بالأمس، وخلال وقفة أمام الصليب الأحمر، طالبت إيمان بدر والدة الأسير المضرب عن الطعام مقداد القواسمي المؤسسات الإنسانية والحقوقية والرسمية، بالتدخل لإنقاذ ابنها المضرب عن الطعام لليوم الـ65 وهو ضمن ستة أسرى يواصلون إضرابهم ضد الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال.
أم مقداد لا تعلم حتى الآن أين وصلت حياة ابنها في ظل تداخل الأحداث في السجون وانتهاز الاحتلال الفرصة للتضييق على حياة الأسرى الستة المضربين وإهمال الرعاية الطبية لهم.
لخمسة وستين يوما والأسير ينتظر خبرا أو فرجا أو حتى حكما نهائيا عليه ويواصل الإضراب برفقة خمسة آخرين.
فالأسير كايد الفسفوس يواصل إضرابه منذ أكثر من شهرين، واليوم تدهورت حالة الأسير علاء الأعرج من طولكرم بعد إضرابه عن الطعام منذ (45) يوماً، هذا إضافة للأسير هشام أبو هواش منذ (37) يوما، ورايق بشارات منذ (32) يوما، وشادي أبو عكر منذ (30) يوما.
إضراب الأسرى عن الطعام كل هذه الفترة لم يكن للمطالبة بالإفراج عنهم، ولكن للمطالبة بالفهم، فهم معنى أن يوقف أسير دون محاكمة ودون تهمة تحت مسمى" الملفات السرية" أو " الاعتقال الإداري" وهو وجه آخر من وجوه الظلم الإسرائيلي الذي تمارسه دون سند قانوني أو وجه حق، فتمضي سنين طويلة من العمر في ستة أشهر تتجدد وفقا لمزاجية السجان.
وبين اشتعال السجون بعد عملية نفق الحرية ونوايا الأسرى بالتصعيد بسبب التنكيل بهم تاهت قضية الاعتقال الإداري وقضية الأسرى الستة المضربين عن الطعام.
وقد أكّد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له قبل يومين أنه لا حلول جدية بشأن قضية الأسرى المضربين عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداريّ وعددهم ستة أسرى، حيث يواجهون أوضاعاً صحيةً صعبةً، ويواصل الاحتلال تعنّته ورفضه الاستجابة لمطالبهم.
وأبدى نادي الأسير قلقه في بيانه الصحافي خاصة أن الأسير كايد الفسفوس يواصل إضرابه منذ أكثر من شهرين، وكذلك الأسير مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ 65 يوما.
وقد استغل الاحتلال تصاعد الأوضاع في السجون مع بداية سبتمبر وتجاهل قضية الأسرى الستة المضربين عن الطعام، رغم أن شرط توقف الاعتقال الإداري كان ضمن مطالب الأسرى المتفق عليها من إدارة السجون الأسبوع الماضي قبل أن ينفذ ألف أسير تهديدهم ببدء الاضراب عن الطعام.
وفور تجميد الأسرى لقرار الإضراب والإعلان عن ذلك انتهزت إدارة السجون وأقلعت عن التزامها بالمطالب المتفق عليها ما زاد من توتر الأوضاع داخل السجون وبدأ الأسرى في المعتقلات يهددون بتصعيد أكثر لوقف سياسة الاحتلال وعلى رأسها سياسة الاعتقال الإداري.
حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة الأسرى وصف لنا حالة الأسرى الستة في الساعات الأخيرة بعد هذه الفترة من الإضراب قائلا: "أوضاع الأسرى الستة المضربين يرثى لها، وحتى نقلهم إلى المستشفى كما تفعل الإدارة مع الأسرى المضربين لم يتم، وبقي الأسرى في عيادة سجن الرملة، يتنقلون بين الزنازين والعيادة على كراسي متحركة لأنهم فقدوا قدرتهم على الحركة تماما".
ويلفت عبد ربه إلى أن أربعة من الستة في وضع صحي خطير ولا زال لديهم إصرار كامل على مواصلة الإضراب عن الطعام وهم كايد الفسفوس، علاء الاعرج، مقداد قواسمة، هشام أبو هواش.
وحمّل عبد ربه إدارة السجون والمجتمع الدولي المسؤولية عن حياة الأسرى في ظل وصول القمع في السجون لأخطر أشكاله.