قال كاتب إسرائيلي؛ إن "التبادل الحاصل في هذه الآونة في قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي العام- الشاباك، يعيد إلى الإسرائيليين السؤال الدائم حول تأثير ذلك على الحرب التي تشنها أجهزة الأمن على العمليات المسلحة، وإلى أي مدى تساهم هذه التنقلات في استمرار هذه الحرب، وإمكانية العثور على طريق جديدة تساعد إسرائيل في ذلك".
وأضاف ران أديليست في مقاله بصحيفة "معاريف"، أن "الموقف الذي يتبناه نداف أرغمان رئيس الشاباك الحالي، الذي سيغادر منصبه بعد أيام قليلة، من قضية غزة، وهي أكثر القنابل تفجيرا، يتمثل في الامتناع عن الذهاب إلى تسوية مع حماس، بل يجب على إسرائيل التقدم والشروع في هجوم ضد الحركة في حملة ستحددها إسرائيل متى ستبدأ ومتى ستنتهي، مع العلم أن أرغمان ربما يكون عالما بتوقيت متى ستبدأ الحرب، لكن من غير الممكن معرفة كيف تنتهي".
وأشار إلى أن "أرغمان يعتقد أنه يمكن البدء بالهجمات العسكرية على قادة حماس، كما هو الحال في عملية عمود السحاب 2012، عندما تم اغتيال أحمد الجعبري قائد حماس العسكري، على اعتبار أنه إذا لم تتحرك إسرائيل الآن ضد حماس، فإنها ستجد نفسها مرتعدة منها مستقبلا، كما هو الحال أمام حزب الله اليوم، رغم الوهم الذي يعيشه بعض الإسرائيليين من أن إسرائيل ردعت حماس بالفعل، لكن عدم مهاجمة أي صانع قرار في غزة من قادة حماس يؤكد من الرادع والمردوع".
وأوضح أن "أرغمان مطالب ومعه قادة جهاز الشاباك أن يدركوا جيدا أن التسوية السياسية والأمنية مع حماس لا تقل فاعلية عن عملية اغتيال أو شن حرب، وهي أيضا أكثر فاعلية، لكن الشعار الذي يقود عمل الشاباك؛ أن العمليات المسلحة هي كارثة، وأن وظيفة جهاز الأمن العام هي "جزها مثل الحشائش"، وهي المنطلق الحقيقي لاستراتيجية "جز العشب" التي تبناها منذ سنوات عديدة".
وأكد أن "عمل المخابرات الإسرائيلية انطلقت في عملها من الانتظار حتى ينمو العشب، المتمثل في الهجمات العسكرية، ثم جزه مرارا وتكرارا، رغم أنه إن سألت أي "بستاني" يرعى العشب، عن جدوى سياسة جز العشب، فإنه كلما كان جز العشب أفضل، سيكون أكثر مناعة، رغم أن الهدنة مع حماس يمكن إنجازها في ضوء رصد بعض علامات الاعتدال والموافقة عليها، وتخفيف الحصار عن غزة، والتوصية بالإفراج الشامل عن الأسرى كجزء من التهدئة".
واعتبر أن "إنجاز التهدئة مع حماس سيكون خيارا مجديا حتى لو كان مخالفا لمشاعر بعض الجمهور الإسرائيلي، وأضر بالقاعدة السياسية لرئيس الوزراء، مما قد يتطلب التعاون مع المؤسسة العسكرية، ليس فقط من جهة تنفيذ العمليات القتالية ضد حماس، ولكن أيضا لغرض تنسيق النوايا الهادفة إلى التهدئة، ولذلك لا جدوى من قيام الإدارة المدنية بنشر المروحيات نهارا، ويقوم جهاز الأمن العام بمطاردة ليلية مع الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أن "القرار الإسرائيلي لا يتعلق بمنح القناص رخصة لإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، ولكن أيضا بتزويد السياسيين بورقة مطمئنة تقول؛ إن المظاهرات قرب السياج ليست اعتداء على إسرائيل، ولذلك يفترض بالدولة وجهاز الأمن العام أن يستوعبوا ما الذي يقوم به الفلسطينيون؛ لأن ما يقوم به الجيش والشاباك اليوم يمثل مأساة للإسرائيليين، واستمراره بشكله الحالي يعني أن يمثل ضررا مستمرا لأمن إسرائيل".
عربي21
وختم بالقول؛ إن "إنجاز السلام مع مصر استغرق عشر سنوات بين 1973-1981، بعد سقوط آلاف الضحايا، إلى أن أدرك المصريون والإسرائيليون أنه يمكن إبرام صفقة تحقق السلام بينهما، ومع منظمة التحرير الفلسطينية، استغرق الأمر حوالي 20 عاما حتى تم إنجاز اتفاقيات أوسلو، ولذلك أعتقد أن الأمر مع حماس قد يستغرق بضع سنوات أخرى، يبدو أن الحكومة الحالية تدير الصراع بطريقة مختلفة".