خلال جولة ميدانية

"الصليب الأحمر" يستعرض أبرز أنشطته بغزة

غزة – الرسالة نت

نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جولة ميدانية تفقدية أمس الاثنين لعدد من المشاريع والانجازات على الصعيد الاقتصادي والزراعي والإنساني والصحي والاجتماعي والتي قامت بها خلال الفترة الماضية وذلك بمشاركة عدد من الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.

وأكد عمر فيري مدير دائرة الإعلام في الصليب الأحمر بغزة أن الهدف من الجولة واصطحاب الصحفيين فيها تعريفهم بالأنشطة المختلفة التي يقومون بها في قطاع غزة.

وقال لـ"الرسالة نت" :"نريد عبرهم توصيل معلومات عن المشاريع التي قمنا بها للشعب الفلسطيني بصفة عامة بعد أن لاحظنا نقص معرفة لدى الناس فيما يتعلق بنشاط الصليب الأحمر في قطاع غزة".""

وأشار إلى عملهم في أكثر من مجال موضحا أن الهدف من تلك المشاريع والأنشطة تخفيف معاناة الحصار المتواصل عن كاهل الفلسطينيين في قطاع غزة.

الأطراف الصناعية

وانطلقت جولة الإعلاميين صباح الاثنين من أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة متوجهة نحو مركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة للتعرف على انجازاته واهم النشاطات التي نفذها والمعيقات التي يواجهها في ظل الحصار الصهيوني المفروض على غزة للعام الرابع على التوالي.

وتحدث مدير المركز حازم الشوا من جانبه عن خطة عملهم المتركزة على التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات والجرحى ممن فقدوا أطرافهم وتعويضهم قدر المستطاع بأطراف صناعية وأجهزة تساعدهم على الحركة.

وأسس مركز الأطراف الصناعية في العام 1976 كأول مؤسسة صحية بغزة تعتني بذوي الاحتياجات الخاصة، ويعد احد المراكز التابعة لبلدية غزة حيث أنشئ المبنى الجديد للمركز بدعم من اتحاد الأطباء العرب بمصر والإغاثة الإسلامية في سويسرا وماليزيا والمؤسسة الخيرية الملكية بالبحرين وتمويل ودعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال الشوا في كلمة تعريفية للصحفيين خلال جولة تفقدية داخل أروقة المركز :"كان لنا شرف كبير في خدمة ذوي الإعاقات مبكراً وإرسال عدد من المتدربين لألمانيا لتأهيلهم وعودتهم مجدداً لغزة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد تعاملهم مع جميع الحالات التي أصيبت بإعاقات في غزة، وبين تزويدهم تلك الحالات بكل ما يلزم من أجهزة مساعدة على الحركة والتنقل.

وأضاف الشوا "قدمنا الخدمة لـ5500 حالة قديمة وسابقة إلى جانب 220 حالة أصيبت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة"، كما نوه إلى تقديمهم الخدمة اللازمة لـ 2000 مريض وحصول 60 مريضاً منهم على أطراف جديدة وأجهزة مساعدة.

وأشار إلى انجازهم لمعظم الحالات التي تعرضت للإعاقة خلال حرب غزة، مستطرداً :"تبقى 54 حالة على قائمة الانتظار ونحن بصدد انجاز حالات أخرى في الفترة القريبة القادمة".

ويأمل الشوا أن يصبح مركز الأطراف الصناعية في غزة خلال العشر سنوات المقبلة من أهم المراكز المعالجة لذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط.

""

وتابع مدير المركز :"لن يكون هناك حاجة ليخرج أي مريض غزي لتلقي العلاج بالخارج ونسعى لتطور نوعي سيقود المركز نحو تقديم خدمات مميزة للمعاقين".

متدربين بالهند

وأرسل مركز الأطراف الصناعية بغزة 3 من الكوادر العاملة لديه لتلقي العلوم والتدريبات اللازمة في إحدى مدارس الأطراف الصناعية بالهند نتيجة عدم وجود مدارس متخصصة في القطاع ومعاهد خاصة تخرج فنيين متخصصين في صناعة الأطراف الصناعية.

من جهته، قال البريطاني "كورام شيخ" مدير برنامج التأهيل الجسدي في قطاع غزة :"سيصل لغزة نهاية شهر ديسمبر الجاري أول طالب أرسل للتدرب في الخارج وسنرسل مطلع عام 2011 القادم طالبين آخرين للهند".

وانتقد شيخ في ذات السياق عمل بعض مراكز الأطراف الصناعية الصغيرة بغزة بدون ترخيص، مشيراً إلى أن القدرة لمركز الأطراف الصناعية العاملين فيه لم تصل لحد تغطية كل قطاع غزة.

