كشف رئيس دائرة الخرائط وخبير الاستيطان خليل التفكجي، النقاب عن سلسلة قرارات وعطاءات من ضمنها الإعلان عن مجموعة من المشاريع وفق البند “٢١-أ” للتعدين والتحجير في الضفة الغربية في مناطق C الهدف منها السيطرة على الموارد الفلسطينية في هذه المناطق الغنية بالموارد الطبيعية.
وذكر التفكجي أن الاحتلال ركز في الفترة السابقة على أراضي تقع ضمن مستوطنة بيت حجاي التي تحوي أكبر المحاجر الإسرائيلية وتعتمد في صناعة الحجارة على سرقة الأراضي الفلسطينية لإنتاج آلاف الأطنان من الحجارة والتربة والحصى سنويا؛ ما يؤثر على بيئة الأراضي الفلسطينية ومواردها الطبيعية.
وليست بيت حجاي وحدها بل هناك عشرات المحاجر والمقالع الأخرى خاصة المتنقلة التي تستمر لفترات قصيرة لبناء المستوطنات مثل تلك الواقعة غرب سلفيت؛ وفي نطاق مستوطنة “ارئيل”. ويشير التفكجي إلى أن الخطورة تكمن في أن المحاجر الثابتة والدائمة أكبر من المحاجر الأخرى كونها تتوسع وتنهب أراضي جديدة وبشكل بطيء.
صلاح الخواجا المختص بقضايا الاستيطان أكد أن هناك 12 محجرا (إسرائيليا) يسرق الحجارة من أراضي الضفة الغربية ويسرق بالتالي آلاف الدونمات ليصدر أفخر الحجارة لإيطاليا وأوروبا على حساب الأراضي الفلسطينية.
كما لفت إلى سرقة الأحجار التراثية واستخدامها في بناء المستعمرات في محاولة للتضليل وتزوير التاريخ الفلسطيني وسرقته.
لم يكتف الاحتلال بعدوانه في سرقة المحاجر فحسب، حيث يذكر الخواجا بأن هناك سلسلة من القرارات التي أخذتها حكومة الاحتلال في الأسبوعين الآخرين وأهمها توسيع 12 مستوطنة تحوي 2200 وحدة استيطانية، والآن يحضر لأكثر من 3000 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنات حالية في أراضي الضفة، بالإضافة للمستوطنة الجديدة على أراضي قلنديا التي تعتبر مشروعا استيطانيا جديدا.
ويلفت الخواجا إلى أن كل هذه المستوطنات تصادر آلاف الدونمات الزراعية وتصادر المياه الجوفية وخاصة تلك التي تبنى في منطقة الأغوار وهناك معاناة من نقل مناطق صناعية لأراضً زراعية في الضفة الغربية.
ويحول الاحتلال الضفة الغربية إلى مكب نفايات ومصب لقنوات الصرف الصحي لكبرى المستوطنات التي تصب مياهها العادمة في الأراضي الزراعية لقرى فلسطينية ما يتسبب بحرق محاصيل المزارعين وأشجارهم المثمرة.
ويشير الخواجا إلى أن القضية الأخطر هي سرقة الأراضي وينابيع المياه والسيطرة عليها وخاصة المحميات الطبيعية وفي نفس اللحظة يقوم الاحتلال بتلويث قرى سكنية كثيفة سكانيا".
وفي السياق ذاته فقد مسحت سلطات الاحتلال في محافظة بيت لحم مساحات واسعة من الاراضي في بلدة الخضر في مناطق (باكوش، والشعف وبطركية الروم، وغرب البلدة تقدر بمئات الدونمات لصالح الاستيطان، وكان الاحتلال قد استولى عليها لتوسعة الشارع الاستيطاني رقم 60 والمحاذي للأرض التي جرى مسحها.
وفي الوقت نفسه بدأت جرافات الاحتلال بتجريف مساحات واسعة من أراضي بلدة سبسطية الأثرية والتي تعتبر من المناطقc أيضا وتعاني من المطالبة بتجديد المناطق الأثرية فيها وترميمها منذ سنوات وعدم مقدرتها على فعل ذلك لأن الاحتلال يرفض أي قرار بالتجديد.
ويصادر الاحتلال الأراضي التاريخية لصالح الاستيطان، كما يغلق منطقة السهل ويمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.