أثار محمد أبو تريكة لاعب منتخب مصر والأهلي السابق والمحلل بقنوات "بي إن سبورتس" حاليا، حالة من الجدل بسبب انسحابه من الاستوديو التحليلي.
وقرر أبو تريكة الانسحاب من الاستوديو التحليلي لمباراة نيوكاسل يونايتد وتوتنهام في الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي، بعد معاناة أحد المشجعين من أزمة صحية في المدرجات.
وكان حكم المباراة قد قرر إيقافها بعدما تم إبلاغه بحالة المشجع من سيرجيو ريغيلون مدافع توتنهام، ليتوجه له الطاقم الطبي لفريق نيوكاسل من أجل إسعافه بصورة سريعة.
وعقب الاطمئنان على المشجع، وذهابه إلى المستشفى، قرر الحكم إعادة اللاعبين إلى أرضية الملعب واستئناف الفترة المتبقية من الشوط الأول، ومن ثم استكمال المباراة بصورة طبيعية.
وقال أبو تريكة قبل مغادرته للاستوديو التحليلي للمباراة: "حياة الإنسان أصبحت بلا قيمة، كنت أتمنى عدم استكمال المباراة، ندمت لاستمراري في الاستوديو وقت حالة إريكسن ولن أكرر نفس الخطأ مجددا"، في إشارة لمعاناة كريستيان إريكسن نجم منتخب الدنمارك لأزمة مشابهة في بطولة "يورو 2020" الصيف الماضي.
ردود فعل قوية
قوبل تصرف أب وتريكة بردود فعل قوية بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن نجم الأهلي المصري ومنتخب مصر السابق فعل تصرفا نبيلا، فيما يرى فريق آخر أنه يسعى فقط لجذب الانتباه.
وأشار مؤيدو تصرف أبو تريكة, إلى أن اللاعب المعتزل سبق له القيام بالعديد من اللفتات الإنسانية الطيبة، كما أنه حقق نجاحات رياضية مميزة، تغنيه عن اللجوء لمواقف استعراضية من أجل كسب مزيد من الشعبية.
في المقابل، يرى معارضو تصرف أبو تريكة أنه يقوم فقط بحركة تمثيلية، خاصة أن خروجه من الاستوديو التحليلي على الهواء مباشرة, ليس له أي قيمة بعدما تلقى المشجع المصاب المساندة والدعم الكافي من الفريقين على أرض الملعب، فضلا عن تعافيه من أزمته الصحية.
وانتقد أحمد حسام "ميدو"، زميل أبو تريكة السابق في منتخب مصر، تصرفه واعتبره خاطئا، وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "دور المحلل هو تحليل الأحداث والاستفادة منها ومحاولة نقل الإيجابي منها إلى بلادنا".
وأضاف: "كان يجب على أبو تريكة أن يبقى في الاستوديو وينقل للمشاهد وجهة نظره فيما حدث وكيف أن اللاعبين هم من طالبوا الحكم والمسعفين بالاهتمام بالمشجع المصاب، أبو تريكة استعجل، كان الله في عون طارق دياب".
ممثل قدير
وقارن منتقدو تصرف أبو تريكة موقفه في استوديو "بي إن" بمواقف سابقة له حين كان لاعبا، وقالوا إن لاعب الوسط السابق كان ولا يزال "ممثلا قديرا".
ونشر عدد من المغردين مواقف سابقة لأبو تريكة حين كان لاعبا، واتهموه فيها بـ"الغطس" وادعاء السقوط للتأثير على الحكم، وقالوا إن تلك المواقف تسببت بشكل أو بآخر في صناعة أسطورته.
كذلك ألقى مغردون الضوء على احتفال أبو تريكة مع زملائه في الأهلي في إحدى مباريات دوري أبطال إفريقيا، عشية إحدى الكوارث التي شهدتها مصر عام 2012، وراح ضحيتها 50 طفلا دهسا تحت عجلات القطار.
كذلك انضم الإعلامي المصري عمرو أديب إلى منتقدي تصرف أبو تريكة، وذلك أثناء تعليقه على الواقعة عبر برنامجه "الحكاية" على قناة "إم بي سي مصر".
وعلق عمرو أديب على الحادثة قائلا: "أبو تريكة الوحيد الذي ترك المباراة، الجماهير والحكام واللاعبون وكل الاستوديو ظلوا في أماكنهم، موقف غريب جدا".
وأضاف: "هناك أخلاقيات كثيرة تتحكم في عمل المذيع، لكن يجب أن تتسق مع الموقف، وما فعله أبو تريكة كان كثيرا للغاية".