قائمة الموقع

لماذا يهتم لابيد بترويج خطة الهدوء مع غزة؟

2021-10-18T19:42:00+03:00
لابيد
الرسالة نت- شيماء مرزوق

يقود وزير خارجية الاحتلال ورئيس حكومته بالتناوب يائير لابيد حراكا لمحاولة حل الوضع القائم في قطاع غزة الذي يرى فيه الاحتلال تهديداً مستمراً.

وقد تصاعد الحراك بعد معركة سيف القدس التي حققت المقاومة الفلسطينية فيها انتصار مهم، دفع الاحتلال لمحاولة تغيير سياسته التي انتهجها ضد القطاع خلال السنوات الماضية.

وقد بدأ الاحتلال يتراجع عن معادلة الأسرى مقابل الإعمار والحصار كما لم يعد يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، وهناك عدة عوامل ساهمت في ذلك، أهمها نتائج معركة سيف القدس، والاختلال الكبير في منظومة الردع الإسرائيلية، والضغط الميداني المتوازن الذي مارسته المقاومة خلال الشهر الماضي، وحرص الاحتلال على منع تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية، في أعقاب نفق الحرية وتفاعل قضية الأسرى.

من ناحية أخرى فإن الاحتلال يخشى أن يؤدي أي تصعيد كبير لانهيار الائتلاف الحكومي الهش، بالإضافة إلى رؤية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الشاملة لمنطقة الشرق الأوسط القائمة على تهدئة الجبهات المشتعلة.

وفي مقابل التحركات الأمنية التي يجريها الاحتلال لاتخاذ الخطوات الضرورية في حال حدوث تصعيد مفاجئ، فإن المستوى السياسي يتخذ خطوات تساهم في تسريع تهدئة الوضع.

وساعدت سلسلة التسهيلات التي قدمها الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة، في إعادة أوضاع غزة تقريباً إلى ما كانت عليه قبل 10 مايو، إلى جانب إدخال المنحة القطرية للأسر الفقيرة، وبدء التحركات الخاصة بعملية الاعمار.

وقد حاول لابيد تصدر حراك الاحتلال الخاص بغزة من خلال طرح رؤيته المتعلقة بالتعامل مع غزة تحت عنوان "الاقتصاد مقابل الأمن" في خطاب ألقاه في مؤتمر هرتسليا، والتي اعتبرها أكثر واقعية من معادلة "إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح" من فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهو ما وافق عليه نفتالي بينيت وبيني غانتس، مع استمرار مخاوف الاحتلال من استغلال حماس للخطة لمراكمة قوتها العسكرية.

وبالنظر للمعطيات القائمة فإن الاحتلال مهتم بتسكين جبهة غزة، في ظل حالة الغليان التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، خاصة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس والسجون.

كما يرى الاحتلال أن ثمن تسكين جبهة غزة أقل من ثمن التصعيد والدخول في معركة جديدة، وذلك عبر تحويل الصراع من سياسي إلى اقتصادي، ومنح السكان مستوى من الراحة الاقتصادية.

وفي ظل حكومة بثلاث رؤوس يحاول لابيد التعامل كرئيس وزراء ويقدم رؤيته الخاصة بهذا الجانب، وقد حرص على عرض خطته في التعامل مع غزة خلال زيارته للولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وقد عرض على مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، خطة "إسرائيلية" لتحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة.

وقال لابيد عقب مشاوراته مع سوليفان: "عرضت على المستشار الأمريكي خطة "اسرائيلية" بخصوص تحسين الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة مقابل التهدئة".

وأضاف: "الخطة تتمحور حول الاقتصاد من أجل الأمن".

وفي ظل غياب أي حلول سياسية للقضية الفلسطينية يحاول الاحتلال التعامل مع التهديدات الموجودة في الساحة الفلسطينية حيث يسعى الاحتلال للوصول إلى هدوء طويل الأمد في غزة.

اخبار ذات صلة