ذكرت صحيفة "هآرتس" التابعة لدولة الاحتلال، اليوم الخميس، أن هناك خلافات بين رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، ووزير الحرب بيني غانتس، بسبب كشف الأول عن عملية سرية جرت للكشف عن مصير ومكان الجندي الطيار رون أراد الذي فُقد في جنوب لبنان عام 1986.
وبحسب الصحيفة، فإن الكشف عن العملية أدى لتصعيد الخلافات والمواجهة بين بينيت وغانتس، فيما وصفت مصادر من الائتلاف الحكومي العلاقة بين الجانبين بأنها “مشحونة” ووصلت إلى أدنى مستوى هذا الأسبوع.
ووفقًا لذات المصادر، فإن خطاب بينيت في الكنيست منذ أيام الذي كشف خلاله عن العملية، تم دون استشارة غانتس الذي علم بذلك قبل دقائق من إلقاء الخطاب، وكان يعتقد أن الكشف عن المعلومات كان خطأ، ولكنه لم يحظَ بفرصة لثني بينيت عن نيته.
وعزت بعض المصادر السياسية، إلى غانتس، المسؤولية عن تسريب أنباء للصحافة العبرية بعد الخطاب بأن العملية لم تكن ناجحة، وهذا زاد من التوتر بعد تقديم العملية على أنها فاشلة، خلافًا لموقف بينيت ومجموعة من المسؤولين الأمنيين الذين اعتبروا ما جرى بأنه “تجاوز للخطوط الحمراء”.
وتشير الصحيفة إلى أنه منذ بدء محادثات تشكيل الحكومة، كان هناك توتر كبير بين غانتس وشركائه، على خلفية الاستياء الذي عبر عنه من موقفه في الائتلاف.
ويعتقد غانتس الذي رفض اقتراح تشكيل حكومة مرة أخرى مع بنيامين نتنياهو، أن الموقف التفاوضي لحزبه يجب أن يمنحه ميزة في المفاوضات، على اعتبار أنه لو لم يتم تشكيل حكومة جديدة، ولو لم تجري انتخابات أخرى، لكان قد أصبح رئيسًا للوزراء في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وبينما ينفي غانتس علنًا أنه يشعر بخيبة أمل من موقفه السياسي الذي اتخذه، لكن الأحداث الأخرى التي حدثت في الشهر الماضي تشير إلى تدهور العلاقات بينه وبين بينيت ولابيد، ويظهر هذا الغضب من خلال ما كشف عنه من نيته استدعاء أفيف كوخافي، بشأن الاجتماعات التي عقدها قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي اليعازر توليدانو ومستشار بينيت السياسي شمريت مئير، دون التنسيق معه. بحسب ما ذكرت الصحيفة.
ووفقًا لمصادر سياسية إسرائيلية، فإنه تم تسجيل مواجهة أخرى بين غانتس وبينيت، على خلفية بيان صدر هذا الأسبوع عن مكتب الأخير بشأن قرار اللجنة الوزارية للتعامل مع الجريمة في الوسط العربي، والذي أشار إلى مشاركة جيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك النشاطات، دون موافقة مكتبه أو بدون حضور ممثل عن الجيش.
وقال مقرب من بينيت إن “غانتس ومن حوله أصيبوا بالجنون بسبب هذا البيان.”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخلافات لم تكن الوحيدة بين غانتس وبينيت أو لابيد، فيما وصفها مسؤول بالائتلاف الحكومي الإسرائيلي بأنها خلافات روتينية في إطار العمل الحكومي.
وبينما يتهم مصدر في مكتب بينيت، غانتس بأنه يعمل كأنه رئيس وزراء في حكومة ثانية، نفى مكتب غانتس وجود خلافات وأن هناك تعاون وثيق دائمًا وأن ما يثار مجرد شائعات.