لا تتوقف محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الهدافة لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس وفرض التقسيم المكاني والزماني داخل المسجد الأقصى؛ لإحكام السيطرة على المسجد المبارك وتغيير الواقع.
الأربعاء الماضي، أصدرت "محكمة الصلح" الإسرائيلية قرارا يمنح المستوطنين "حقًا في أداء صلوات صامتة" في باحات المسجد الأقصى.
وجاء في القرار أنّ "وجود مصلين يهود في الحرم القدسي لا يمكن تجريمه ما دامت صلواتهم صامتة".
وتضمن القرار أمرًا للشرطة الإسرائيلية بإلغاء مذكرة إبعاد عن المسجد صدرت بحق مستوطن أدى مع تلاميذه طقوسًا دينية صامتة بشكل علني، أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، في سبتمبر الماضي.
ويقضي الوضع القائم، الذي بدأ العمل به بعد احتلال شرقي القدس عام 1967، بقصر الصلاة في المسجد الأقصى المبارك على المسلمين فقط، بينما يحق لليهود زيارة المسجد الأقصى، وهو الستار القانوني الذي تجري تحته كافة الاقتحامات.
بينما ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أن قرار المحكمة يعد غير مسبوق منذ سنوات، إذ يسمح للإسرائيليين بالصلاة الصامتة قريبًا من الحرم القدسي وهي تعطي للمستوطنين تصريحًا بالصلاة في باحات الاقصى.
وفي وقت لاحق من القرار أعلنت وسائل إعلام عبرية بأن محكمة الاحتلال "المركزية" في القدس، ألغت قراراً لما تسمى "محكمة الصلح" الإسرائيلية يقضي بإتاحة "الصلوات الصامتة" لليهود في المسجد الأقصى المبارك.
ونفى المحامي الفلسطيني خالد زبارقة، الأنباء التي تحدثت عن إلغاء قرار محكمة الصلح الإسرائيلية الذي سمح بصلاة المستوطنين اليهود في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، معتبرا أن الإعلام العبري يحاول "تضليل الرأي العام".
وفي تدوينة نشرها المحامي زبارقة المتخصص بشؤون القدس والداخل الفلسطيني عبر "فيسبوك"، قال إنّ "الاعلام العبري يحاول تضليل الرأي العام".
وأوضح: "حتى الآن لا يوجد قرار محكمة يلغي قرار محكمة الصلح الذي اعتبر صلاة اليهود في المسجد الأقصى المبارك مسموحة".
وأشار المحامي إلى أن القرار الذي صدر من المحكمة المركزية في القدس المحتلة يؤكد على مبدأ السماح بصلاة اليهود الصامتة في باحات الأقصى، ويزيد من خطورة الوضع".
وتابع: "عدا عن ذلك ما يحدث في الأقصى، وخاصة في الآونة الأخيرة من قيام سلطات الاحتلال بحماية طقوس تلمودية يهودية في ساحاته يؤكد التغيير الذي ينتهجه الاحتلال من أجل تغيير الوضع القائم".
**** خطة مدروسة
ويؤكد نائب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس د. ناجح بكيرات أن الاحتلال منذ عام 1967 يضع خطة تلو الأخرى من أجل السيطرة بشكل كامل على مدينة القدس والمسجد الأقصى تحديدا.
وأوضح بكيرات في حديثه لـ"الرسالة" أن هذه الخطط أصبحت مكشوفة وبشكل واضح فوق الطاولة وما الإجراءات الأخيرة والسعي لعزل الأوقاف الإسلامية وإلغائها والنداءات بطرد المسلمين من المسجد الأقصى إلا مقدمة لإحكام السيطرة على الأقصى.
وبين أن هذه المخططات تتم فوق الأرض وتحتها لطمس جميع المعالم الدينية للمسجد الأقصى وكل ما يجري محاولات لتغيير وتزوير الواقع وفرض معطيات جديدة يمكن من خلالها فرض التقسيم المكاني والزماني للمسجد المبارك.
ويشير بكيرات إلى أن هذا التغيير يتزامن مع ازدياد أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد وإبعاد عشرات المصلين إلى جانب منع حلقات العلم للفلسطينيين في ساحاته، داعيا إلى التصدي بكل قوة لهذه المخططات وإفشالها.
ونوه إلى أن خطورة السياسة الإسرائيلية في تعامله مع موضوع المسجد الأقصى أنها قائمة على التدرج، وهو نهج تقوم عليه كل السياسة الإسرائيلية، فيما يهدف القرار الأخير إلى إنهاء القداسة والهوية الإسلامية بالتدريج عن المسجد والمدينة المقدسة.