أكد لقاء أكاديمي على أهمية الإعلام الاجتماعي في نشر ثقافة حقوق الإنسان والمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي، تسوده الحرية والعدالة والمساواة.
جاء ذلك خلال لقاء "مع الباحث" الذي عقده د. يحيى المدهون بمكتبه في مدينة بيت لاهيا شمال غزة، جاء بعنوان: "دور شبكات التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة حقوق الإنسان"، بحضور ضيف اللقاء الباحث د. رائد خضر.
وقال د. يحيى المدهون أن لحقوق الإنسان مفاهيم ومعايير مهمة؛ تعمل على تعزيز القيم الإنسانية وحماية الإنسان، وتأكيد حريته وحفظ كرامته؛ ليسهم في بناء مجتمع ديمقراطي يسوده القانون، ويحترم التعددية وينبذ العنف ويؤمن بالحوار.
وأكد د.المدهون ضرورة إعمال حقوق الإنسان واحترامها وحمايتها، باعتبارها سبيل الشعوب في إرساء مبادئ الحرية والعدالة والمساواة محذراً من استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، التي تهدم المجتمع وتتسبب في اشعال النزاعات والحروب، وتشكل انتكاسة كبيرة لآمال الشعوب في العيش بأمن وسلام.
موضحاً أن الإعلام الاجتماعي تقع عليه مسؤولية كبيرة في تزويد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالثقافة الحقوقية وتعزيز معارفهم ومهاراتهم وسلوكياتهم الداعمة لحقوق الإنسان؛ لتمكينهم من القيام بأدوار فاعلة ومؤثرة في مجتمعاتهم.
وأشار د.المدهون أن الجمهور يعتمد على وسائل وتقنيات حديثة، ومنها : الحواسيب المكتبية والمحمولة والهواتف الذكية للاتصال بالإنترنت، وتصفح شبكات التواصل الاجتماعي التي تشهد تزايد سريع وغير مسبوق في عدد روادها؛ لتميزها بسهولة الإنشاء والوصول والاستخدام والمشاركة والانفتاح والترابط والتفاعلية.
ولفت للدور المعتبر لشبكات التواصل الاجتماعي في التوعية والتثقيف وتزويد الفرد بالأخبار والمعلومات والتأثير في سلوكه واتجاهاته، حيث وفرت أدوات تفاعلية مكنت الجمهور من التعبير عن آرائهم في مختلف القضايا في المجتمع.
بدوره قال د. رائد خضر أن شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر في سلوك الجماهير، ومكنتهم من معرفة ما يدور حولهم، ووفرت مساحات حرة للدفاع عن قضايا حقوق الانسان والتوعية بها.
وبين د. خضر أن عقبات كثيرة تواجه مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، ومنها انتهاكات تتعلق بالرقابة والملاحقة الأمنية والاعتقال والتهديد والتخويف، وحظر النشر وإغلاق الحسابات الشخصية.
مؤكداً أن شبكات التواصل الاجتماعي مكنت الجمهور من التعبير عن رأيه في قضايا حقوق الإنسان بالاطلاع على ما ينشر وتبادلها، ونشر مضامين مساندة لحقوق الإنسان.
ونوه د. خضر لدور شبكات التواصل الاجتماعي في تحفيز الجمهور نحو المشاركة في أنشطة وأحداث خاصة بقضايا حقوق الانسان، ومن بينها مشاركات في الاعتصامات والتجمهر، وكذلك المشاركة في الحملات الإلكترونية التي تشهد تفاعل كبير من رواد الإعلام الاجتماعي.
الجدير بالذكر أن الباحث خضر حصل مؤخراً على درجة الدكتوراه في فلسفة الإعلام من جامعة البطانة بجمهورية السودان بعد مناقشة دراسة علمية بعنوان: دور شبكات التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة حقوق الإنسان.
حيث أظهرت نتائج دراسته أن الأهداف الأساسية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي تتمثل في التثقيف، ثم الأخبار، ثم التسلية، ثم البحث العلمي.
وأن شبكات التواصل الاجتماعي تمنح فرصة أكبر لزيادة الثقافة في قضايا حقوق الإنسان وأن من أهم أدوارها هي توعية الجماهير حقوق الانسان.
كما بينت النتائج أن أهم المشكلات التي تواجه شبكات التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة حقوق الإنسان الخوف من السلطات الرسمية في البلد والتعرض للمضايقات من الأجهزة الحكومية. وأن الجمهور يتأكد من صحة مضامين قضايا حقوق الانسان المنشورة في شبكات التواصل الاجتماعي ويتفاعل معها بالكتابة والتعليق وتسجيل الإعجاب والمشاركة.
وأوصت الدراسة بالعمل على نشر الوعي القانوني لدى الجمهور بأهمية حقوق الإنسان، وضمان الممارسة الفعالة لحرية الرأي والتعبير، وإنشاء صفحات مختصة؛ لنشر ثقافة حقوق الإنسان وتوعية المواطنين بحقوقهم، بمشاركة الإعلاميين والمنظمات الأهلية العاملة في مجال حقوق الإنسان.
كما أوصت بتعزيز الشراكة والتعاون بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان، وإجراء بحوث ودراسات لتقييم تجربة الإعلام التقليدي، وإعلام شبكات التواصل الاجتماعي في عملية نشر ثقافة حقوق الإنسان.
وفي نهاية اللقاء قدم د. يحيى المدهون درع شكر وتقدير للباحث د. رائد خضر تقديراً لجهوده واسهاماته البحثية المتميزة في العلوم الإعلامية.