شنّت الكاتبة المقدسية نادية عصام حرحش هجومًا لاذعًا على رئيس السلطة محمود عباس عشيّة خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت حرحش، في مقال نشرته الجمعة، إنّه "منذ صار محمود عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية اندلع الانقسام الذي تتناثر قطعه على رؤوسنا كانفجار حتى هذه اللحظة".
وأضافت "أما الانتخابات التي تربع من خلالها أبو مازن على رأس كل السلطات الفلسطينية تباعا– باستثناء رئاسة الوزراء- مؤقتا ربما- حيث إنه وسط الخلافات الفتحاوية على البقاء على كل كرسي شاغر وغير شاغر في مؤسسات السلطة وفشل الحكومة أخيرا حتى بإجراء عملية تبديل لبعض الوزراء، صار حل فتح هو بحل الرئيس رئيسا للحكومة-، الانتخابات حلما جعلوه كابوسا مستحيل المنال".
وتابعت حرحش القول: "ربما لم يتبق أمامنا إلا التهكم في ظل هذا الوضع المأساوي بجدارة".
واعتبرت أن عباس "دخل عزلة قوّض فيها نفسه وحصّنها لدرجة بدأت تحبس عليه أنفاسه، بين عمر اقترب بفعل الزمن وسنة الحياة على الانتهاء، وبين تمسك أعمى بالسلطة جعلت منه في آخر أيامه أو سنواته- الأمر سواء- منبوذا من قبل نظرائه من حكام العالم"، حسب قولها.
واستطردت "أتخيل عندما يفكر الرئيس بالسفر، ما الذي سيقوله للدولة المضيفة؟ سيكلمهم عن تنسيقه المقدس مع الاحتلال وضمانه أمن رعاياه؟ أتخيل كيف يخشى رؤساء العالم من الوقوف إلى جانبه، من سؤال أو إيماءة من أحد عن الأوضاع المتردية في سلطته؟ ماذا سيقول إن سأله أحدهم عن الفساد؟ عن جريمة قتل نزار؟ عن التزامه بتشكيل حكومة وحدة وعن -لا قدر الله- موعد الانتخابات؟ كيف سيتعامل من يقف أو يجلس مقابله مع الجواب؟".
وأشارت إلى أنّه قبل أيام نشر استطلاع رأي للمركز الفلسطيني للبحوث تبين فيه أن المطالبة برحيل- استقالة- الرئيس الفلسطيني وصلت رقما قياسيا (٨٠٪)، في نفس السياق في سؤال عن أداء الحكومة الحالية أدلى ٧٠٪ من المستطلعين تشاؤمهم وعدم تمكن هذه الحكومة من تحقيق وحدة وطنية، مقابل ٢٢٪ توقعوا نجاحا، أما نسبة الفساد التي يقتنع الإنسان الفلسطيني تفشيه في مؤسسات السلطة فكانت ٨٣٪ بحسب الاستطلاع ذاته.
واعتبرت الكاتبة المقدسية أنّه "لا مفاجأة في هذا الاستطلاع بالتأكيد، ولا أظن حتى أن هناك حاجة للاستطلاع لتأكيد ما هو واضح، ولكننا هكذا نحب الأرقام، عندما نرى الأمور بأم أعيننا نقطع الشك باليقين ربما."
وتساءلت "هل ينتظر الرئيس وزمرة قيادته أن تصبح نتيجة الاستطلاع ١٠٠٪ حتى يفهم أن ما يجري يؤكد فقط على أنه انتهى؟، أعترف أنني لا زلت أشعر ببعض الأسى عند التفكير بالنهاية المأساوية التي تنتظر الرئيس".
ورأت أنّ "عباس عزل نفسه عن الشعب منذ أن عرفناه رئيسا- بصراحة أنا لم أعرفه قبل أن يصير رئيسا-. مؤسف كيف يختار البشر- في هذه المواقع- أحيانا نهاياتهم التي لا تترك أثرا. حالة من التلاشي تهيمن على المشهد القادم بالتأكيد."
وختمت بالقول "تلاشي رئيس وتلاشي سلطة وتلاشي قضية عزلها هؤلاء واستفردوا بها وانتزعوا منها كل أحقيتها لتصبح أملاكا خاصة لهم ولسلالاتهم البائسة، ليبقى شعب يخرج منه أبطال أحيانا ليمنحونا بعض الأمل، ونعيش بانتظار وتمنّي محاسبة قاتل وقتلة هدروا حياة مواطن اسمه نزار بنات أو تحرر أسرى بصفقة تبادل أو بشق نفق، أو انتخابات ربما تحرك ركود المستنقع الحانق الذي يخنقنا تدريجيا بينما يفنى أولئك ويتلاشون مع الزمن".