تعد الصدقةَ بابٌ من أبواب الخير والفلاح، وسبيل للفوز برضوان الله جلّ جلالُه في الدنيا والآخرة، فـهي تطهّر وتزكي النفوس، وتبارك المال، ناهيك عن الأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدقُ عند الله، وفيها سدّ لحاجات الفقراء والمحتاجين، وسبيل لجلب السعادة إلى نفوسهم، ورسم الابتسامة على شفاههم، وهي وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وطريق لنشر الرحمة والتآخي والمودة بين الناس، كما أنها تدفع النِقم والمكاره والأسقام عن صاحبها.
وينبغي على المسلم أن يتأمل في منافعَ وفوائدَ وفضائلَ الصدقات ، وأن يجتهد في تحصيلها ونيل أجرها وثوابها، إذ تجعل الملائكة تدعوا للإنسان أن يزيد الله تعالى في مالِه وأن يُباركَ له في رزقه، فقد صحّ في البُخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا".
تطفئ الصدقة الخطيئة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»، كما أنّها سببٌ لعلاج الأمراض وحماية الممتلكات فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة»، كما أنها سترٌ للإنسان وحمايةٌ له من النار، فقد جاء عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها:" يا عائشة استتري من النار، ولو بشقّ تمرة".
و يستظلّ المُتصدّق في ظلّ صدقته يوم القيامة، كما أنها تدفع عنه المضرات -بإذن الله تعالى- لما صحّ عنه صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله»، كما أنّ الصدقة رصيدٌ يدخره الله تعالى لعباده المتصدقين في الدار الآخرة من الأجر العظيم والثواب الجزيل.
ولا تغني الصدقة عن الزكاة المفروضة، فالزكاة المفروضة يجب إخراجها عند اكتمال النصاب سنويًا، وقد يُخطئ البعض حينما يتصدّق على مدار العام عدة مرات ويتكاسل عن إخراج الزكاة بذريعة أنه يتصدّق طوال العام، ولكنْ هناك فرق، فالصدقات التي يخرجها الإنسان من حين لآخر هي من النوافل، أما الزكاة فهي من الواجبات، وركن من أركان الإسلام، يأثم من لم يؤدِّه.