قد أكون نزار جديد، وقد أكون نيفين عواودة جديدة، بهذه الكلمات اليائسة اختارت المواطنة آمنة نصر من مدينة قلقيلة وتعيش في الخليل، أن تعبر عن خوفها من استمرار ابتزازها من قبل جهاز الشرطة الذي تدَّخل في نزاع عمل يخصها، وهي ترفض ذلك ولا تريد الاستجابة لهذا الابتزاز.
وفي الوقت الذي يتعرض فيه المواطنون لويلات الفلتان الأمين وفوضى السلاح وانعدام الأمن الشخصي، تتكشف بعض الحقائق عن مشارة أجهزة السلطة في صنع هذا الفلتان، عبر ممارسات غير اخلاقية أو انسانية.
وكتبت المواطنة نصر منشورا على صفحتها على فيسبك جاء فيه
: "بسم الله الرحمن الرحيم، إلى سيادة الرئيس محمود عباس ، والى الرأي العام الشريف، اتوجه اليكم من زاوية الخطر الذي يحدق بي".
وأضافت: "أنني وقبل ٩شهور تعرضت للاختطاف من قبل جهاز الشرطة للمساومة على العمل من قبل أصحاب الرتب العسكرية وبعد توجهي للقضاء والرأي العام قد تم التهجم على بيتي وتدميره، والان تتوالى التهديدات من بعض رجال العشائر ورجال اجهزتك، أُحملك كامل المسؤولية عليك بمقابلتي وعرض كل الحقائق عليك، قد أكون نزار جديد، وقد أكون نفين عواوده جديدة".
وتفاعل النشطاء مع قصة المواطنة نصر، شر الناشط يوسف جرادات بعضا من تفاصيل قصتها، وكتب منشورا على صفحته جاء فيه: "أمنة نصر مواطنة فلسطينية من مدينة قلقيلية متزوجة من ١٢ سنة في مدينة الخليل (اذنا) تعمل في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني فرع اذنا ، اعتقد ان موضوعها معروف لدي الكثيرين".
وأضاف: "قبل حوالي ٩ اشهر تعرضت لابتزاز من قبل من يجب عليهم حمايتها من اجل انهاء ملف نزاع عمالي يتم حله ضمن القنوات القانونية في النقابات، وقبل فترة قريبة تم تحطيم بيتها بالكامل من اجل اخضاعها للتنازل ، واليوم يتم تهديدها بشكل علني وواضح".
وتابع: "هذه الاخت موجودة في مدينة الخليل مدينة النخوة والشرف كما نعتبرها ، مدينة العشائر يا أبناء العشائر ، يجب ان تنصفوها ويتم حمايتها وحل القضية حسب ما يقتضيه القانون، رسالتنا اليوم لكبار العشائر يلي هم فعليا الحاكمين بالخليل، للنقابات المختصة بموضوع الاخت أمنة ، المؤسسات النسوية مش سامعين صوتكم بهاي القضية".
وأدف قائلا: "شو وينا ولا رح نستنى لتدفنوها وبعدها نشكل لجنة تحقق بموضوعها ؟، يبدو انه كل قضية في هاي البلد لازم نعملها رأي عام لتتحرك، واذا هيك احنا جاهزين نخليها رأي عام خلال 24 ساعة".
كما كتبت الناشطة اسلام الفايز حول قضة المواطنة نصر، واستنكرت صمت المؤسسات على ما يجري من ابتزاز ومساومة، ونشرت منشورا جاء فيه: "الحكي موجه للجميع للبشر والمؤسسات والنشطاء ولكل واحد ما شاء الله ناشط وحقوقي"
وأضافت: "لكل انسان.. بدكم نفين عواودة جديدة !! او ايمان الرزة !! او نزار بنات !! وبس لا سمح الله يصير شيء بتصيروا تلطموا وتقولوا يا ريت الي جرى ما كان.. امنه نصر من سنة وهي بتستنجد فيكم يا بشر".
سلاح منفلت
وهذه ليست القضية الأولى التي تشهد استخدام أجهزة السلطة لسلاحها ونفوذها في قضايا شخصية للمواطنين، إذ اشتكى احد المواطنين قبل اسبوعين من قيام مدير شرطة جنين عزام جبارة، باقتحام وتخريب أحد الشقق السكينة بزعم لبحث عن أسلحة مخبأة، لتتحول الشقفة الى خراب تدل عليه الأغراض المبعثرة من عفش المنزل، وهو ما ظهر جليا من خلال شريط فيديو نشره أحد المواطنين يشكو فيه ظلم جبارة.
وأكد المواطن الذي ظهر في الفيديو أن جبارة استخدم نفوذه كمسئول للشرطة من أجل تصفية حسابات شخصية، معتبرا ان ما جرى هم تعدٍ على حرمة البيت وتكسيره وتوريع النساء والأطفال الذي تواجدوا في المكان.
واتهم المواطن أجهزة الأمن بالسعي لملاحقة السلاح المقاومة ومن يحمله في الضفة، عبر البحث عنه بشكل محموم واستخدام كل الوسائل غير الشرعية من أجل ملاحقة الشرفاء، وهو دور تقوم به السلطة نيابة عن الاحتلال كما قال المواطن.
بلطجة وزعرنة
وفي حادثة أخرى، قام الضابط في أجهزة السلطة ممدوح خمايسة، قبل أيام قليلة، بإطلاق النار على المواطن مجاهد حوشيه في بلدة اليامون وإصابته بطلقين ناريين في أسفل البطن ودخوله في حالة حرجة.
ومجاهد هو ابن الأسير إبراهيم حوشيه والمحكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد أصيب حوشيه خلال شجار عائلي اندلع في البلدة، ولم يكن له علاقة بالشجار، الذي تدخل فيه ضابط المباحث خماسية وأطلق النار خارج أوقات عمله الرسمي.