قائد الطوفان قائد الطوفان

تقديرات في الليكود: منافسة إدلشتاين لنتنياهو "خطوة واقعية"

القدس المحتلة- الرسالة نت

أثار إعلان القيادي في حزب الليكود، عضو الكنيست يولي إدلشتاين، أمس الإثنين، عزمه منافسة رئيس المعارضة وزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، على رئاسة الحزب عاصفة وأجواء متوترة في صفوف قيادة الليكود. لكن السؤال المركزي هو ما الذي دفع إدلشتاين إلى الإقدام على خطوة كهذه، رغم إجماع كافة التقديرات على أنه ليس قادرا على هزم نتنياهو؟

وادعى الليكود في بيان رسمي تعقيبا على إعلان إدلشتاين أن الليكود حركة ديمقراطية وبإمكان أي أحد في صفوف الحزب أن يرشح نفسه. وكرر ذلك عضو الكنيست ميكي زوهار، خلال مقابلة للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" اليوم، الثلاثاء، وقال إنه يدعم نتنياهو.

لكن التوتر ملحوظ داخل الليكود. وقال عضو الكنيست شلومو كيرعي لـ"كان"، اليوم، إنه "لا شك في أن إدلشتاين قد ينشق. ولا أعلم إذا كان هذا سيحدث بعد المصادقة على الميزانية (الشهر المقبل) أو بعد أن يُهزم مقابل نتنياهو. ففي الائتلاف سيمنحونه أي شيء يطلبه. وبعد (غدعون) ساعر وإلكين (زئيف إلكين) لم أعد اثق بأي أحد". وانشق ساعر عن الليكود، العام الماضي، وخاض انتخابات الكنيست على رأس حزبه الجديد "تيكفا حداشا"، وانضم إليه إلكين.

وأضاف كرعي أن "خطوة إدلشتاين أمس أسوأ حتى مما فعله ساعر في فترة الانتخابات. ونحن في صراع قوي في المعارضة".

واعتبرت عضو الكنيست كيتي شيطريت، في تويتر أنه "جرت في الليكود انتخابات داخلية قبل فترة ليست طويلة، وانتخب بنيامين نتنياهو بأغلبية الاصوات! والعادة عندنا في الليكود أن نكون موحدين خلف الزعيم المنتخب. وعلينا أن نكون موحدين الآن ككتلة وكمعارضة بهدف إسقاط هذه الحكومة السيئة والخطيرة".

وحول سبب إعلان إدلشتاين عن منافسة نتنياهو على رئاسة الليكود ومرشح هذا الحزب لرئاسة الحكومة، أشار موقع "واينت" الإلكتروني، اليوم، إلى أنه بالرغم من عدم وجود احتمال أن يفوز إدلشتاين على نتنياهو أو حتى على مرشحين آخرين، مثل عضوي الكنيست نير بركات ويسرائيل كاتس، إلا أن تقديرات تتعالى في الحلبة السياسية تفيد بأن إدلشتاين واقعي ويعلم حجم قوته السياسية.

ووفقا لـ"واينت"، فإن إدلشتاين يعلم أنه لا يوجد احتمال بأن يتغلب على نتنياهو، "لكنه يستعد لإمكانية أن ينزل رئيس الحكومة السابق بشكل مفاجئ عن المسرح".

وأضاف "واينت" أن مصادر مقربة من نتنياهو أكدت المعلومات التي بموجبها نتنياهو يدرس خطواته واستمرار طريقه السياسية "لأنه لا يرى أفقا. وحتى لو نجح في مهمته الكبرى، أي تفكيك الحكومة الحالية، فإنه لن ينجح بتشكيل حكومة. وخطوة إدلشتاين جاءت في هذا الاتجاه".

ويتوقع إدلشتاين أن يحصل على أمرين. الأول هو أن منافسته لنتنياهو ستعتبر خطوة شجاعة بين قسم من أعضاء الليكود وتنطوي على قدرة قيادية، والأمر الثاني هو أنه سيحصل على دعم جميع خائبي الأمل من نتنياهو في الليكود وبذلك سيبني معسكرا جديدا من حوله.

وحسب "واينت": "من هنا، قد يحقق إدلشتاين هدفه الأعلى، وهو التلميح لجميع اللاعبين الأساسيين في الليكود بأنه إذا كان بالإمكان تشكيل حكومة أخرى في الكنيست الحالية من دون التوجه إلى انتخابات، فإنه سيكون العنوان" أي يكون المرشح البديل لرئاسة الحكومة في إطار اقتراح نزع ثقة عن الحكومة الحالية.

وستكون رسالة إدلشتاين للناخبين أنه بالرغم من أن نتنياهو هو القيادي الذي يتمتع بأكبر شعبية في إسرائيل، وهو الذي يعرف كيف يحقق لليكود أكبر عدد من أعضاء الكنيست، لكنه الوحيد أيضا الذي لن ينجح في تشكيل حكومة، بسبب عدم انضمام أحزاب تشكل أغلبية في الكنيست إليه. ولا يتوقع أن يتغير هذا الوضع.

وقال قيادي في الليكود لـ"واينت" إن رسالة كهذه لا تتغلغل في صفوف الحزب. "هذه رسالة معقدة جدا. أن تشرح لمنتسبي الحزب أن الطريقة في إسرائيل والمقاطعات الشخصية أنشأت واقعا كهذا، أن نتنياهو لا يمكنه أن يكون رئيس حكومة رغم قوته السياسية، هي مهمة ليست بسيطة".

البث المباشر