وبين أن الخدمة الخارجية التي يتلقاها المريض في الدول العربية منها والأجنبية أفضل من الخدمة المحلية، وتابع :"العلاج لوحده ليس حلاً ويحتاج لتقييم وتدريب متواصل".

ولفت إلى تزويد الصليب الأحمر للمركز بالأطراف والأجهزة الصناعية بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخالها لقطاع غزة، وأوضح استخدامهم للمواد التي يتم إدخالها عبر الصليب الأحمر.""

فيما انطلقت الجولة الثانية باتجاه مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وبالتحديد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني للتعرف على أقسامها ومعاهدها ونشاطاتها طيلة الفترة الطويلة الماضية.

ورحبت الدكتور "جين كالفر" أسترالية الجنسية وتعمل في الهلال الأحمر كمتطوعة منذ إنشاءه منتصف تسعينيات القرن الماضي بالوفد الزائر للجمعية.

الهلال الأحمر

واستعرضت في كلمة مقتضبة سبقت جولة تفقدية لأقسام الجمعية أبرز نشاطاتها والفعاليات التي تشرف عليها والمجالات التي تقدمها للمواطنين في المحافظة الجنوبية لقطاع غزة لكل من رفح وخان يونس.

وسردت كالفر من تلك الأقسام مستشفى الأمل وقسم الإسعاف والطوارئ ومعهد تنمية القدرات إلى جانب رياض الأطفال والمكتبات وأقسام مهنية وتدريبية لذوي الاحتياجات الخاصة ضم معرض للتراث الفلسطيني القديم احتوى بين جنباته على الملابس والأدوات التراثية الفلسطينية.

وتعرف الصحفيون خلال تجولهم بين أقسام الجمعية على أبرز نشاطاتها وما تقدمه من خدمات تعليمية واجتماعية وصحية وترفيهية للأطفال والطلاب والفلسطينيين على حد سواء.""

وخلال الجولة الثالثة، زار الوفد الإعلامي بصحبة وفد من الصليب الأحمر مشروع معالجة المياه العادمة الواقع إلي الجنوب من مدينة رفح وبالتحديد على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.

وينفذ المشروع مصلحة بلدية مياه بلدية الساحل، بإشراف مدير محطات الصرف الصحي يوسف عاشور، ومدير مصلحة مياه الساحل يحيي أبو عبيد، ومهندس المصلحة رافي حسون، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

بدوره، اعتبر مدير قسم المياه في الصليب الأحمر ماركوال برتيني المشروع من أهم المشاريع ليس في غزة وإنما في العالم كله، وقال :"بدأ تنفذيه في الـ2008 بتكلفة 3 مليون دولار وانتهينا من المرحلة الثانية خلال الأيام الماضية".

وأضاف "أن المحطة تحتوي على أبراج تهوية تستخدم لمعالجة المياه، لافتا إلى أن مراحل التطوير مستمرة وهناك تمويل من الصليب لتطوير مراحل معالجة المياه.

من جهته، أشار فريد عاشور مدير قسم تصميم المشاريع بمصلحة مياه بلديات الساحل إلى أن "البلدية حاولت سابقًا توفير تمويل من أجل إخراج هذه المحطة، لكنها واجهت صعوبات كثيرة ومنها وجود الاحتلال".

""

وأضاف "بعد الانسحاب الإسرائيلي عملنا على استغلال القطع الباطونية التي طولها 7 متر، والتي كانت موجودة على طول الحدود مع غزة إبان انسحاب الاحتلال، واستخدمناها لتبطين الأحواض بدلًا من الإسمنت والحديد".

وأوضح عاشور أن وحدة المعالجة -بعد إصلاح شبكات المياه داخل رفح- ستسخدم جميع منطقة رفح لتصل نسبة معالجة المياه إلى 20 ألف كوب.

وادي السلقا

وقبل اختتام الجولة الميدانية توجه الوفد الإعلامي بصحبة مندوبي الصليب الأحمر للمنطقة الحدودية القريبة من وادي السلقا بالقرب من مخيم البريج وسط قطاع غزة للتعرف على أوضاع السكان والمزارعين في تلك المنطقة التي تعاني مضايقات متواصلة من قبل الاحتلال.

ولم تزد الجولة التفقدية لوداي السلقا عن ثلث ساعة فقط تحدث خلالها مندوبي الصليب الأحمر عن اوضاع المزارعين واستعرض السكان أوضاعهم المعيشية وعملهم في ظل التوغلات الاسرائيلية المتواصلة والتجريف المتعمد لأراضيهم.

وانطلق باص الجولة نحو مدينة غزة لينتهي به المطاف إلى مطعم الروتس لتنتهي جولة الصحفيين بمؤتمر صحفي لمدير بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة ستيفان بارديوسر ونائبته واللذان قدما من القدس المحتلة حيث المقر الدائم للصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية.

البث المباشر