وصف خبراء أمنيون صفقة وفاء الأحرار، بالمحطة الاستراتيجية في مسار العمل المقاوم الفلسطيني.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت" بالتزامن مع الذكرى العاشرة للصفقة، إذ أكدّ المختصون أنها شكلت علامة بارزة في الصراع مع الاحتلال.
الوعد الصادق
الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، قال إن الصفقة كانت بمنزلة وعد صادق لتحرير الأسرى.
وأضاف الشرقاوي لـ"الرسالة نت" أن الصفقة "شكلت بارقة أمل بتحرير الأسرى، وبني عليها معادلات مهمة في سياق انتزاعهم من سجون الاحتلال.
وأوضح أن الاشكالية تمثلت في الدول الراعية التي تعهدت بضمانات، لم تستطع ان تلزم الاحتلال بها.
وذكر الشرقاوي أن المقاومة تتعلم من تجاربها السابقة وتعرف كيف تستفيد من هكذا ضمانات.
تجربة ناجحة
الخبير الأمني محمد أبو هربيد، أكدّ أن الصفقة عكست المكانة السامية لدى قضية الأسرى وأولوياتها عند قيادة المقاومة.
وقال أبو هربيد لـ"الرسالة نت" إنّ هذه العملية تأتي في مصاف التجارب الناجحة التي جعلت المقاومة تكررها مجددا بهدف تبييض السجون.
وأوضح أن المقاومة حريصة على تحقيق الحرية للأسرى بكل الأدوات والوسائل، وأنجح وسيلة هي خطف الجنود كما أثبت الواقع.
محطة استراتيجية
الدكتور إبراهيم حبيب المختص في الشأن العسكري، وصف من جهته العملية بـ"المحطة الاستراتيجية المهمة في تاريخ العمل المقاومة من الناحيتين المادية والمعنوية."
وذكر حبيب لـ"الرسالة نت" أنّ المقاومة للمرة الأولى تتمكن من كسر شوكة الاحتلال وإخراج المئات من الاسرى ذوي الأحكام العالية المؤبدة.
وأضاف: "إسرائيل دايما ما ترفض اخراج ذوي المؤبدات، ما جعل الصفقة تمثل رفعة معنوية عالية لأبناء شعبنا".
وأكدّ حبيب أن الصفقة أوجدت ظهيرا وسندا للمقاوم، ونجحت في تحقيق ما عجزت عنه المفاوضات وسلطة الحكم الذاتي.
كما شكلت العملية ضربة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي استطاعت أن تخفي الجندي الإسرائيلي شاليط لسنوات عديدة، بحسب حبيب.
وبين أنّ تجارب الاسرى في العهد الحديث كانت تتمثل في نموذج حزب الله، فاستطاعت المقاومة أن تصنع نموذجها الفلسطيني الفريد.
كما أنّ الصفقة شملت الكل الوطني ولم تكن حزبية، وضربت نموذجا في المراوغة والمفاوضات السياسية.
مرحلة شرف
من جانبه، قال جمال سكاب شقيق الأسير اللبناني يحيى سكاب عميد الأسرى اللبنانيين، إن صفقة وفاء الأحرار شكلت مرحلة من مراحل الشرف في المقاومة العربية، والتي نجحت خلالها في انتزاع إرادة الشعب وتحرير المئات من أسراه.
وأكدّ سكاب لـ"الرسالة نت" أنّ المقاومة التي قدمت أشلاء ودماء وتضحيات لأجل تحقيق هدفها في صفقة وفاء الأحرار، ولن تتوانى للحظة في الاستمرار بهذا الطريق في سبيل تبييض السجون".
وذكر أن المقاومة فيما تملكه اليوم من كنز تمثل موضع رهان لكل أسير قاتل وحارب لأجل القضية الفلسطينية.
وأشار سكاب إلى أن المقاومة وبما تحققه على صعيد ملف الأسرى، "تثبت أنها الأمينة والحريصة على قضايا شعبها وثوابته والخلاص لأسراه ولاجئيه".
وأعرب عن أمله أن تنجح المقاومة في تحقيق نصر مكتسب لشعبه.