قائمة الموقع

في يومه.. المعلم الفلسطيني بصمه في وطنه وسفير في الخارج

2021-10-06T14:16:00+03:00
الرسالة نت- مها شهوان

منذ عام 1994 تأسس يوم المعلم العالمي الذي يقام في الخامس من أكتوبر سنويا، للاحتفاء بالمعلم الذي كاد أن يكون رسولا، وذلك من باب التقدير لما يقدمه من رسالة عظيمة لأجيال متتالية.

ويهدف يوم المعلم العالمي إلى التركيز على تقدير وتقييم المعلمين في العالم وإتاحة الفرصة للنظر في القضايا المتعلقة بهم وبالعملية التعليمية.

ورغم أن المدرس الفلسطيني جزء من عالم المعلمين، إلا أنه يعيش أوضاعاً مختلفة نتيجة لخصوصية الحالة الفلسطينية، ونظراً لما يمر به من ظروف مادية وسياسية يحاول تجاوزها ليكمل مسيرته التعليمية.

وقد دفع المعلم الفلسطيني ثمنا للحالة السياسية والانقسام الفلسطيني حيث قُطعت رواتب الآلاف منهم، نتيجة لسياسة العقوبات التي فرضتها السلطة ضد قطاع غزة.

كما لم يسلم أيضاً من ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي له والاعتقال، عدا عن أزمة كورونا الأخيرة التي أثبت خلالها مقدرته على مواصلة مسيرته التعليمية وإيصال المعلومة للطالب وهو في بيته.

ولم يقتصر دور المعلم الفلسطيني على تعليمه لأبناء بلده، بل كانت له بصمته المميزة في الدول العربية لاسيما الخليجية، وذلك ما يقر به دوما سياسيون وأصحاب مناصب رفيعة في مجالات مختلفة عبر وسائل الإعلام ويتباهون أن معلمهم كان فلسطينيا وكان له الأثر الحسن في نشأتهم وزرع القيم الإنسانية داخلهم.

يقول خالد المزين نقيب المعلمين في غزة، إن زملاءه يعملون في أحلك الظروف، ويعانون كثيرا من التحديات أولها الاحتلال الإسرائيلي الذي يقف عقبة أمامهم منذ النكبة الفلسطينية، ومع ذلك كانوا يتجاوزن تلك الاعتداءات بمزيد من غرس القيم وإنشاء جيل متعلم ومتمسك بأرضه.

ويضيف "للرسالة نت": رغم التحديات التي تواجه المعلم الفلسطيني في الفترة الأخيرة حيث الرواتب المتدنية والوضع الاقتصادي والمعيشي الأليم، وكذلك جائحة كورونا التي كانت أكبر تحدٍ للمعلم من خلال التعليم الالكتروني، إلى جانب الاختلاط بالطلبة وتعريض نفسه لخطر الإصابة بالفايروس لكنه يواصل مسيرته دون توقف.

ويؤكد المزين أن المعلم الفلسطيني على مدار السنوت والظروف المختلفة يقف على رأس عمله ويؤدي أمانته دون أن تعيقه الظروف القاسية.

وفي السياق ذاته، أكد أنه رغم الظروف المادية السيئة وضعف الرواتب إلا أن المعلم في فلسطين لا يقبل إلا أن يقدم الأفضل لطلبته، ويشعر بالانزعاج حال أدرك أن أحدهم يلتحق بدروس خصوصية بخلاف ما يحدث في الدول العربية المجاورة.

وتطرق إلى أن المعلم الفلسطيني مشهود له بكفاءته بدليل انتدابه للعمل في بعض الدول العربية ومنها الكويت حيث أثبتت الدفعة التي أرسلت هناك تميزها لاسيما بعدما باتت بصمتها واضحة، لذا سيعاد انتداب مجموعة أخرى.

ودعا نقيب المعلمين بغزة الفصائل الفلسطينية والجهات المختصة للسعي الفعلي لتحسين وضع المعلم، كون إكرامه هو إكرام للمجتمع بأكمله.

ولابد من الإشارة إلى أن المعلم الفلسطيني سطر تضحيات عظيمة لمنع تمرير مخططات سلطات الاحتلال في تهويد التعليم وتزوير التاريخ والجغرافيا الفلسطينية وكل محاولات التدخل في العملية التربوية.

وسجل مواقف وتحديات جساما خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى، أثناء إغلاق سلطات الاحتلال المستمر للمدارس والجامعات الفلسطينية- باللجوء إلى التعليم الشعبي؛ من أجل الحفاظ على سير العملية التعليمية الوطنية آنذاك، متحدياً جبروت الاحتلال الذي حاول قمعه بشدة ووحشية.

كما زج بأعداد كبيرة في سجون الاحتلال، لكنهم بقوا متسلحين بالإرادة والعزيمة، يحرسون الحلم الوطني ويزرعون الأمل في نفوس الطلبة، فالمعلمون هم الشريحة التي قاتلت بعلمها وعزيمتها قسوة الحياة فقهرت المستحيل، دون أن ينال أحد من عزيمتها.

اخبار ذات صلة