لا يزال التوتر يتصاعد في منطقة باب العامود في القدس، حيث يطلق جنود الاحتلال كلابهم البوليسية لمهاجمة المقدسيين، مما يثير غضب الفتية الذين يثورون في وجه الجنود فتقع المواجهات فيما بينهم لتؤدي في النهاية إلى اعتقالهم كما يخطط المستوطنون الذين يأتون لاستفزاز المرابطين في المسجد الأقصى.
عملية الاستفزاز لا تقتصر على الشبان المقدسيين، بل تطال ملاحقة شخصيات مقدسية وازنة حيث يتم مطاردتهم واعتقالهم كما يحصل من حين لآخر مع الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة.
أمس قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إبعاد الشيخ صبري، عن الحرم القدسي الشريف لمدة أسبوع،
وجاء القرار بعدما حققت المخابرات الإسرائيلية معه 6 ساعات في مركز شرطة المسكوبية بالقدس الغربية.
عملية الاستدعاء سبقها اقتحام قوة من المخابرات وشرطة الاحتلال منزل الشيخ في ضاحية الصوانة بالقدس المحتلة فجر الأحد، وسلّمته تبليغا للحضور للتحقيق دون إبداء الأسباب، وصفه الشيخ بالمستفز والمتعمد للحد من نشاطه الديني والوطني في القدس والمسجد الأقصى.
ويرى أن استدعاءه يأتي على خلفية مواقف أعلنها ضد السماح للمتطرفين اليهود بالاستمرار في اقتحام المسجد الأقصى، والإذن لهم بالصلاة الصامتة في باحاته.
يذكر أن محكمة إسرائيلية أصدرت الأربعاء الماضي قرارا يسمح للمستوطنين بأداء "صلوات صامتة" بساحات المسجد الأقصى، وهو ما أثار غضبا واسعا، وبعد يومين ادعى إعلام الاحتلال أن المحكمة المركزية في القدس ألغت قرار السماح بالصلوات الصامتة، لكن المحامي الفلسطيني خالد زبارقة، المتخصص بشؤون القدس والداخل الفلسطيني، نفى ذلك، ورأى أن الإعلام الإسرائيلي يحاول تضليل الرأي العام.
وأكد زبارقة في منشور له عبر الفيسبوك نقلته "الرسالة نت" أنه لا يوجد قرار محكمة يلغي قرار محكمة الصلح بالسماح لصلاة اليهود في المسجد الأقصى.
وقال: "القرار الذي صدر اليوم من المحكمة المركزية في القدس المحتلة يؤكد على مبدأ السماح بصلاة اليهود الصامتة في باحات الأقصى، ويزيد من خطورة الوضع".
وأضاف: "عدا عن ذلك ما يحدث في الأقصى، وخاصة في الآونة الأخيرة من قيام قوات الاحتلال بحماية طقوس تلمودية يهودية في ساحات الأقصى يؤكد التغيير الذي ينتهجه الاحتلال من أجل تغيير الوضع القائم".
تأجيج الصراع
تلك الانتهاكات تثير غضب المقدسيين وتشعل الأحداث أكثر، خاصة عند باب العامود الذي يشهد حالة من الغليان والاشتباكات بين الشبان الفلسطينيين والمستوطنين، لاسيما وأن المؤشرات على أرض الواقع تبين أن الأيام المقبلة قد تشهد تصعيدا يأجج الصراع أكثر.
يقول أسامة برهم الناشط الشبابي من القدس إن ما يحدث في باب العامود كل مساء وتحديدا في الأيام الأخيرة ليس شغبا أو مناوشات طبيعية، موضحا أن من يعرف تفاصيل المكان ويعرف الوجوه سيفهم أن هناك من أعطى الضوء الأخضر لفتية المستوطنين بالعربدة في المكان كل مساء.
ولفت برهم إلى أن هناك مخططا سيجر المنطقة إلى تصعيد كبير لا يحمد عقباه، وذلك كما نشر في مقاله، مشيرا إلى أن السماح لبضع مستوطنين بالزي المتعارف عليه بالمستوطنات والخليل تحديدا وأسلحتهم الأوتوماتيكية المتطورة لا يشبه يوميات القدس بل يشبه عربدة من يقطن في كريات أربع مثلا.
وذكر أن من يتابع التطورات عند باب العامود سيفهم أن كل ليلة تزداد تلك الهجمة والتربص والعنف ضد أهل المدينة، متسائلا: هل يحاول هؤلاء بدعم من حكومتهم خلق واقع جديد في باب العامود تحديدا.