القدس – الرسالة نت
دعا سياسيون ووسائل إعلام في الكيان وزير الداخلية إلياهو يشاي من حزب شاس إلى الاستقالة في أعقاب الإخفاق في إخماد الحريق الهائل الذي شبّ في جبل الكرمل، والذي كان السبب نفسه الذي دفع محللين إلى دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تحقيق السلام مع العرب لأن الحريق أثبت أن إسرائيل ليست جاهزة لمواجهة الكوارث.
وقالت صحيفة "هآرتس":" إن أعضاء كنيست من حزب العمل الشريك في التحالف الحكومي ومن حزبي كديما وميرتس المعارضين طالبوا يشاي بالاستقالة في أعقاب الإخفاق في إخماد النيران في الكرمل".
ونقلت الصحيفة عن أعضاء الكنيست قولهم إن يشاي عرف كيف يطرح مواقف متشددة والحصول على ميزانيات لصالح شؤون قريبة منه ومن حزب شاس مثل ميزانيات لطلاب المعاهد الدينية والمباني الدينية لكنه لم يعمل بشكل مشابه لصالح قوات الإطفاء والإنقاذ.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية صدقت في تموز/ يوليو الماضي على منح ميزانية بمبلغ 27 مليون دولار تقريبا لقوات الإطفاء رغم أن يشاي طالب بخمسة أضعاف هذا المبلغ، ورغم ذلك فإن يشاي لم يعمل على تحويل هذا المبلغ إلى خدمات الإطفاء والإنقاذ.
ونقلت "هآرتس" عن قياديين في حزب العمل قولهم إن الخلل في أداء يشاي في مجال إخماد الحرائق ينضم إلى سلسلة من الخلل والتصريحات الظلامية التي أطلقها، والاستنتاج الحتمي هو أن على يشاي تحمل المسؤولية والاستقالة من منصبه.
وقال عضو الكنيست ايتان كابل من العمل إن القيمة الأخلاقية المناسبة هي أن يعود إيلي يشاي إلى بيته حتى لو لم يكن مذنبا في كل شيء، لكن لا يوجد في دولة إسرائيل اليوم مفهوم تحمل المسؤولية.ولفتت الصحيفة إلى أن الإخفاق في إخماد الحريق الناجم عن النقص في وسائل إطفاء الحرائق لا يتحمله يشاي وحده لكون ذلك ناجم عن سلسلة من التقصير متراكمة منذ سنوات طويلة.
وكتبت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيما كدمون، مقالا تحت عنوان (أيها الوزير يشاي، إذهب إلى بيتك).وأضافت أنه "في دولة طبيعية كان أحد ما سينتحر أو يستقيل، وفي دولة طبيعية لكانت انطلقت دعوة شعبية منذ يومين تطالب بإقالة المسؤولين عن الإخفاق.. والبدء في تحقيق نظام في دولة العالم الثالث هذه المسماة إسرائيل".
وتابعت كدمون "لكننا لسنا دولة طبيعية ولذلك فإن وزير الداخلية والوزير المسؤول عن خدمات الإطفاء والرجل المسؤول بفعل منصبه الوزاري عن هذا الإخفاق المخيف، يدعو بدون نقطة خجل إلى تشكيل لجنة تحقيق" في الإخفاق بإخماد الحرائق.
ومن جهة ثانية دعا كاتبان في "يديعوت أحرونوت" نتنياهو إلى السعي للتوصل إلى سلام مع العرب، وكتب الصحفي أوري مسغاف أن "الاستنتاج المحترق من الحريق المشتعل في الكرمل هو أنه من الأجدى لإسرائيل أن تسارع إلى صنع السلام، فهي ببساطة ليست جاهزة لمواجهة كارثة".
وأضاف انه "لأمر مخيف التفكير في ما الذي سيحدث هنا في حال التعرض لهجمة صاروخية شاملة، ففي الماضي كانوا يهدئون من روع الجمهور عندما سقطت الصواريخ ’في منطقة مفتوحة’، لكن في أعقاب فشل جهود الإخماد في نهاية الأسبوع الماضي يبدو أن إخضاع إسرائيل بواسطة إمطار رؤوس متفجرة على مناطق مزروعة بالغابات سيتبين أنه تكتيك فعال".
وأشار إلى أن "رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش والمفتش العام للشرطة قادوا عملية إخماد الحريق دون فائدة، فتخيلوا لو أنه تعين عليهم مواجهة خمسة أو عشرة مواقع مشتعلة في أنحاء البلاد وفي موازاة ذلك كان على قادة الدولة الانشغال بأمور أخرى غير الجباية المهينة لطائرات إخماد الحرائق من جهات الدنيا الأربع".
وخلص إلى أن العزاء الوحيد في كارثة الحريق هي بالمساعدات السخية للدول العربية والأوروبية، وبهذا يتضح أنه ليس العالم كله يكرهنا ويريد القضاء علينا، ولذلك على إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة وصنع السلام والقيام بثورة في سلم أولوياتها، وأولا طائرات إخماد حرائق ومعامل تحلية مياه وبعد ذلك طائرات قاصفة وشبح (أف-35) وغواصات نووية".
وكتب المحلل السياسي في (يديعوت أحرونوت) شمعون شيفر في الاتجاه ذاته وأشار إلى أنه "عندما يحلق الصاروخ الأول فوق رؤوس مواطني إسرائيل من جهة الشمال أو الجنوب ومن بعيد أو قريب، فإن القيادة السياسية لن تستطيع الاعتماد على زعماء اليونان وقبرص وروسيا" وهي بعض الدول التي قدمت مساعدات في إخماد حريق الكرمل.
وأضاف أنه في حال نشوب حرب فإنه "سيتعين على إسرائيل مواجهة الكوارث المتوقع حدوثها بوسائلها الخاصة وبالوسائل التي ستصل من أمريكا، والعبرة المقترحة أمام صناع القرار هي أنه من الأجدى البحث عن طرق لتحقيق اختراق سياسي مع الفلسطينيين وسورية والدولة العربية المعتدلة، وهكذا فقط سنتمكن من إخماد الحريق الذي قد يصيب مواطني إسرائيل".
ورأى شيفر أنه "إذا كان نتنياهو يرغب في تفكيك العبوات الناسفة والصواريخ الطويلة المدى الموجهة نحو أهداف في وسط البلاد من جانب حزب الله في لبنان ووقف الأسلحة المتطورة التي تزودها سورية لحزب الله عليه أن يقوم بعمل ما".
وأضاف "على رئيس الحكومة دراسة احتمالات الحوار مع سورية بهدف التوصل إلى سلام معها، وإلا فإنهم لم يخترعوا بعد عصا الإطفاء التي تخمد النيران التي تنتشر في المستقبل في مدن إسرائيل".