تميز أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان خلال مسيرته في الملاعب بمهارات فنية استثنائية للغاية جعلته مختلفا عن أي لاعب كرة آخر.
ومثّل زين الدين زيدان ظاهرة خاصة، بداية من فترة وجوده مع فريق يوفنتوس الإيطالي الذي تفوق على برشلونة الإسباني في سباق ضمه منتصف التسعينيات من القرن الماضي، لكنه خسر سباق الإبقاء عليه ضد ريال مدريد، الذي حصل على خدماته في عام 2001.
ونجح زيدان بفضل شخصية قيادية استثنائية وإيمان منه بموهبته التي حافظ عليها واعتزل في أوج العطاء قبل "15 عاما" أن يجعل نفسه أسطورة من أساطير كرة القدم الأوروبية والعالمية على مر التاريخ.
وكان "زيزو" أول من قاد منتخب فرنسا لتحقيق كأس العالم وذلك عام 1998، ثم ألحق بها كأس أمم أوروبا "يورو 2000، واختتم مشواره بقيادة فرنسا لثاني نهائي مونديالي في تاريخها عام 2006 والذي خسره الديوك ضد الطليان بركلات الترجيح في لقاء كان الأخير في تاريخ زيزو.
مهارات خاصة
امتاز زيدان بقدرات فنية استثنائية وخاصة للغاية، لم يجاره فيها أي لاعب في العالم سواء من نجوم المهارات والمراوغات الساحرة في أمريكا الجنوبية كالأرجنتيني الراحل دييجو أرماندو مارادونا أو رونالدو الظاهرة أو روماريو وغيرهم من الأساطير اللاتينيين.
ونفس الأمر بالنسبة لنجوم الكرة الأوروبية أمثال الهولنديين ماركو فان باستن ودينيس بيركامب ويوهان كرويف، والفرنسي ميشيل بلاتيني، والألماني كارل هاينز رومينيجه، حيث كان زيدان صاحب لمسات سحرية خاصة جعلته يأسر قلوب الجماهير بمختلف انتماءاتها بشكل أكبر من هؤلاء النجوم.
وكان صاحب الأصول الجزائرية يعتمد على حركة جسده الانسيابية مع تحريك الكرة بشكل غير معتاد من فوق الخصوم، وكان يراوغ ليس بقدمه فقط مثلما يفعل الأغلبية ولكن بجسده أيضاً مع حركة سريعة ساحرة لا يقدر الخصم على فهمها إلا بعد أن يقع ضحية للمراوغة.
حركة زيدان بالكرة كانت مختلفة كذلك، فهو كان يستقبل الكرة وهو يركض ويعود للخلف ثم يقوم بالمراوغة من الخلف ويمرر بالكعب.
ومارس الأسطورة الفرنسي هذا الفن على المسرح العالمي الكبير في مباريات كبرى وتاريخية، مثل لقاء البرتغال في نصف نهائي يورو 2000، أو لقاء البرازيل في ربع نهائي كأس العالم 2006.
وما بين كرة بينية بالكعب، وهدف على الطائر في نهائي دوري أبطال أوروبا من أول لمسة، ومراوغة يلف فيها كامل جسده في لقاء بالدوري الإسباني، ومراوغة بجسده يمزج فيها حركة الجسد بحركة القدم، نثر زيدان سحر مهاراته في ملاعب كرة القدم بشكل جعله معشوق الجماهير خلال فترة وجوده.
امتاز زيزو كذلك بقدرة على اتخاذ أكثر من قرار بالكرة في مهلة زمنية قصيرة، يراوغ لاعب أو اثنين ثم يسدد بشكل مفاجئ، مثلما تكون المراوغة نفسها مباغتة للخصوم بسبب الأسلوب نفسه.
الساحر الفرنسي كان يمتلك القدرة كذلك على المراوغة بصدره، ثم تحويل الكرة لمكان ما لبدء هجمة أو إرسال تسديدة أو صناعة هدف أو حتى تسجيله.
ومما يجعل مهارات زيزو استثنائية قدرته على التنوع بين المراوغة والتسديد المتقن في وقت قصير للغاية، عبر مزج أكثر من مهارة بتكنيك خاص به هو وحده.
زيزو كانت تنطبق عليه عبارة "الكرة جميلة في قدمه"، فلمساته قليلة لكنها محكمة، ومراوغته سريعة لا تدع مجالا للتفكير أمام المدافع الذي يتحول لضحية.
وحين قرر زيدان الاعتزال بشكل مفاجئ وهو في الـ34 من عمره، أكد أن لمهاراته الاستثنائية للغاية دور في ذلك، حيث قال: "كان عليّ الاستماع لنداء جسدي، لا يمكنني اللعب لعام آخر".
ووجد زيزو أن جسده لم يعد قادرا على المراوغة بنفس القدر والمهارة التي كان عليها الوضع من قبل لهذا قرر التوقف في أوج مجده، بعدما قاد منتخب بلاده لنهائي مونديال 2006، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب العالمي الذي لم يتذوق طعمه الفرنسيون قبل ظهور زيدان.