قائمة الموقع

بودكاست : أم أحمد زهران.. مقدسية لم يشرب صغارها حليب الغفلة!

2021-09-29T13:37:00+03:00
أم أحمد زهران
الرسالة نت- أمل حبيب

من هو الشهيد أحمد زهران؟ هو وجه أمه، تجاعيد وجهها، كفاحها، صبرها، وحكاية تمردها على وحشية المحتل.

سنوات من هذا العمر ظلت خلالها الأم أمينة زهران تردد "صامدين بفلسطين زي الجبال الراسية"، هذه العبارة باتت أيقونة للخنساء بعد استشهاد ابنها أحمد، خلال اشتباك مع قوات الاحتلال في بلدة بدو بالقدس فجر الأحد الماضي.

أمينة لم تكن أمًا لشهيد واحد، كان قبله زهران، مثنى تعرفه الأم، وباتت تعرفه كل فلسطين، إلا أن الجمع عند هذه العائلة ملازمٌ لهم وقت الاعتقال، عشرات منهم اعتقلتهم قوات الاحتلال حتى اشتباك القدس واستشهاد أحمد.

AL Resalah Podcasts الرسالة بودكاست · أم أحمد زهران.. مقدسية لم يشرب صغارها حليب الغفلة!

 

نور وغفلة!

مداد النور من وجه أمينة لوجه ابنها أحمد، ذاك الفارس الذي أعادنا لزمن الفداء، نعود لحديث سابق لوالدته وهي تخبرنا عن فخرها بأبنائها -قبل استشهاد أحمد- عازية السبب إلى: "أرضعت أولادي الحليب وأنا صاحية حتى ما يشربوا حليب غفلة".

ملامحها تعيدنا لوجوه خنساوات فلسطينيات، تستطيع هذه الأم الحديث بثبات وعفوية، تؤكد: "من يشرب حليب الغفلة سيبقى نائمًا وغافلًا بعد أن يكبر، أما أولادي فهم ليسوا من هذا النوع".

عن أي نوع تتحدث ابنة القدس، وابنها البكر زهران طاردته قوات الاحتلال لسنوات على خلفية نشاطه في كتائب القسام، ومشاركته في عملية أسر الجندي "نخشون فاكسمان" سنة 1994، إلى أن ارتقى شهيدًا عام 1998.

لم تفاجئنا أم أحمد عندما قالت في مقابلة مصورة خلال مطاردة ابنها أحمد قبل أيام من اغتياله: "إن استشهد أحمد فهذا يعني أن الله يحبني لكونه يحب من يجاهد في سبيل الله، وأولادي تربوا على المقاومة".

أرواحنا فداء لفلسطين!

يلهج قلبها بالدعاء لأحمد، تدرك أن قدر الفلسطيني خير له إن كان نصرًا أو شهادة، تخرج إلينا وحول عنقها مسبحة، تدعو لأحمد وأبنائها وأحفادها، لاسيما وأن الاحتلال اعتقل منهم ما لا يقل عن 12 فردًا؛ من أجل الحصول على معلومات عن مكان أحمد، والضغط عليه لتسليم نفسه.

لم يُسلم أحمد نفسه، رحل مشتبكًا، على طريق باسل الأعرج، على طريق الشهادة التي حلم بها، وعلى درب أمه الخنساء.

التفت العالم لصوت تلك الأم التي خرجت مجددًا لتهنئ ابنها الثاني بالشهادة، قالت إنها تهنئ نجلها الذي لم يسلم نفسه للأعداء المجرمين، الذين يدخلون البيوت بكل همجية، واعتبرت يوم شهادته يومًا سعيدًا.

ارتقى مقبلًا غير مدبر، هذا ما أبهج قلبها، فخورة هي الآن بأن سنوات تربيتها لم تذهب هباءً منثورًا، اشتبك أحمد، فارسها، بطلها، ابنها الشهم، إن وعد لم يخلف كما وصفته في كل الأحاديث عنه، تمامًا كما فعل بكرها زهران، وكما رثته هي قبل أعوام.

لم يلتم شمل أمينة بأبنائها وعائلتها منذ تسعينات القرن الماضي، اعتقال أو مطاردة أو رجع الخّي يا عين لا تدمعي، على يقين هذه الخنساء بأن الشمل هناك فقط، في دار السلام!

اخبار ذات صلة