رصد فيلم وثائقي بعنوان "شيخ الشمال" حياة الشيخ المجاهد أحمد نمر أبو عرة الذي ولد في بلدة عقابا بمحافظة طوباس شمال الضفة الغربية عام 1947، ورحل عام 2020 متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
ويوثق الفيلم محطات عدة في حياة الشيخ أحمد في الدعوة والجهاد والاعتقال والإبعاد وجهوده في خدمة الدين والقضية الفلسطينية والمقاومة.
كما حمل شهادات عدد من قيادات الحركة الإسلامية وعائلة أبو عرة الذين عايشوا الشيخ أحمد وعرفوا عنه الكثير.
ويقول خليفة أبو عرة إن خطب شقيقه الشيخ أحمد في المساجد كانت نارية تتحدث عن الجهاد والمقاومة، فبدأ الاحتلال بملاحقته لكنه كان مثل الجبل الذي يبث الشجاعة والاقدام دون أن يلين أو يستكين.
وأوضح خليفة أبو عرة أن الشيخ أحمد تنبأ في عام 1985 بأن تندلع انتفاضة شعبية وهو ما حدث عام 87، ثم أبعد الى مرج الزهور.
رجل الجهاد والدعوة
ويوثق الفيلم شهادة مهمة للقيادي مصطفى أبو عرة الذي عايش الشيخ أحمد قائلاً إنه كان عصاميا ويشتري الكتب أكثر من الطعام.
وأوضح أنه قرأ كتب الدعوة الاسلامية وتعرف على فكر الاخوان المسلمين وآمن به قبل أن يتعرف على قادتها ويبايعهم.
ونبه أبو عرة أن الشيخ أحمد كان خطيبا مفوها ومؤثرا في الجميع ويأسر القلوب ويخطف العقول والناس تشهد له حتى اليوم، حتى أطلق عليه أسد المنابر.
وركز على البناء التربوي وتشكيل الأسر في المساجد وطاف بين البلدان في سبيل الدعوة، وكان له دور بارز أوائل الثمانينات في انشاء وتطوير وبث روح الدعوة الاسلامية في الاراضي المحتلة عام 48.
وعندما كشفت خلية الجهاد في الداخل المحتل واعتقل الشيخ عبد نمر درويش عام 1981 وجهت للشيخ أحمد التهم بالوقوف وراء الخلية.
وخلال الفيلم تحدثت زوجة الشيخ أحمد عن حياته وتمسكه بالقرآن وتفسيره واستقطاب المواطنين الى المساجد إضافة الى ما تعرض له من اعتقالات من الاحتلال وأجهزة أمن السلطة في الضفة.
ويعد الشيخ أبو عرة من الأوائل في تأسيس الحركة الإسلامية في فلسطين، حيث أسس دعوة الإخوان المسلمين في المحافظة في خلية أولى مع الشيخ الراحل محمد فؤاد أبو زيد، وبدأت العمل الدعوي في نهاية سبعينيات القرن الماضي.
كما كان عضوًا في مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين مع الشيخ الراحل سعيد بلال والأستاذ ناجي صبحة.
وعانى الشيخ أبو عرة من تراجع كبير في صحته في آخر شهور حياته، وازدادت بعد إصابته بفيروس كورونا، وانتهى الأمر بالتهابات شديدة في الرئة أرقدته في غرفة العناية المركزة حتى وفاته.