منذ مطلع العام الجاري وصل عدد حافلات شد الرحال إلى المسجد الأقصى 2297 حافلة، تضم ما يقارب مائة ألف مصل من أكثر من 70 قرية ومدينة فلسطينية في الداخل المحتل، وذلك في النصف الأول من العام ضمن قوافل الأقصى التي تقودها جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية.
ويردد المشاركون في الرحال إلى المسجد الأقصى "لا نكل ولا نمل.. وعن الأقصى ما منحل"، داعين إلى عدم التعب والاستسلام للاحتلال تحت أي ظرف كان، فكلما شدوا رحالهم اشتدت عزائمهم وقويت شوكتهم.
بشكل أسبوعي، تنطلق حافلات الخير للمبيت في الأقصى، حيث يقضي المشاركون يومهم في شد الرحال إلى الأقصى ويتعرفون على جنبات المسجد وأسواره، عدا عن الدروس الدينية والتثقيفية بأهمية شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى.
يقول يزيد جابر مدير جمعية الأقصى، إن مشروع شد الرحال قائم منذ بداية التسعينيات وتم تطويره حتى بات يستهدف أكثر من 70 منطقة في الداخل المحتل.
وذكر جابر "للرسالة" أنه على مدار الأسبوع يتم نقل قوافل الأقصى من الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى لتبدأ رحلتهم ضمن برامج توعوية وجولات إرشادية وندوات دينية، مشيراً إلى أن رسوم تلك الرحلات بسيطة حيث يدفع المشارك إيجار غرفته في الفندق الذي يبيت فيه.
ولفت إلى أن المشاركين في شد الرحال من مختلف الفئات العمرية، ويكون في الحافلة الشاب والطفل وكبير السن وجميعهم متلهف للمبيت في الأقصى.
وأوضح مدير جمعية الأقصى أن مشروع المبيت في الأقصى أطلق حديثا، ومع ذلك، فإن الإقبال كبير للرباط في المسجد الأقصى، لافتا إلى أن الهدف من مشروعهم هو توطيد العلاقة بين الفلسطينيين في أرض الـ 48 والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى ترسيخ أن الأقصى عقيدة المسلمين.
وفي ذات السياق ذكر جابر أن الهدف أيضا اقتصادي ويكمن في إنعاش الاقتصاد المقدسي عبر قوافل أهالي الـ 48.
وعن أبرز المعيقات التي تعرقل قوافل شد الرحال للمسجد الأقصى، لفت إلى أنه في كثير من الأحيان يتعمد الاحتلال الإسرائيلي إرجاع الحافلات والتضييق عليها وتفتيشها بشكل مستفز، بالإضافة إلى ملاحقة المندوبين الذين يسجلون الأسماء لاعتقالهم والتحقيق معهم، مؤكدا أن كل تلك الممارسات تزيد من همة المشاركين وتدفعهم للمشاركة عدة مرات.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع قوافل الأقصى يُمكن آلاف الفلسطينيين من قرى ومدن أراضي 1948 من زيارة المسجد الأقصى يوميا عبر حافلات تقلهم مجانا بمعدل مئة حافلة شهريا، وتتوزع الحافلات على المناطق حسب الأيام بما يوفر زيارات يومية إلى المسجد في أوقات الصلاة المختلفة من الفجر حتى العشاء.
واقتصر المشروع في بدايته على صلاة الظهر يومي السبت والأحد، لكن بعد ذلك شعر القائمون عليه بضرورة عدم ترك المسجد فارغا من المصلين، فشجعوا الناس على شد الرحال إليه يوميا، خاصة بعد الانتفاضة الأولى، وأغلقت (إسرائيل) المناطق الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة) وفصلتها عن القدس، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد من يتمكنون من الوصول إليه.
وخلال السنوات الأخيرة، ارتفعت وتيرة اقتحامات الأقصى من اليهود المتشددين، الذين يطالبون بهدم المسجد، ومن هنا برز دور جمعية الأقصى أكثر للحفاظ عليه وعمارته طيلة أيام الأسبوع.