قال خبير عسكري "إسرائيلي" إن "طهران تتجه بسرعة نحو إنتاج قنبلة نووية، ولا ترى من جانبها سببا للعودة إلى اتفاق محسّن، ما يضع أمام إسرائيل آخر فرصة لوقفها، رغم أن خيار إيران لإنتاج أسلحة نووية سيدفع لمزيد من العقوبات الاقتصادية الإضافية، وربما حتى التهديد بعمل عسكري".
وأضاف يوآف ليمور في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "وصول إيران لهذه المرحلة يشير إلى أنها ستمتلك ما يكفي من المعرفة والقدرات للقيام بذلك وقتما تشاء، لأن لديها بالفعل كل كمية اليورانيوم اللازمة لإنتاج رأس نووي واحد، وفي الأشهر الأخيرة، قامت بتسريع أنشطة التخصيب إلى مستويات عالية، بما يزيد على 60 في المئة، أما التحول إلى 90 في المئة من التخصيب على المستوى العسكري، فيعدّ سريعا، ويسهل تحقيقه نسبيا".
وأشار إلى أن "التقديرات تتحدث أن إيران تتقدم سرا في جوانب أخرى من مشروعها النووي، من أجل تعظيم قدراتها قبل العودة إلى طاولة المفاوضات لصياغة اتفاق نووي جديد، وتقوم بكل هذا بتصميم مثير للإعجاب، وفي ظل ظروف صعبة، حتى أن استراتيجية "الضغط الأقصى" التي نفذتها إدارة ترامب دفعها للبحث عن أي طريقة، وتوافق على أي شروط للعودة إلى الاتفاقية، وسيكون من الممكن استخلاص اتفاق أفضل وأكثر إحكامًا من الاتفاقية الأصلية".
وأوضح أن "التطلع الإسرائيلي أن تؤدي العقوبات الشديدة المفروضة على طهران إلى انهيار النظام، أو بدلاً من ذلك أن يؤدي تقدمه في البرنامج النووي بالولايات المتحدة إلى مهاجمته، تبدد واحدا تلو الآخر، رغم ما بذلته واشنطن وتل أبيب من جهود متلاحقة، صحيح أنه كان من المقدر أن تكون النتائج معاكسة، لكن في الآونة الأخيرة يبدو أن الإيرانيين تغلبوا على الأضرار الاقتصادية، وتمكنوا من أن يستبدلوا بأجهزة الطرد المركزي التالفة أجهزة جديدة، وأكثر تطورا".
وأضاف أن "إدارة بايدن أعلنت أن ما تريده هو العودة للاتفاقية السابقة، ما يجعل التهديد الإسرائيلي بشن هجوم عسكري كملاذ أخير، لكن إسرائيل في الوقت ذاته تجد نفسها في وضع إشكالي، ومع توقيع الاتفاق النووي السابق، قامت واشنطن بإعادة ضبط خطط هجوم القوات الجوية التي تم تسريعها في السنوات التي سبقتها، ومنذ ما يقرب من ثماني سنوات، وحتى وقت قريب، لم يكن هذا الاحتمال على جدول الأعمال على الإطلاق، من النواحي التشغيلية والسياسية والاقتصادية".
وأكد أنه "فقط بعد تغيير الإدارة في واشنطن، وإدراك أن إيران تمضي قدمًا، بدأت الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بصياغة خطط هجومية جديدة، وتمت الموافقة على الميزانيات المناسبة لها، ولكن إلى أن تصبح مثل هذه الخطة مجدية، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت، وفي غضون ذلك، يمكن لإيران أن تتقدم بالفعل، ومن أجل وقف هذا، هناك حاجة إلى تحرك إسرائيلي أمريكي مشترك، دبلوماسي بشكل أساسي، ولكن أيضًا في العمليات الميدانية، ما سيزيد من ثمن خسارة الإيرانيين".
وختم بالقول إن "إسرائيل عرفت كيفية إلحاق الضرر بالعناصر والشخصيات الأساسية في المشروع النووي الإيراني في الماضي، ولكن بالنسبة للإيرانيين أنفسهم، فلا يوجد حاليًا سبب للعودة إلى اتفاق محسّن، كما كانت إسرائيل تأمل أن يحدث، بل من المرجح أن يكون لديهم تحفظات على الاتفاقية الأصلية، وفي الوقت ذاته، فإن سوء الاتفاقية السابقة أفضل من عدم وجود اتفاق، ومن يدري، ربما يوما ما في واشنطن وتل أبيب يستيقظون، ويبدأون في رؤية التهديد الإيراني بألوانه الحقيقية".
عربي 21