بمجرد بدء شهر أكتوبر الذي يصنف "بالوردي" بحسب رزنامة النساء، تنطلق الحملات التوعوية لأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي للنساء والرجال أيضا، فتنتشر الدعوات التي تحث على كسر حاجز الخوف والذهاب للعيادات المختصة للفحص.
قطاع غزة يستهدفه الاحتلال الاسرائيلي في كل تصعيد بالأسلحة والصواريخ المحرمة دوليا التي تحتوي على المواد الكيماوية المسببة للأمراض الخطرة التي قد تودي بحياته، لذا ترتفع نسب الإصابة بمرض السرطان بين الغزيين.
ووفق إحصائية أخيرة أظهرتها وزارة الصحة بغزة حول سرطان الثدي تحديدا، فإن هناك 324 حالة جديدة، حيث بلغ معدل مرض سرطان الثدي 16 حالة لكل مائة ألف من السكان، وتصاب 32.8 سيدة لكل مائة ألف من الإناث، ويشكل سرطان الثدي 18 % من جميع أنواع السرطان، كما يمثل سرطان الثدي 14.3% من وفيات السرطان.
وفي السابق كان الكشف عن سرطان الثدي قليلاً مما كان يفاقم الوضع ويؤدي إلى الاستئصال بشكل كامل عند الإصابة، لكن اليوم بفعل الحملات التوعوية لا يجري الاستئصال كاملا الا نادرا وذلك لأسباب عدة منها العلاجات التي باتت متوفرة والتقدم في المجال الطبي.
ومن حين لآخر تعاني المصابات بسرطان الثدي في قطاع غزة من تأخر وصول العلاج إليهن بسبب الاحتلال الإسرائيلي، أو رفضهن أمنيا عند محاولة السفر عبر معبر "إيرز" لإجراء فحص وعمليات جراحية في الداخل المحتل أو الأردن، لكن دوما يحاولن محاربة المرض بكل ما يملكن من وسائل دعم قوية حتى يحصلن على العلاج.
وانطلقت قبل عدة أيام حملة " تصورتي" وهو شعار حملة اللجنة الوطنية لمحاربة سرطان الثدي في شهر اكتوبر الوردي، لدعوة النساء الغزيات للمسارعة في الكشف المبكر.
وتنقل "الرسالة" بعض رسائل السيدات التي تم تدوينها عبر الفيسبوك.
لم يتردد الطبيب محمد أبو ريا من التغريد على وسم "تصورتي" حيث كتب على صفحته الشخصية: "كل سيدة توثق أهم لحظات حياتها من خلال الصور وتبقى صورة الماموجرام هي الصورة التي تساعدها على الحفاظ على حياتها لتستمر بتوثيق هذه الأحداث، الكشف المبكر ينقذ حياتك".
وغردت على الوسم ذاته الشابة ريما محمود وكتبت: "التوعية بسرطان الثدي ومخاطره مهمتنا كلنا خلال شهر أكتوبر".
وكتبت الصحافية منى خضر: "صورة أشعة الثدي "الماموجرام" هي طريقة الفحص الأكثر فعالية للكشف عن سرطان الثدي في مراحله الأولى ابتداء من سن الأربعين"، داعية السيدات للفحص بسرعة دون تردد أو خوف.
وانطلقت حافلة وردية منذ بداية الشهر تتبع جمعية الثقافة والفكر الحر، موسومة بعبارات تحث على الفحص المبكر مثل "تصورتي" و "جئنا لأجلك" تجوب شوارع القطاع لدعوة النساء الى المسارعة وعدم التردد في دخول الحافلة وطلب الكشف.
وستجوب القافلة الوردية خمس مناطق على مدار خمسة أيام متتالية، حملت شعار الحملة الإقليمية لهذا العام تصورتي ؟، صاحبتها بعض الأغاني المؤثرة والخاصة، شجعت عشرات النساء على القيام بالفحص المبكر وكسرت حاجز الخوف عندهن.
ونفذت الدكتورة الفحص الإكلينيكي للسيدات وعمل اللازم بتوفير كافة إجراءات الحماية والسلامة وتقديم بعض الهدايا التشجيعية للمشاركات.
وتعتبر القافلة الوردية جزءا من حملة إعلامية وتوعوية وحقوقية وصحية على مدار الشهر، بدأت بحملة إعلامية إقليمية واسعة بمشاركة العشرات من المؤسسات في فلسطين والوطن العربي والمؤسسات الشريكة، واستهدفت تسليط الضوء على أهمية صورة الأشعة "الماموجرام" لأنها الفحص الأكثر فاعلية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.