة عينيه، اللتين تخبران أنه حاول كثيرًا، وتمرد أكثر في معركته مع السجان، ومعركته الأخيرة مع السرطان!

ابن مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية ارتقى شهيدًا أمس الأربعاء حيث قال مراسل مكتب إعلام الأسرى إن المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله أعلن عن استشهاد الأسير المحرر الذي أمضى في سجون الاحتلال 19 عاما.

تصفية متعمدة!

فبراير الماضي تم الإفراج عن حسين ليس لحرية دون قيد، بل لتقلي العلاج بعد سنوات من الإهمال المتعمد داخل السجون.

مكتب إعلام الأسرى أكد بدوره أن الشهيد تعرض لعملية تصفية متعمدة من الاحتلال بإهمال علاجه وترك السرطان ينهش جسده إلى أن وصل مرحلة حرجة جداً.

ولفت إلى أنه باستشهاد مسالمة بعد أشهر قليلة من الإفراج عنه؛ يُدق ناقوس الخطر لذات المصير الذي قد يصيب عشرات الأسرى المرضى في السجون منهم 15 أسيراً مصابون بالسرطان.

وكان الأسير المحرر الذي اعتقل عام 2002 أصيب بسرطان الدم داخل سجون الاحتلال وفاقم وضعه الإهمال الطبي المتعمد.

بدورها أكدت جمعية واعد للأسرى أن استشهاد مسالمة جريمة جديدة تضاف للسجل الأسود لإدارة السجون الصهيونية التي تمارس الإهمال الطبي الممنهج بحق الأسرى.

واعتبرت واعد أن الأسير المحرر يعد أحد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة حيث أفرج عنه قبل عدة أشهر بعد أن تأكدت قوات السجون أن الموت مصيره المحتّم، حيث مارست بحقه أسوأ أشكال الإهمال الطبي وتأخير التشخيص والعلاج.

وطالبت واعد في بيان وصل "الرسالة" نسخة عنه المؤسسات الدولية بفتح ملف الأسرى المرضى وخاصة الذين أصيبوا بالسرطان داخل السجون ويواجهون ظروفا مأساوية بفعل سياسة القتل البطيء المنتهجة بحقهم.

أيقونة الصبر!

من جهتها حملت وزارة الأسرى الاحتلال وأجهزته القمعية المسئولية الكاملة عن الجريمة التي راح ضحيتها الأسير مسالمة.

وقال صابر أبو كرش مدير عام العلاقات العامة والإعلام إن هذه الجريمة تأتي في الوقت الذي تشتعل فيه سجون الاحتلال غضباً رفضاً لسياسات العزل والتفتيش والقمع بحق أسرانا لاسيما بعد عملية نفق الحرية البطولية.

ووصف أبو كرش الأسير مسالمة بأنه كان أيقونة للصبر والجَلد بعد إصابته بمرض السرطان دون تقديم العلاج اللازم له، مطالبًا بضرورة ملاحقة الاحتلال ومحاكمته على جرائمه بحق الأسرى البواسل.

وذكرت وزارة الأسرى بأنه يوجد في سجون الاحتلال الاسرائيلي قرابة 4850 أسيراً منهم 700 يعانون من أمراض مزمنة و22 مصابون بالسرطان وبحاجة للعلاج اللازم.

البث المباشر