قائد الطوفان قائد الطوفان

في ذكرى انتفاضة القدس

فتيل الأحداث يتصاعد في الضفة وبيتا نموذج للمقاومة

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت – مها شهوان

في الشهور الأخيرة تصاعدت المقاومة الشعبية في قرى وبلدات الضفة المحتلة خاصة في بيتا وبيت دجن احتجاجا على إقامة بؤر استيطانية فيها.

ورغم محاولات القمع والملاحقة التي ينتهجها جنود الاحتلال بحق الفلسطيني، إلا أن الأخير يواصل مقاومته للمحتل في كل فلسطين، وكان نموذج بيتا الأخير شاهدا على ذلك حيث صمود السكان لأكثر من ثلاثة شهور دون كلل أو ملل.

ويأتي اشتعال الأحداث في الضفة المحتلة تزامنا مع ذكرى انتفاضة القدس التي اشتعلت في أكتوبر 2017، وتميزت بعمليات طعن متكررة لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين، وإقدام الاحتلال على ارتكاب إعدامات ميدانية للفلسطينيين.

وسائل القمع التي استخدمها الاحتلال من إعدام عدد من الشباب وإصابة العشرات في بيتا، لم تفلح في كسر عزيمة أهالي البلدة، إذ إن مقاومتهم تتعاظم يومًا بعد يوم، ولا تزال المواجهات تجري على مدار الساعة، عدا عن أن البلدة صارت مزارًا للمتضامنين الأجانب.

يقول مجدي حمايل الكاتب السياسي إن الجيل الجديد في الضفة المحتلة مستعد للعطاء والتضحية لتحرير فلسطين، موضحا أنه الجيل الأقوى والأكثر انتماءً لما عاشه من ظروف مختلف عن سابقيه فهو عايش انتفاضة الأقصى والقدس وشاهد انتصارات وبطولات غزة فبدأت تتبلور لديه فكرة الانتصار على المحتل حتى يندحر عن أرضه.

ويوضح حمايل "للرسالة نت" أنه بعد عدوان غزة "سيف القدس" أكد الجيل الجديد فيه أن كل فلسطين واحدة رغم محاولات الاحتلال تفريغ الفلسطيني من قضيته، فبات ابن اللد ينتمي للضفة، وابن الضفة ينتمي لغزة والكل في بوتقة واحدة.

وعن اشتعال الأحداث في الضفة المحتلة في الأيام الأخيرة، يرى أنها تشتعل بهدوء والبدايات لتفجير انتفاضة جديدة ستكون مختلفة عن سابقاتها، موضحا أن الداخل المحتل بات مستعدا لإشعال تلك الانتفاضة ومهيأ للتضامن مع الضفة.

وبحسب متابعته، فإن ما يحدث في الداخل المحتل يعتبره الاحتلال أخطر مما يحدث في الضفة، مبينا أن "سيف القدس" قلبت المعادلة في الضفة وأراضي الـ 48 فالمقاومة هناك تغلي.

ويرجع حمايل اشتعال الانتفاضة الجديدة إلى ما أنتجته القيادات السياسية من انقسام، مشيرا إلى أن الجيل الحالي بات مدركا قولا وفعلا ضرورة انهاء الاحتلال ودرء المشاكل السياسية.

ومن الواضح أن ما يجري في بيتا من أحداث منذ شهور، خير دليل على اشتعال الاحداث في الضفة وعدم تراجع الشباب فيها؛ بل كل يوم يبتكرون أساليب جديدة لمواجهة المحتل ومنعه من بناء بؤرة استيطانية، وهنا يعقب حمايل: "شباب بيتا أعجبوا بنموذج المقاومة المستمر في غزة لدرجة أنهم استلهموا كثيرا من فعالياتهم منها كالإرباك الليلي ".

ويشير إلى أن في كل المدن الفلسطينية بات الشباب يستلهم أدوات المقاومة من بعضهم ويطبقونها على الأرض بما يتلاءم مع جغرافية المكان، معتقدا أن نموذج بيتا سيكون النموذج الذي يعمم لانطلاق الانتفاضة الجديدة.

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل عدة أيام، أسقط ثوار بيتا طائرة مسيرة إسرائيلية، وذلك كما يحدث دوما خلال المواجهات بين الغزيين والاحتلال في المسيرات السلمية، لذا بات واضحا للجميع أن أدوات مقاومة المحتل التي يستخدمها الفلسطيني في غزة والضفة باتت تتشابه وأن فتيل انتفاضة "التحرير" باتت قاب قوس أو أدنى.

البث المباشر