قائد الطوفان قائد الطوفان

هل تراجعت سياسة الأوقاف في القدس؟

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-رشا فرحات

ليس جديداً على جماعات (الهيكل) الصهيونية المطالبة، قبل أيام، بحل دائرة الأوقاف الإسلامية وفرض مسؤولية إدارة الأقصى على وزارة الأديان اليهودية.

ولطالما حذرت دائرة الأوقاف العامة وشؤون الـمسجد الأقصى المبارك من سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى سرقة حقوق الأوقاف في إدارة المسجد الأقصى والحديث عن وصاية سعودية على الأقصى، بالإضافة إلى إطلاقها للكثير من المناشدات للحكومة الأردنية بالتدخل الفوري لوقف هذه الاستفزازات والمضايقات، والعمل على فتح وحدة الخدمات الجديدة.

ويرى مختصون أن هناك انحرافاً غير مسبوق في موقف الأوقاف الإسلامية في القدس، وبالأمس أعلن أحد موظفيها استقالته كاتبا على صفحته: "أعلن استقالتي من دائرة أوقاف القدس بعد 12 سنة من عملي في المسجد الأقصى المبارك".

ولفت رضوان عمرو الذي عمل لسنوات في إدارة أحد أهم أقسام الأوقاف داخل المسجد أن استقالته جاءت احتجاجا على ما أسماه: "انحرافات إدارية وأمنية خطيرة في أوقاف القدس".

ونوه إلى أن تلك الانحرافات باتت تهدد تماسك الأوقاف واستمرار الوصاية العربية الإسلامية على المسجد الأقصى.

وكتب رضوان قائلا: "أقدم استقالتي احتجاجا على نقلي تعسفا خارج الأقصى استجابة لمطالب أمنية، عبر تشكيل لجنة صورية غير قانونية (مخالفة لأنظمة الخدمة المدنية الأردنية) للتنسيب بإخراجي من الأقصى بعد عودتي إليه من الإبعاد الجائر".

ويرى رضوان أن هناك سياسة تهدف لإسكات الموظفين والحراس النشطاء وتكميم أفواههم ومنعهم من نقل ما يجري في الأقصى لسائر الأمة تحت وطأة التهديد والإبعاد والملاحقة.

وفي لقاء مع الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية ذكر أن هناك عدداً من الأحداث التي ظهر فيها تراجع لموقف الأوقاف، ففي الثامن عشر من حزيران 2018 طرد مدير الأوقاف الإسلامية حارسات الأقصى من أمام المستوطنين، وفي السادس عشر من أيلول 2021 سجد المتطرفون الصهاينة أمام قبة الصخرة.  

ويضيف: في العاشر من تشرين الأول 2019 أبلغت شرطة الاحتلال الأوقاف أنها تعتبر صلوات المتطرفين داخل باحات الأقصى غير مخالفة، وقد نفت الأوقاف الخبر ووصفته بالإشاعات، ليتضح بعد ذلك أن فرض الطقوس في الأقصى هو الأجندة الأولى للاحتلال.  

وحسب القدس الدولية، فإنه في التاسع والعشرين من تموز 2021 بينما كان المتطرفون يهددون باقتحام الأقصى يوم عرفة أصدر مدير الأوقاف بيانا بعدم نشر أي خبر إلا بإذن رسمي من الأوقاف.

آخر الأحداث كان في الثامن من أيلول 2021 حينما نفخت جماعات المعبد البوق في الأقصى على مسمع حراسه ولكنهم لم يتمكنوا من تصوير الأمر حتى من مسافة بعيدة، بناء على تشديد الأوقاف.

ويرى أبو حلبية أن تراجع الأوقاف موقفا بعد الآخر دون ذكر أسباب والسكوت على الانتهاكات دليل على الرضى بإجراءات الاحتلال، مضيفاً: "اتفقت الخارجية الأردنية مع نظيرتها الإسرائيلية على منع دخول المصلين للأقصى لستين يوما بحجة كورونا، وقد مُنع المصلون وسُمح للمتطرفين بتنفيذ اقتحاماتهم في الوقت نفسه!

وكتب المختص بقضايا القدس زياد بحيص مستنكرا تراخي أوقاف القدس بعد الهبة الأخيرة التي تلتها الحرب على غزة قائلا: "طرَد مدير الأوقاف الحارسات من درج قبة الصخرة، فاستمر استهداف المتطرفين له حتى سجدوا عليه في "عيد الغفران" التوراتي الأخير!

ورغم أن إدارة أوقاف القدس نفت إقامة الطقوس التوراتية في الأقصى في بدايتها، لكنها اليوم أصبحت الأجندة المركزية لجماعات المعبد".

ويرى بحيص أن هذا الانحراف الملحوظ يتطلب مراجعة رسمية أردنية جادة في وجه الخطر التصفوي الذي يهدد الأقصى.

ويحق للأردن الإشراف على الأماكن الدينية في القدس بموجب اتفاقية "وادي عربة" الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتعطي الاتفاقية المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.

وبناء على الاتفاقية الموقعة، أصبحت دائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، فهل تسعى" إسرائيل" لسحب الوصاية عن القدس تدريجيا من خلال تراجع عمل الأوقاف؟

البث المباشر