لا تزال السلطة الفلسطينية تراهن على المصالحة العشائرية؛ لتطوي ملف نزار بنات وإنهاء قضية اغتياله، بهذه الكلمات لخص الناشط السياسي عمر عساف محاكمة قتلة الشهيد نزار بنات.
محاكمة "المماطلة" هكذا تصفها زوجة نزار بنات، حيث تأجيل يتلوه آخر، وليس ثمة ما يقوله المتهمون سوى الالتزام بالصمت.
"الصمت" اتفق عليه المتهمون الـ14 في الجريمة، فلا يتحدثون عن أي معلومات متعلقة بعملية الاغتيال ولا من هي الجهات التي دفعتهم لتنفيذها.
مع بداية الجلسة الأولى لمحاكمة قتلة نزار بنات رفض المتهمون الاعتراف بالذنب، واعتبروا أن ما حصل كان قضاء وقدراً.
أربعة شهود من عائلة بنات تمكنوا من الوقوف للإدلاء بشهادتهم بوقائع الجريمة، وبعد جهد كبير بذلته العائلة في سبيل توفير الحماية لهم.
ترغيب وترهيب!
الشهود الأربعة إلى جوار عدد كبير من عائلة بنات لديهم مذكرات توقيف وإحضار فوري من النيابة العامة، ضمن حملة أمنية شرسة تشنها السلطة على العائلة، بحسب غسان بنات، شقيق نزار.
يقول غسان في حديثه لـ"الرسالة نت": إن جميع أفراد العائلة لديهم مذكرات إحضار بما في ذلك الشهود.
ثمة حملة ترغيب وترهيب بغية الابتزاز والسيطرة عليهم، بحسب غسان لم تفلح، وبدأت الآن تنتقل لمربع الترهيب المتمثل في الاقتحامات المتكررة لمنازل العائلة.
يفسر بنات هذه الحملة بأنها دليل على تصاعد حملة التضامن المحلية والعالمية مع نزار وعائلته، ودليل على فشل السلطة في إحضار القضية ودفنها.
يُحمل غسان السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن حياة الشهود الأربعة، ويؤيده عضو التجمع الوطني عمر عساف، الذي أكد عدم رضاه عن سير المحاكمة.
ودعا عساف لتشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة يشارك فيها مؤسسات حقوقية، وشدد على ضرورة الوصول للحقيقة لكل المستويات المسؤولة، وألا يُقدم المنفذون كأكباش فداء.
وأوضح وجود مماطلة في إجراءات التنفيذ، رافضا شكل المحكمة؛ لأنها أقيمت من جهة واحدة.
محاكمة بطيئة!
زوجة نزار بنات، قالت لـ"الرسالة نت" إنّ المحاكمة تسير بشكل بطيء، وبطريقة تدعو للريبة.
وشددّت على ضرورة تحقيق العدالة الناجزة واسترداد المظالم ومحاسبة القتلة، وأوضحت أن المحكمة أساسا موضع شك كونها استثنت من أصدر قرار القتل.
المحامي غاندي الربعي أوضح من جهته أن صمت المتهمين هو إقرار بالجريمة.
وذكر الربعي لـ"الرسالة نت" أن صمت المتهمين الـ14 يعني أنهم يقرون بجرم الفعل الذي ارتكبوه ولهذا يلوذون بالصمت.
وبين الربعي ضرورة استمرار جلسات المحاكمة بما يضمن تحقيق العدالة الناجزة، متوقعا أن يتم النطق بالحكم نهاية العام أو بداية العام المقبل.
وذكر أن آخر مرة استدعى فيها الأمن الوقائي نزار لم يكن بالطرق القانونية، ولم يتصل به أو بعمه، كما لم يستلم مذكرة تبليغ.
وتابع في منشور له على موقع فيسبوك: نزار كان يتلقى تهديدات قبل قتله، وقبل أيام أخبر ابن عمه أنه لا يريد لأطفاله رؤيته وهو يُقتل.
وأضاف: أكد شهود العيان على الرواية التي احتوتها مذكرة الاتهام من أن نزار تعرض للضرب بالعتلة وهو نائم، وأن الفرقة بأغلب عناصرها وضباطها شاركت بضربه بما حملوه من أدوات وبالأيدي بشكل شرس، حتى بعد تقييد يديه.
وأشار إلى أن قائد الفرقة شاهد الاعتداء على نزار ولم يشارك به، لكنه أعطى الأمر لهم بالاستمرار بضربه.
وتم تأجيل جلسة المحكمة إلى يوم الإثنين القادم1.11.2021 الساعة العاشرة للاستماع الى شاهد العائلة حسين بنات، وشهادة مدير جهاز الأمن الوقائي في محافظة الخليل.