قائمة الموقع

ما هي دوافع عباس في الحديث عن سلطة منحلة ؟

2010-12-06T09:00:00+02:00

الرسالة نت- رامي خريس                                               

حملت التصريحات الاخيرة لمحمود عباس رئيس حركة فتح وسلطتها في الضفة الغربية علامات الفشل والاحباط لاسيما بعد حديثه عن امكانية اللجوء الى حل السلطة واعترافه أن تكلفة احتلال (اسرائيل) للضفة هي الأرخص .

ومع كل هذا الفشل الذي كشفته تصريحات عباس إلا أنه لم يُحمل نفسه أي جزء منه وبدلاً من حديثه عن امكانية اللجوء الى خيارات أخرى ومن بينها خيار المقاومة قال أنه قد يلجأ في نهاية المطاف الى حل السلطة ، والمقصود طبعاً انهائها في الضفة فلا سلطة لعباس في قطاع غزة .

مناورة

وقبل الخوض في السيناريوهات المترتبة على قرار من هذا النوع ، فإن الحديث يدور عن مدى جدية عباس في اتخاذ هذا القرار حيث ان الاعتقاد السائد أنه نوع من المناورة أراد من خلالها عباس تهديد حكومة الاحتلال بانه سيضطر لإنهاء خدماته على الصعيد الامني لاسيما بعد حديثه ان كلفة الاحتلال هي الارخص في العالم ، فهو هنا كأنه يقول لحكومة الاحتلال أن الخدمات التي تقدمها اجهزته الامنية في سبيل منع المقاومة وملاحقة المقاومين هي التي أدت الى انخفاض كلفة الاحتلال للضفة الغربية.

كما أن هناك تحليلات تشير الى أن حديث عباس له ابعاداً اخرى غير نتائج المفاوضات ومآلاتها وقد تكون تصريحاته لها علاقة بالصراع الداخلي الذي بدأ يهز اركان سلطته بحسب بعض التسريبات الاعلامية التي كان مصدرها رام الله ، وتتعلق بالحديث عن الخلافات بينه وبين عضو اللجنة المركزية محمد دحلان ، وهناك أيضاً معلومات تتحدث عن خلافات مع رئيس حكومته د. سلام فياض.

دوافع خطيرة

ومن أكثر الدوافع المتوقعة وراء تصريحات عباس أو امكانية لجوئه الفعلي لحل السلطة فقد يكون لإطلاق يد الأمر الواقع في رسم معالم الحل النهائي على اعتبار أنه الطريق الأقصر ، فقد تزامن تهديد عباس مع إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون, أن "السلطة الفلسطينية تحاول (الآن) إعداد نفسها للتحول إلى حكومة, فهم (أي الفلسطينيين) يبنون المؤسسات الضرورية لقيام دولة فلسطينية تتمتع بمقومات البقاء, ويمكنها أن توفر الأمن والقانون والنظام والخدمات الضرورية للشعب الفلسطيني".

وعليه, حثت كلينتون الدول العربية على زيادة وتعزيز دعمها المالي لسلطة فتح, فالدعم المالي العربي ما زال يقل كثيرا عن غيره, وعن ذاك الذي تتلقاه السلطة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص.

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي فكشف, في الوقت نفسه, أن الولايات المتحدة مستمرة في محادثات هادئة مع الطرفين, مدارها المضمون (وليس الشكل) من عملية السلام.

وهكذا فسر المراقبون اقتران وتزامن كلام عباس عن الحل (للسلطة الفلسطينية) مع كلام كلينتون عن التحول (لهذه السلطة إلى حكومة); على اعتبار أنه سيتم اختزال الدولة التي تحدثوا عنها كثيراً الى حكومة فقط تدير شئون مواطنيها وتحقق الامن للاحتلال الاسرائيلي ، وهذا سيتحقق كأمر واقع ، بدون الحديث عن تنازلات تؤدي الى احراج عباس أو أياً من عرابي التسوية والتفاوض.

 

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00