قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية عن محاكمة قتلة الناشط الفلسطيني المعارض للسلطة الفلسطينية، نزار بنات، إنها من غير المرجح أن تهدئ الغضب الشعبي ضد الحكم الاستبدادي المتزايد للسلطة الفلسطينية، ولكنها فقط تزيد الفلسطينيين المختلفين مع السلطة جرأة.
وبحسب المجلة، لم يسبق جلسة الاستماع أي من أجواء التفاؤل، خاصة من عائلة بنات، حيث لم يتم إعلان التهم ضد المتهمين لأن محاميهم لم يحضر بعدما قال إنه مصاب بكورونا ولم يعرف موعد الجلسة، التي تم تأجيلها لأول مرة، حتى 21 م الشهر الحالي، ومن ثم إلى 27 سبتمبر/ أيلول.
وقاطعت عائلة بنات الجلسة، ووصفت الإجراءات بأنها تمثيلية لأن النيابة العسكرية لم تقدم أي اتهامات ضد كبار الضباط أو السياسيين.
وبالنسبة لهم، فالمحاكمة هي محاولة لإلقاء اللوم في مقتل بنات على الضباط من الرتب الصغيرة، وبالتالي إبراء ذمة من هم في المراتب العليا من المسؤولية، بحسب ما ذكرته فورين بوليسي.
وقالت المجلة إن السلطة الفلسطينية استخدمت القوة الوحشية لقمع مظاهرات، يونيو/ حزيران، التي أعقبت مقتل بنات، واعتقلت العشرات من المتظاهرين، كما اعتُقل العديد من نفس المتظاهرين مرة أخرى، في أغسطس/ آب، خلال تظاهرات.
وعقّبت المجلة بأن مقتل بنات وقمع المتظاهرين في تلك القضية أدى على تدهور مفاهيم الفلسطينيين لأدنى المستويات على الإطلاق وقد عزز ذلك التأجيل غير المحدد للانتخابات التشريعية والرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في وقت سابق من هذا العام.
ويظهر استطلاع حديث للرأي أن ما يقرب من 80% من الفلسطينيين يريدون استقالة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية وهو مستوى غير مسبوق من التدهور، وفقًا للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، الذي يتابع هذه القضية منذ سنوات.
كما أن استطلاعًا آخر، أجرته منظمة العالم العربي للبحث والتطوير، أظهر أن أكثر من نصف الفلسطينيين متشائمون بشأن المستقبل، وأن ما يقرب من 60% يعتقدون أن إمكانية قيام دولة فلسطينية أصبح أمرًا بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، فيما أفاد 70% ممن شملهم الاستطلاع إن السلطة الفلسطينية لم تتعامل بشكل كاف مع التحقيق في مقتل بنات.
واعتبرت المجلة أن السلطة الفلسطينية تبدو غافلة عن عمق التدهور الذي وصلت له خلال الأشهر الأخيرة، وأكدت أن العنف الذي تم استخدامه لتفريق المتظاهرين – بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية – قد أثبت أنها تستمر في عمل ما تعرفه جيدًا من قمع المعارضة للتغلب على الغضب الشعبي ومحاولة استرضاء الفلسطينيين بوعود كاذبة وفارغة.